نظم نظام الأسد في درعا مسيرة مؤيدة أمس خرج فيها العشرات حاملين صور بشار الأسد وحلفائه المشاركين بقتل الشعب السوري.
وتقدم المسيرة محافظ النظام الجديد اللواء المتقاعد "مروان شربك" وأمين فرع حزب البعث "حسين الرفاعي" وضباط من قيادة الشرطة والأفرع الأمنية ورؤساء البلديات والدوائر والمؤسسات.
المسيرة المؤيدة جاءت بعد إرسال تعميمات من أجهزة النظام للموظفين والطلبة تشدد على ضرورة الحضور، وإلا فإنهم معرضون للعقوبة والفصل، زاعمين أنها ضد قانون "قيصر" والسياسات الإمبريالية الصهيونية المتربصة بسوريا وقائدها.
ولم تخل المسيرة من حلقات الدبكة وحركات "النخ" للتعبير عن الانتصار على "المؤامرة الكونية"، وفي ظل التدهور الاقتصادي والمجاعة الحقيقية التي يعيشها الشعب، حيث أكدت تقارير للأمم المتحدة أن أكثر من 11 مليون سوري داخل البلاد بحاجة للمساعدات الإنسانية العاجلة، فيما أكد برنامج الأغذية العالمي أن نحو 9,5 مليون نسمة خارج دائرة الأمن الغذائي.
وأكد مدير ثقافة درعا السابق الدكتور "أحمد الحمادي" أن "طهور" طفل صغير في درعا يحضره أكثر من هذا العدد، مشددا على أن المسيرة فاشلة ولا تعبر عن نبض الشارع الحوراني.
وقال لـ"زمان الوصل" إنه "استبشر خيرا عندما شاهد صور المسيرة المؤيدة في محافظة درعا والتي جرت في منطقة "المحطة"، مؤكدا أن الأعداد التي خرجت وأخرجت للمشاركة لا تتجاوز 350 شخصا رغم حساسية المنطقة التي تعج بالدوائر والمؤسسات والأفرع الأمنية".
وأضاف: "هنا أقول بأن ما لاحظته حتى بأن الموظفين لم يشاركوا في المسيرة، فعلى سبيل المثال فرع الحزب الذي لا يبعد عن هذه الساحة مسافة 150 مترا فيه من الأعضاء والموظفين والأمنيين ما لا يقل عن 75 شخصا، وقبله نقابة المعلمين وشعبتي درعا والمنطقة للمعلمين وعلى النسق للشرق هناك اتحاد الفلاحين والحرفيين والجيش الشعبي ومديرية السياحة والبريد والاستهلاكية، والطلائع وجنوبه مدرسة الإعداد الحزبي ونادي الضباط ومديرية المالية والثقافة ولجانبها شرقا مديرية التربية بكادرها الإداري الضخم، والمجمع الحكومي والخدمات الفنية والمصالح العقارية شمالها بقليل".
ولفت إلى أن مجلس المحافظة وحده وأمانة سره وموظفيه عددهم لا يقل عن 100 شخص، ومجلس مدينة درعا ومكاتبه وموظفيه والمخاتير فيه وعمال النظافة وغيرهم يتجاوز عددهم 125 شخصا، ناهيك عن بقية الدوائر والخدمات، فمديرية المياه التي تقع على بعد 50 مترا فيها من الموظفين ما يوازي عدد من في الصور.
وتابع: "شاهدنا لافتة باسم فرقة (الجيزة)، والتي يتواجد فيها على ما أظن أكثر من فرقتين حزبيتين جاؤوا لإثبات الوجود وإزاحة النار عنهم كون الأحرار في الجيزة خرجوا ليوميين متتاليين بمظاهرات احتجاجية".
وأشار إلى ضرورة عدم نسيان أن "نصف المتواجدين إن لم يكونوا أكثر هم من الأجهزة الأمنية، وهذا عن خبرة عملية، فعند كل محاضرة أو أمسية ثقافية كنا نقيمها في المركز الثقافي مهما كان النشاط بسيط كانت الأجهزة الأمنية وكل فرع يرسل عنصر أو أكثر للحضور والمراقبة".
وختم بالقول: "أذكر تماما في إحدى المحاضرات كنت أنا فيها كمحاضر وضيف على اتحاد الكتاب العرب / فرع درعا، وكانت بعنوان سياسة التلفيق، كان عدد عناصر الأجهزة الأمنية لا يقل عن ثلث الحضور، فكيف بمسيرة مؤيدة للأهبل ونظامه ومنظومته وفي مدينة ذات رمزية ودلالة ثورية كونها مهد الثورة ومنطلقها".
رغم التهديد والتشديد.. نحو 300 شخص شاركوا بمسيرة مؤيدة وسط درعا

محمد الحمادي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية