الناس صادقون في كراهيتهم أكثر مما هم في حبهم. لذلك الكراهية تدوم والحب يزول سريعاً فلا يصمد أمام ضربات الحياة وطباع الناس، وأسوأ الأعداء هم الذين كانوا أصدقاءأو أقرباء.. فقد كره آدم حواء بسبب هبوطه من جنة المعرفة إلى عالم الواقع المرّ، وحقد قابيل على أخيه.. وكرهت السلالة بعضها طوال قرون من الحروب والمعارك المستمرة..
وبقيت الجيوش والأديان والقوميات والأحزاب أكثر قوة بسبب عامل الكراهية وليس الحب بالطبع.. السود لا يحبون البيض، والبيض أبادوا الحمر، والفقراء ضد الأغنياء، والرب قنط من البشر بدليل توقفه عن إرسال الرسل والكتب إليهم.. بعد ذا من يعاتب حكومتنا على سلخ جلد مواطنيها، ومن يعاتب المواطنين على سعيهم للفرار خارج وطنهم؟ فأهلاً بكم في عالم الكراهية التي تدعم تماسك الأديان والقوميات والأحزاب والجماعات وقطعان الوحوش في الغابات.. ذلك أن الإنسان صادق في محبة نفسه فقط بينما الكلب أكثر قدرة منه على محبة غيره!؟
هامش: يعتقد الرجل والمرأة أنهما يحبان بعضهما فيدخلان في تجربة الزواج لكي يتأكدا بعد حين أنهما كانا يشتهيان ولا يحبان، وأن المحبة شيء آخر لا تقدر عليه الكائنات الدنيا، ذلك أن القادرين على الحب هم الشهداء في مجتمع الكراهية..
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية