أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الإعلان عن عودة داعش.. مزن مرشد*

أرشيف

قالوا إنهم قضوا على داعش، وأقنعونا ببطولات خلبية أنهم أنهوا التنظيم المتطرف واقتصوه من جذوره، واليوم وبعد الركود الاقتصادي الذي طال العالم من عواقب الوباء العالمي الجديد، عادوا ليقولوا لنا بأن داعش باقٍ ويتمدد.

علا الصوت الأمريكي بالأمس ليقول إنه على الرغم من النجاحات العسكرية للتحالف الدولي بقيادة أمريكا المُحارب للجهاديين في سوريا والعراق، إلا أن التنظيم وبقدرة قادر، عاد للنمو، ولكن هذه المرة تجاوز حدود الشام والعراق والتي استمد اسمه منهما، ليتمدد ويستفحل في إفريقيا.

بالرغم من أن الإدارة الأمريكية ذاتها تغنت على مدار العام الماضي، بأنها قضت على قادة داعش الرئيسيين، وعطلت العمليات الإرهابية للتنظيم في عدة مناطق، لكن داعش فجأة يعود للظهور ويواصل اتباع استراتيجية عالمية صارمة لنتفاجأ الآن بأن لديها 20 مجموعة منتشرة حول العالم، لا سيما في إفريقيا، وبالطبع كما تعلن الولايات المتحدة بأن هدف التنظيم هو استهداف عمق الولايات المتحدة واستهداف أمنها القومي ومصالحها حول العالم، ما سيخلق حججا جديدة لأمريكا بافتتاح المزيد من الجبهات وفرض تواجدها في دول جديدة تخدم مصالها في أفريقيا على ما يبدو كما هو واضح في هذه المرة.

في تشرين الأول / أكتوبر/2019 أعلنت أمريكا قتلها لزعيم تنظيم "الدولة" والمعروف إعلامياً "داعش" في غارة لقواتها استهدفت فيه اجتماعاً للبغدادي مع بعض قادته العسكريين، على حسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية آنذاك، ومنذ ذلك الوقت ما تزال أمريكا تعلن بين الفينة والأخرى قضاءها على أحد شخصيات التنظيم، لكن من الغريب فعلاً، والمستغرب في ذات الوقت أن داعش أظهر دائماً قدرته على التعافي والعودة من جديد، لأسباب لا يعملها إلا الله وأمريكا على ما أعتقد.

مراراً وتكراراً يصر مسؤولون أمريكيون على التأكيد بأن التنظيم عاد فعلاً، وأنه ابدأ فعلاً بشن هجماته بقوة، خاصة بعد أن أعلن مسؤوليته عن اغتيال ثمانية أشخاص في النيجر في 9 آب / أغسطس المنصرم، وستة من عمال الإغاثة الفرنسيين واثنين من النيجر.

ما يجعلنا أمام تساؤل محق وهو ما الذي تفعله أجهزة مكافحة الإرهاب الأمريكية، والتي أصدع الرئيس الأمريكي رؤوسنا بحرفيتها، ومتابعتها وتصديها لتمدد التنظيم وهذا ما يجعل قواته متواجدة حتى اليوم في سوريا مثلاً، وقبلها في العراق وقبلها في أفغانستان، ومع كل هذه الإجراءات والملايين التي صرفت من أجل مكافحة الإرهاب أولاً وداعش ثانياً، ولا يزال قادراً على القيام بعمليات ضد الغربيين، لكن لا بد من الاعتراف أن ضغوط مكافحة الإرهاب قللت من قدرة التنظيم على تنفيذ عمليات شبيهة بهجمات باريس وبروكسل" في عامي 2015 و2016.

في سوريا والعراق، واصل تنظيم الدولة الإسلامية تنفيذ عملياته بوتيرة متواصلة، مثل الهجوم على الجيش العراقي في أيار/ مايو الماضي الذي أودى بحياة عشرات الجنود العراقيين، وما يخدم التصريحات الأمريكية اليوم هو نشر داعش لمقاطع فيديو لهجماتهم لإظهار أن مقاتليه ما زالوا نشطين على الرغم من الإطاحة بخلافتهم في العام الماضي، مع أنهم كانوا يسيطرون على أراضٍ شاسعة أقاموا عليها دولتهم المزعومة، امتدت بين سوريا والعراق.

الآن بعد إعلان أمريكا استعادة داعش لنشاطه، وعودة التنظيم للظهور من جديد بعد وباء كورونا كوفيد -19 والذي يصفه التنظيم بأنه عقاب إلهي للدول التي حاربته ولم تستطع أن توقفه حتى الآن، ويحصد أرواح آلاف المرضى يومياً، وعدم قدرة الحكومات على الاعتناء بمواطنيها.

الملحّ اليوم وجوب معرفة الأهداف القادمة لداعش والتي تخدم النظام وقوات التحالف معاً، كي نستطيع التكهن بالأماكن التي من الممكن أن ينفذ فيها التنظيم شيئاً من وحشيته المعتادة، فهل سيكون مسرح العمليات القادم تحرير الآلاف من مقاتليه وعائلاتهم المحتجزين في مخيمات شمال شرق سوريا، كي ينطلق بقوة من جديد؟

*من كتاب "زمان الوصل"
(277)    هل أعجبتك المقالة (281)

2020-09-19

للاسف سيدتي قراءتك للمستقبل صحيحة وتحليلك صحيح حسبنا الله في داعش والارهاب وداعميهم الظاهرين والمتخفين قديما في احدى مسيرات المناتعة ايام الفاطس حافظ نادى صديقنا من فوق اكتاف زملاءه يسقط الاستعمار و أعداء الاستعمار.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي