*صفقتان فقط كفيلتان بتمويل جيش من المرتزقة قوامه 45 مليون فرد
أعلنت الشرطة الإيطالية اليوم الأربعاء أنها تمكنت من ضبط 14 طنا من أقراص الهلوسة (كبتاجون) تناهز قيمتها مليار يوروقادمة من سوريا، فيما بات يعد أكبر عملية من نوعها في العالم.
وقال محققون أنهم احتجزوا 3 سفن حاويات رست في ميناء "ساليرنو" جنوب إيطاليا، وفتشوها فعثروا على 84 مليون قرص " كبتاجون"، مخفية داخل آلات واسطوانات ورقية كبيرة مخصصة للاستخدام الصناعي.
وقال الضابط "جيوردانو ناتالي" لوكالة رويترز: "من المحتمل أن عصابات كامورا المحلية متورطة في هذا العمل".
واستخدم "كبتاجون" في الستينيات لعلاج النوم القهري والاكتئاب، وهو مركب دوائي ينتمي إلى عائلة من "أمفيتامينات" التي تساهم في منع الخوف وتقليل التعب.
وأفادت الشرطة الإيطالية في بيان أن إنتاج "كبتاجون" تركز في البداية في لبنان (لاسيما مناطق مليشيا حزب اللله)، وأن تنظيم "الدولة" تاجر أيضا بحبوب الهلوسة حيث وجد فيها مصدرا لتمويل أنشطته.
وقبل أسبوعين، ضبطت الشرطة الإيطالية 2800 كيلوجرام من الحشيش ومليون حبة من "كبتاجون" في شحنة ملابس في نفس المكان (ميناء ساليرنو).
وأصبحت سوريا الممزقة بحرب دامية من أكثر المصادر التي تأتي منها شحنات مخدرات ضخمة للغاية، منها عملية تهريب شحنة تقدر بـ35 مليون حبة "كبتاغون" من ميناء اللاذقية باتجاه الإمارات، وذلك خلال شهر شباط 2020، وقد تم إفشال العملية والكشف عن أقراص الهلوسة التي أخفيت داخل شحنة كابلات الكهرباء.
وتبع ذلك إحباط تهريب 4 أطنان من الحشيش إلى مصر معبأة داخل عبوات حليب ينتجها مصنع مملوك لرامي مخلوف ابن خال بشار الأسد، وخازن أمواله.
وفي السعودية ضبطت السلطات شحنة ضخمة من حبوب الهلوسة تقدر بـ29 مليون قرص، تم إخفاؤها داخل علب متة تنتجها شركة سورية، عرف صاحبها بموالاته للنظام وتمويله لحربه.
وفي عام 2019، أعلنت اليونان عما اعتبره أضخم شحنة مخدرات عالمية يتم مصادرتها، وتقدر بـ 33 مليون حبة كبتاغون، وكانت قادمة كالعادة من سوريا الأسد.
وتوضح الأمثلة أعلاه حجم تجارة المخدرات التي تحظى بتسهيل ومساهمة نظام الأسد، وحجم الأموال التي يمكن أن تدرها عليه، إذ إن شحنتي إيطاليا واليونان لوحدهما تناهز قيمتهما 1.7 مليار دولار، وهو مبلغ يقارب 4.5 تريليون ليرة، ويكفي لدفع رواتب جيش ضخم من الشبيحة والمرتزقة يناهز تعداده 45 مليون فرد، على فرض الراتب الشهري لكل فرد منه يقدر بـ100 ألف ليرة.
وهكذا، يتضح أيضا أن سوريا تحت قيادة بشار الأسد "حريصة" كل فترة على تحطيم أي أرقام قياسية قد تكون سجلتها من قبل، أي إنها تخوض ما يمكن تسميته "تحديا ذاتيا" في تهريب المخدرات وإغراق أصقاع الأرض بها، فبعد أن كان الرقم القياسي لشحنة اليونان، "انتصر" الأسد على ذاته وكسر هذا الرقم في شحنة إيطاليا الأخيرة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية