اعتقل عناصر من استخبارات (pyd) الصيدلاني "صالح الياسين" مع ابنه وابن شقيقته من مكان نزوحه في قرية جزرة البوحميد بريف دير الزور الغربي ليلة 9/6/ 2018 ليقضي تحت التعذيب بعد أقل من شهر على اعتقاله بتهمة جاهزة وهي الإنتماء إلى تنظيم "الدولة"، علماً أنه مدني ولم ينخرط في أي جهة عسكرية أو سياسية، فيما لا يزال ابنه وابن شقيقته رهيني الاعتقال في سجن "علايا" بمدينة القامشلي شمال شرق الحسكة.
وروى الناشط "محمد الديري" لـ"زمان الوصل" أن الصيدلي "صالح أحمد الياسين" من مواليد مدينة "المو حسن" بريف دير الزور الشرقي 27-7- 1969 درس حتى البكالوريا في مدينته "الموحسن"، ثم انتقل للدراسة في كلية الصيدلة بجامعة دمشق ليتخرج منها عام 1996، وافتتح صيدلية في حي "العمال" بدير الزور.
وعُرف صيته على مستوى المنطقة الشرقية في مجال الصيدلة، حيث كان يركب أدوية ويعالج أمراضاً جلدية مستعصية.
ومع بداية الثورة في دير الزور لم يوفر الصيدلي الراحل جهداً في مساعدة أهالي منطقته والمناطق المجاورة في المجال الطبي، وتم استدعاؤه من قبل أحد الفروع الأمنية مطلع عام 2012 بعد معالجته لشاب مصاب.
وأشار محدثنا إلى أن "الياسين" نزح بعد دخول قوات النظام إلى مدينة دير الزور إلى ريف المدينة الشرقي أي إلى مسقط رأسه "الموحسن" بعد أن خسر صيدليته وكل محتوياتها وافتتح صيدلية في قرية "أبو حمام" وبعد دخول تنظيم "الدولة" إلى ريف دير الزور الشمالي وسيطرتهم على الموحسن بقي في المنطقة لعدم تمكنه من الخروج خشية الاعتقال، وبعد سيطرة "قسد" على المنطقة نزح مع عائلته إلى الريف الغربي منطقة الجزرات واقتحم عناصر استخبارات من (pyd) منزله ذات يوم واعتقلوه ليلاً بتاريخ 9/5/2018 مع ابنه محمد وابن أخته "صلاح علي السلوم"، وهو من سكان الريف الغربي ولا علاقة له بمناطق تنظيم "الدولة" بتهمة الانتماء إلى تنظيم "الدولة".
وأكمل محدثنا أن "الياسين" تم اقتياده إلى جهة مجهولة في مدينة القامشلي شمالي شرقي سوريا ثم إلى سجن الجزرة ولم يسمح لعائلته برؤيته أو التحدث إليه، وبعد أقل من شهر على الاعتقال أي بتاريخ 7/6/ 2018 تم تسليم جثة الصيدلاني "صالح الياسين" إلى ذويه بعد أن تمت تصفيته تحت التعذيب في السجن سيئ الصيت التابع لـ"قسد" بريف دير الزور الغربي.
وروى محدثنا نقلاً عن معتقلين سابقين في السجن المذكور أن الصيدلي الياسين كان يتعرض لتعذيب شديد شكل يومي على يد جلادي السجن المذكور، وحسب رواية معتقل سابق أن جلاديه قاموا بتعذيب ابنه محمد أمامه يوم مقتله فتلاسن مع أحد السجانين وقام بضربه فما كان منهم إلا أن اجتمعوا عليه وبدؤوا بتعذيبه ولم يتحمل جسده شدة التعذيب ففارق الحياة وظهرت آثار التعذيب على كل انحاء جسده بعد تسليم جثته لعائلته.
ولا يزال مصير ابنه محمد وابن اخته صلاح مجهولاً حتى الآن وكشف محدثنا أن معتقلاً سابقاً من القامشلي أكد وجودهما في سجن علايا في القامشلي وأن محكمة سوريا الديموقراطية حكمت على محمد وهو من مواليد 1999 بـ 15 سنة فيما حكمت على ابن عمته صلاح بـ 4 سنوات لأنه دون السن القانوني ولم يعلم محمد بوفاة والده الذي كان معتقلاً معه وادعوا أنه خرج من المشفى وتم إطلاق سراحه إلى أن أخبرته والدته بوفاته في إحدى زياراتها له.
وكان تقرير لـ "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" رصد ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات استخدام قوات الإدارة الذاتية التَّعذيب في عام 2018، عقب سيطرتها على مناطق جديدة في محافظتي الرقة ودير الزور، ووثق التقرير مقتل 31 شخصاً بينهم طفل واحد وسيدتان بسبِّب التعذيب في سجون قوات الإدارة الذاتية الكردية، وأشار التَّقرير إلى أنَّ قوات الإدارة الذاتية الكردية لم تراعِ مبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان أو القانون الإنساني الدولي، وشكَّلت ممارسات التَّعذيب، التي قامت بها بحق خصومها على خلفية النزاع المسلح غير الدولي "جرائم حرب".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية