أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في ذكرى مجزرة الغوطة.. تقرير يوثق تعرض ريف دمشق لـ71 هجوما كيميائيا


أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن ريف دمشق تعرض لـ71 هجوماً كيميائياً شنها نظام الأسد، مشددا أن عام 2015 شهدَ الحصيلة الأعلى من الهجمات الكيميائية خلال السنوات التسع الماضية.

جاء ذلك في تقرير للشبكة، اليوم الجمعة، بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لهجوم نظام الأسد بالأسلحة الكيميائية على غوطتي دمشق عام 2013 والذي أودى بحياة أكثر من 1000 مدني غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وقال التقرير الذي اطلعت عليه "زمان الوصل" إن أسر الضحايا التي فقدت أبناءها وأحبَّتها ما زالت تنتظر أن يفيَ المجتمع الدولي بوعوده وخطه الأحمر القاضي بمعاقبة النظام الذي ثبت استخدامه للأسلحة الكيميائية ضدَّ المواطنين السوريين، ولكن للأسف الشديد لم يتحقق أيُّ شكل من أشكال المحاسبة حتى الآن، بل ما زال النظام ذاته الذي تقوده عائله الأسد، والذي استخدم السلاح الكيميائي في 21 آب/أغسطس 2013، ما زال هو ذاته الذي يحكم سوريا بالعقلية المتوحشة ذاتها، وبالاعتماد على عشرات الآلاف من عناصر الأجهزة الأمنية على غرار الأنظمة "التوتاليتارية".

واعتبر التقرير أن هجوم الغوطتين مثَّل من خلال عدد الذخائر المحملة بالغازات التي استخدمت وحصيلة الضحايا المرتفعة صدمة للعالم أجمع، لافتا أن المجتمع السوري تأمل أن يكون هناك رد فعل حاسم وحقيقي على خرق النظام للخطوط الحمر التي رسمتها له عدة دول كبرى في العالم، مما يساهم بالتالي في إحقاق حقوق الضحايا الذين قتلوا أو أصيبوا، ويحقق نوعاً من العقاب الذي يستحقه النظام على ممارساته العديدة المتوحشة ضدَّ المواطنين السوريين.

واستعرض التقرير تفاصيل هجوم الغوطتين، مؤكدا وجود نية وتخطيط دقيق لدى النظام يهدف إلى إبادة أكبر قدر ممكن من الشعب السوري وذلك من خلال استخدام كميات كبيرة من غاز السارين في وقت متأخر من الليل حيث يكون الأهالي نيام؛ الأمر الذي يخفض من فرص النجاة، موضحا أن مؤشرات درجات الحرارة تلك الليلة كانت تُشيرُ إلى انخفاضها بين السَّاعة الثانية والخامسة فجراً؛ ما يؤدي إلى سكون الهواء، وبالتالي عدم تطاير الغازات السَّامة الثقيلة.

ووفقا للتقرير فقد قتل في ذلك اليوم 1144 شخصاً اختناقاً بينهم 1119 مدنياً بينهم 99 طفلاً و194 سيدة و25 من مقاتلي المعارضة المسلحة، كما أصيب 5935 شخصاً بأعراض تنفسية وحالات اختناق.

وطبقاً للتقرير فإن هذه الحصيلة تشكل قرابة 76 % من إجمالي الضحايا الذين قتلوا بسبب الهجمات الكيميائية التي شنَّها النظام السوري منذ كانون الأول/ديسمبر 2012 حتى آخر هجوم موثَّق في "الكبينة" بريف اللاذقية في أيار/ مايو2019.

وسجَّل التقرير 222 هجوماً كيميائياً على سوريا منذ أول استخدام موثَّق في قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان لاستخدام الأسلحة الكيميائية في 23 كانون الأول/ديسمبر 2012 حتى 21 آب/أغسطس 2020، كانت قرابة 98 % منها على يد قوات النظام، وقرابة 2 % على يد تنظيم الدولة وكان عام 2015 هو العام الذي شهد العدد الأكبر من الهجمات.

كما وزَّع التقرير الهجمات على المحافظات وكانت محافظة ريف دمشق قد شهدت العدد الأكبر من الهجمات تليها محافظة إدلب.

وأشار التقرير أن هجمات النظام تسبَّبت في مقتل 1510 أشخاص يتوزعون إلى 1409 مدنياً بينهم 205 طفلاً و260 سيدة و94 من مقاتلي المعارضة المسلحة، و7 أسرى من قوات النظام كانوا في سجون المعارضة المسلحة.

كما تسبَّبت في إصابة 11080 شخصاً بينهم 5 أسرى من قوات النظام السوري كانوا في سجون المعارضة المسلحة.

ونفّذ تنظيم الدولة 5 هجمات كيميائية منذ تشكله في 9 نيسان/أبريل 2013 حتى 21 آب/أغسطس 2020 كانت جميعها في محافظة حلب تسبَّبت في إصابة 132 شخصاً.

وأورد التقرير توزع حصيلة الهجمات الكيميائية بحسب قرارات مجلس الأمن حيث توزعت الهجمات التي نفذها النظام إلى: 33 هجوماً قبل قرار مجلس الأمن رقم 2118، و184 بعده، في حين بلغت 115 هجوماً بعد قرار مجلس الأمن رقم 2209، و59 هجوماً بعد تشكيل آلية الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن رقم 2235.

أما الهجمات الخمس التي نفذها تنظيم الدولة فهي تشكل بحسب التقرير خرقاً لقرارات مجلس الأمن رقم 2118، و2209، و2235.

وأكد التقرير أن استخدام روسيا والصين للفيتو في مجلس الأمن لصالح النظام أسهم في وقوع المزيد من القتلى والجرحى من أبناء الشعب السوري؛ مشيراً إلى أنهما منعتا تمرير العديد من مشاريع القرارات التي كانت سوف تساهم في معاقبة النظام ، وفي ردعه عن ارتكاب العديد من الانتهاكات بما فيها استخدام الأسلحة الكيميائية، وعلى الرغم من دخول روسيا بشكل مباشر كطرف من أطراف النزاع المسلح في سوريا في أيلول/سبتمبر 2015، إلا أنها استمرت باستخدام الفيتو، وهذا يخالف بشكل صارخ ميثاق الأمم المتحدة.

زمان الوصل
(94)    هل أعجبتك المقالة (84)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي