أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المسعف الحكم "دراق السباعي".. جاهر بانتمائه للثورة وتحول إلى أيقونة من أيقوناتها في حمص

السباعي - نشطاء

رغم عمله في الهلال الأحمر الذي يعمل تحت إمرة النظام جاهر المسعف الشاب "الحكم دراق السباعي" بتأييده للثورة وأسهم مع غيره من المتطوعين في إنقاذ المصابين والجرحى في حمص، وهذا ما جعل منه أيقونة من أيقونات الثورة السورية، التي دفع روحه في سبيل مبادئها، وقضى أثناء محاولته إسعاف أحد الجرحى في حي "الحميدية"، وساهم في مساعدة المحاصرين وإنقاذ العشرات من المصابين والجرحى، ما دعا موقع "buzzfeed" إلى اختياره في المرتبة الثالثة من بين 15 شخصية أثرت في الثورة السورية.

وروى "حاتم دراق السباعي" لـ"زمان الوصل" أن ابنه الوحيد من مواليد 27/7/ 1986 درس الإبتدائية في مدرسة "أم البنين 1993" والتحق بعدها بمدرسة "هاشم الأتاسي" ثم بثانوية التجارة بحمص ومن ثم غيّر من البكالوريا الثانوية التجارية إلى البكالوريا العلمية وبعد نجاحه دخل جامعة المأمون الخاصة ودرس إدارة أعمال وعلى أثر تخرجه توظف في بنك "بيمو" السعودي الفرنسي، وأثناء ذلك تطوع في الهلال الأحمر من خلال الغرفة الفتية jcr عام 2010 وعمل كشافاً في "فوج المضرية"، وانتسب لجمعية أصدقاء حمص، وشارك مع الهلال الأحمر في إنقاذ العشرات إيصال الأدوية والمواد الإسعافية إلى المشافي الميدانية خفية ونقل الكثير من الجرحى والمصابين.

ذات يوم دخل المتطوع الراحل إلى حي "بني السباعي" في حمص القديمة لإنقاذ أحد المصابين ولم يكن دوره في ذلك اليوم، ولكنه تطوع بدافع الواجب الإنساني ولدى عودته مع رفاقه واقترابه من حاجز لقوات النظام في حي "الحميدية" بتاريخ 7 أيلول سبتمبر/2011 بدأ إطلاق الرصاص عليهم وظهرت أكثر من 63 رصاصة في كافة أنحاء السيارة التي كانت تضم إضافة إلى الحكم عدد من المتطوعين منهم "كرم كسيبي"، و"حكم مبارك البني" و"عبد الحميد الفجر"، إضافة إلى السائق الذي تمكن من نقل المصابين من طاقم إلى "مشفى البر والخدمات الاجتماعية" في "حي الوعر" رغم إصابته، وكشف "دراق السباعي" أن حاجز الجيش هو الذي أطلق النار على السيارة حينها بأوامر من مخابرات النظام انتقاماً من الهلال الأحمر.

وكشف محدثنا أنه سمع عميداً في الشرطة عند دوار "النخلة" يوجه أوامر باستهداف سيارات الهلال الأحمر وكان أول استهداف من نصيب السيارة التي تقل الحكم.

وتم إدخال المتطوع المصاب إلى غرفة العمليات ليلاً وبقي تحت العملية إلى صباح اليوم التالي وكان –بحسب والده- فقد عينه جراء الاستهداف، وأصيب في كافة أنحاء جسده حيث تم إحصاء أكثر من رصاصة انشطارية وسامة في جسده عدا يده اليمنى، ما يدل على أن إطلاق النار كان مقصوداً وليس عشوائياً.

وأردف محدثنا أن ابنه المصاب أفاق من التخدير في اليوم التالي وابتسم له، ولكن حالته تفاقمت في اليوم التالي ودخل في حالة غيبوبة بسبب ارتفاع حرارته لأن الطلقات كان مسممة فتم نقله إلى مشفى الجامعة الأمريكية في بيروت بتاريخ 12/أيلول/2011 ولم يتمكن الكادر الطبي هناك من السيطرة على ارتفاع الحرارة الشديد وبقي يعاني لثلاثة أيام ليفارق الحياة بعدها ويُنقل جثمانه إلى حمص.

وكشف والد المتطوع الراحل أن مسؤول المنطقة "محمد ديب زيتون" اتصل به تلفونياً وأخبره بضرورة نقل الصلاة على جنازة ابنه من مسجد "عمر بن الخطاب" في الإنشاءات إلى مسجد المقبور حافظ الأسد في "الوعر" الذي سمي فيما بعد باسم مسجد "الحكم دراق السباعي" لضرورات أمنية -حسب قوله- فرفض لأن مسجد "عمر" يقع في حي "الحكم" وبين أهله وجيرانه فتم تهديده بتفتيش كل البيوت المحيطة بالجامع واستهداف سيارات التشييع وحينها رضي بنقل الصلاة على مضض.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(348)    هل أعجبتك المقالة (325)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي