أقام مركز "حرمون للدراسات المعاصرة"، أول أمس الثلاثاء ندوة بعنوان (هدنة الجنوب الهشة… ماذا يحدث في درعا)، للناشط السياسي "نصر أبو نبوت"، وأدارها الإعلامي في قناة الجزيرة "محمود الزيبق".
كما تناولت المحاضرة التي زوّدت بالوقائع والإحصائيات الموثقة الجوانبَ المعيشية والاقتصادية الصعبة للسكان في ظل التضييق الذي يعانونه وما تمر به حوران من ظروف استثنائية من كل النواحي.
واستدرك المصدر أن الهدنة المزعومة لا وجود لها أصلاً بل على العكس باتت الأوضاع سيئة جداً على كافة الصعد.
ولفت أبو نبوت إلى أنه تطرق في محاضرته أيضاً إلى الأحداث البارزة في "الصنمين" و"جلين"، وقصف قوات النظام للثانية، وقيام مجموعة عسكرية من اللواء 52 بالتحرك باتجاه منازل المدنيين في الحراك، والتغلغل الإيراني ومحاولات التشييع المستمرة في المنطقة، ودور ميليشيا حزب الله في تجييش ضعاف النفوس وتدريبهم، وكذلك حالات الخطف على الحدود الفاصلة بين حوران والسويداء، وهذه الظاهرة سببها -كما يقول- تمويل المخابرات العسكرية لبعض الموتورين من أبناء المنطقة واستثمارهم في خلق حالة توتر دائم وشحن طائفي بين أهالي السهل والجبل الذين لطالما كانوا متعايشين ومتآلفين، وتم التطرق إلى الاجتماعات الأمنية المستمرة والتعزيزات العسكرية والمخاطر المتوقعة في حال قام النظام بشن هذا الهجوم الغادر بمساعدة المليشيات الإيرانية.
واستدرك: "إذا افترضنا أنها هدنة لم يطبق منها شيء ولم يفِ الطرف الروسي بأي شي تم الاتفاق عليه إلا القليل الذي لا يُذكر، ولم يكن الضامن الروسي نزيهاً بل منحازاً بكليته إلى جانب النظام، وقام باعتقال حوالي 100 شخص من أبناء حوران، واغتيال أكثر من 400 شخص موثقين بالاسم، مضيفاً أن "هناك أكثر من 70 ألف شاب مطلوبين للخدمة العسكرية، كما يتعرض الأهالي لابتزاز دائم في جميع دوائر ومؤسسات الدولة، علاوة على أن 90 % من الموظفين السابقين لم تتم إعادتهم إلى وظائفهم بعكس ما تم الاتفاق عليه، وأكثر من 80 % من طلاب الجامعات لم يتم قبول عودتهم.
وتابع أن الفرقة الرابعة التي تقوم بهذه الحملة بشكل رئيسي تأتمر بإمرة إيران ومعها الميليشيات الإيرانية وحزب الله، والهدف الأساسي من هذه التعزيزات-حسب قوله- إعادة التموضع لهذه القوات في هذه المنطقة، وخاصة عندما وجدوا أن حوران لم تأتِ إلى مربع الطاعة للنظام، ولم يشعر الإيرانيون أو الروس فيها بالأمن والاستقرار، والجانب الثاني من أهداف هذه التعزيزات يحمل طابعاً اقتصاديا فحوران منطقة خصبة وزراعية والمحصول فيها على الأبواب لذلك تريد إيران الانقضاض على هذا المحصول وتعفيشه لتمويل قواتها بعد أن فقدت وسائل التمويل، والحدود مع الأردن كذلك باب استرزاق ومواصلة التشيع في المنطقة.
و"نصر أبو نبوت" دبلوماسي و سياسي واحد أعضاء الحراك الثوري السوري، شغل منصب سكرتير أول في سفارة الائتلاف الوطني السوري في قطر. وهو مهندس نفط وعمل سابقا في وزارة النفط السورية لأكثر من 20 عاما وشغل عدة مناصب ميدانية وإدارية كان آخرها منصب رئيس دائرة التتبع والتنفيذ في الشركة السورية للنفط قبل أن ينشق في نهاية 2012.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية