أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ألمانيا تتراجع عن دعم العودة الطوعية إلى سوريا

تراجع اهتمام الحكومة الألمانية ببرنامج اتخذته في وقت سابق، ويشجع اللاجئين الراغبين بالعودة إلى سوريا من خلال تقديم دعم مالي يقدر بـ 3000 دولار لكل عائلة ترغب بالعودة الطوعية، وكانت وزارة الداخلية الألمانية قد كشفت أن أكثر من ألف لاجئ سوري عادوا طوعاً إلى بلادهم بدعم مالي من الحكومة الاتحادية منذ عام 2017.

ويتم دفع الحوافز المالية لـ"StarthilfePlus" على مرحلتين، حيث يتم دفع النصف الأول من المبلغ في البداية، والنصف الثاني بعد 6 إلى 8 أشهر من العودة.

وتجري مراجعة البرنامج وتحديثه باستمرار لمواكبة التغيرات في هذه المجال، وأوضحت الوزارة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن الهيئة الاتحادية للهجرة وشؤون اللاجئين دفعت أموالاً لإجمالي 199 رحلة إعادة في عام 2017، و466 في عام 2018، و347 العام الماضي، ولكن الوزارة أكدت أنه لن يتم دعم العودة الطوعية حالياً إلى سوريا بسبب "الوضع الأمني الصعب"، وذلك بحسب ما جاء على صفحة الحكومة الألمانية عن برامج الإعادة.

وفق ما أفاد به موقع dw الألماني وكانت "المنظمة العربية الأوربية لحقوق الإنسان" قد حذرت اللاجئينَ السوريين من العودة الطوعية إلى حكم نظام الأسد مهما كانت الظروف والضغوط،، يأتي ذلك في وقت كشفت فيه المنظمة أن أكثر من 50 عائلة قوامها حوالي 220 شخصاً فُقدوا بعد عودتهم إلى سوريا، أكثر من 30 شخصا من شبان وسيدات وأطفال تم استدراجهم من قبل الفروع الأمنية وابتزازهم، وبعضهم اعتقلوا بشكل تعسفي حتى دون استدعاء".

وأشار مدير مكتب المنظمة في برلين "محمد كاظم هنداوي" لـ"زمان الوصل" إلى أن تراجع اهتمام الحكومة الألمانية ببرنامجها الذي روّجت له بالشراكة مع عدد من المنظمات الدولية المعنية، يأتي بسبب التطورات الأخيرة حيث تأكد لهذه الحكومة أن سوريا برمتها دولة غير آمنة، علاوة على خشية هذه الحكومة من محاسبة القضاء لها حيث تمنع بعض مواد القانون الدولي الإنساني اللاجىء من الذهاب إلى المكان الذي هرب منه إذا كان غير آمن، إضافة إلى أن هذا البرنامج لم يلقَ التجاوب المتوقع من اللاجئين السوريين المعنيين به مما يؤكد أن كل اللاجئين السوريين تقريباً ضد النظام، وتابع المصدر أن الحوافز التي تم تقديمها لهؤلاء اللاجئين كانت مشجعة ومغرية، لأن الكثير منهم يعيشون في وضع معيشي غير مريح في ألمانيا على عكس ما يعتقد.

ولفت محدثنا إلى أن الأحزاب اليمينية التي كانت تدعم عودة اللاجئين وتشجعها ومنها حزب البديل وهو أشد الأحزاب الألمانية عدائية للاجئين وضعت في الآونة الأخيرة تحت المراقبة بقرار حكومي، مشيراً إلى أن إنجازات اللاجئين السوريين بلا مبالغة صدت الهجوم عليهم بشكل كبير وسحبت كل الذرائع من الأحزاب اليمينية المتطرفة، وأظهرت أن نظام الأسد بات سيئاً لدرجة أنه لم يعد باستطاعة أي حزب في العالم تعويمه أو الدفاع عنه، وبات لدى هذه الأحزاب أيضاً هموم ومشاكل لا تُحسد عليها.

واستدرك "هنداوي" أن استمرار الوضع في سوريا على ما هو عليه واستمرار نظام الأسد سيجعل من الصعب إجراء أي تغيير بخصوص أوضاع اللاجئين في ألمانيا، وبات الاتحاد الأوروبي -كما يقول- أمام تحد كبير فهو يرغب بالتخلص من أعباء اللاجئين لكنه يواجه جداراً كبيراً من القضاء الألماني والأوروبي عموماً الذي يمنعه من سن أي قرارات حمقاء ضد اللاجئين.

وأعرب "هنداوي" عن اعتقاده بأن هناك قرارات قادمة ستكون لصالح اللاجئين وبالمقابل هناك قرارات قادمة ضد اللاجئين متوقع صدورها، لكن القضاء الألماني والأوروبي سيكونان هما الفصل بين اللاجئين، وسيقفان أمام الأحزاب السياسية التي تنوي تعكير أوضاع اللاجئين دون إيجاد حلول جذرية بخصوص عودتهم إلى بلادهم وهذا يتطابق مع المادة 33 من القانون الدولي التي تنص على منع الإعادة القسرية أو التحدث بخصوصها إذا كان هناك خطر قائم على حياتهم جراء هذه العودة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(153)    هل أعجبتك المقالة (135)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي