أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هدنة الجنوب الهشة محاضرة لمركز "حرمون" في قطر

أقام مركز "حرمون للدراسات المعاصرة"، أول أمس الثلاثاء ندوة بعنوان (هدنة الجنوب الهشة… ماذا يحدث في درعا)، للناشط السياسي "نصر أبو نبوت"، وأدارها الإعلامي في قناة الجزيرة "محمود الزيبق".

وتطرقت المحاضرة إلى ما تشهده مدينة درعا -جنوب سوريا من انتفاضة جديدة، ضد تحشيد قوات الأسد على أطرافها، والمشاكل العالقة التي ستكون سببًا دائمًا في عدم الاستقرار في المنطقة، والدور الذي لعبته الميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري، وأهم المخاطر المتوقعة، في حال اجتياح الجنوب من قبل النظام.

كما تناولت المحاضرة التي زوّدت بالوقائع والإحصائيات الموثقة الجوانبَ المعيشية والاقتصادية الصعبة للسكان في ظل التضييق الذي يعانونه وما تمر به حوران من ظروف استثنائية من كل النواحي.

ولفت أبو نبوت في حديث لـ"زمان الوصل" إلى أن التعزيزات العسكرية الأخيرة والاجتماعات الأمنية والاستنفار الأمني والعسكري على حوران، وكذلك زيادة التوتر الحادث في الفترة الأخيرة من قصف على بلدة "جلين" وحصار "الصنمين" وتهجير ما تبقى فيها من الثوار، كل ذلك دفعه لضرورة إلقاء الضوء وتحشيد الناس ضد هذه الهجمة كي لا يركنوا إلى النظام الغادر أو للروس والإيرانيين، وتذكير المجتمع الدولي بالتزاماته وضماناته التي لم يُنفذ منها شي للأسف.

واستدرك المصدر أن الهدنة المزعومة لا وجود لها أصلاً بل على العكس باتت الأوضاع سيئة جداً على كافة الصعد.

وتناولت محاضرة "أبو نبوت" عدة محاور منها فترة المصالحات خلال السنتين الماضيتن، ومالذي حصل فيهما من اعتقالات وتنكيل وقتل للمدنيين بعد أن أجروا تسويات، وعدم السماح برجوع الطلاب إلى جامعاتهم ومدارسهم وكذلك الموظفين إلى وظائفهم وكيف كان يتم اتهام الناس بالإرهاب، والاستيلاء على أملاك آلاف السكان المحليين لصالح ما يُسمى بـ"محكمة الإرهاب" والوضع المعيشي الاقتصادي والأمني للأهالي.

ولفت أبو نبوت إلى أنه تطرق في محاضرته أيضاً إلى الأحداث البارزة في "الصنمين" و"جلين"، وقصف قوات النظام للثانية، وقيام مجموعة عسكرية من اللواء 52 بالتحرك باتجاه منازل المدنيين في الحراك، والتغلغل الإيراني ومحاولات التشييع المستمرة في المنطقة، ودور ميليشيا حزب الله في تجييش ضعاف النفوس وتدريبهم، وكذلك حالات الخطف على الحدود الفاصلة بين حوران والسويداء، وهذه الظاهرة سببها -كما يقول- تمويل المخابرات العسكرية لبعض الموتورين من أبناء المنطقة واستثمارهم في خلق حالة توتر دائم وشحن طائفي بين أهالي السهل والجبل الذين لطالما كانوا متعايشين ومتآلفين، وتم التطرق إلى الاجتماعات الأمنية المستمرة والتعزيزات العسكرية والمخاطر المتوقعة في حال قام النظام بشن هذا الهجوم الغادر بمساعدة المليشيات الإيرانية.

وعبر أبو نبوت عن اعتقاده بأن ما أطلق عليه "هدنة" في الجنوب ليس بهدنة بل اتفاقات إذعان قام بها الطرف الروسي والنظام، وهي ليست وليدة اللحظة التي أنشئت فيها في تموز يوليو/2018، ولكن تم التجهيز لها منذ أكثر من 3 سنوات بعد شراء النفوس الضعيفة.

واستدرك: "إذا افترضنا أنها هدنة لم يطبق منها شيء ولم يفِ الطرف الروسي بأي شي تم الاتفاق عليه إلا القليل الذي لا يُذكر، ولم يكن الضامن الروسي نزيهاً بل منحازاً بكليته إلى جانب النظام، وقام باعتقال حوالي 100 شخص من أبناء حوران، واغتيال أكثر من 400 شخص موثقين بالاسم، مضيفاً أن "هناك أكثر من 70 ألف شاب مطلوبين للخدمة العسكرية، كما يتعرض الأهالي لابتزاز دائم في جميع دوائر ومؤسسات الدولة، علاوة على أن 90 % من الموظفين السابقين لم تتم إعادتهم إلى وظائفهم بعكس ما تم الاتفاق عليه، وأكثر من 80 % من طلاب الجامعات لم يتم قبول عودتهم.

ابو نبوت أشار إلى أن دور الإيرانيين يظهر أكثر من دور النظام في التعزيزات الأخيرة لأنهم يتصرفون كمحتلين بينما شكل النظام نوعاً من الاستثمار للمحتل وشرعنته دولياً.

وتابع أن الفرقة الرابعة التي تقوم بهذه الحملة بشكل رئيسي تأتمر بإمرة إيران ومعها الميليشيات الإيرانية وحزب الله، والهدف الأساسي من هذه التعزيزات-حسب قوله- إعادة التموضع لهذه القوات في هذه المنطقة، وخاصة عندما وجدوا أن حوران لم تأتِ إلى مربع الطاعة للنظام، ولم يشعر الإيرانيون أو الروس فيها بالأمن والاستقرار، والجانب الثاني من أهداف هذه التعزيزات يحمل طابعاً اقتصاديا فحوران منطقة خصبة وزراعية والمحصول فيها على الأبواب لذلك تريد إيران الانقضاض على هذا المحصول وتعفيشه لتمويل قواتها بعد أن فقدت وسائل التمويل، والحدود مع الأردن كذلك باب استرزاق ومواصلة التشيع في المنطقة.

و"نصر أبو نبوت" دبلوماسي و سياسي واحد أعضاء الحراك الثوري السوري، شغل منصب سكرتير أول في سفارة الائتلاف الوطني السوري في قطر. وهو مهندس نفط وعمل سابقا في وزارة النفط السورية لأكثر من 20 عاما وشغل عدة مناصب ميدانية وإدارية كان آخرها منصب رئيس دائرة التتبع والتنفيذ في الشركة السورية للنفط قبل أن ينشق في نهاية 2012.

"مركز حرمون للدراسات المعاصرة" كما جاء بالتعريف به هو مؤسّسة بحثية وثقافية مستقلة، لا تستهدف الربح، وتُعنى بإنتاج الدراسات والبحوث المتعلقة بالمنطقة العربية، خصوصًا الواقع السوري، وتهتم بالتنمية المجتمعية والفكرية والثقافية والإعلامية، وتعزيز أداء المجتمع المدني، ونشر الوعي الديمقراطي، وتعميم قيم الحوار واحترام حقوق الإنسان.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(93)    هل أعجبتك المقالة (71)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي