لعل انقلاب الحاضنة على نظام الأسد باتت مسألة محتومة، ويشكل خروج "رامي مخلوف" عن دائرة الأسد نقطة تحول أساسية، خصوصا وأنه يروج لنفسه على أنه "الأب الروحي" لفقراء الساحل وصاحب "جمعية البستان" التي تقدم المساعدات لغالبية أهالي الساحل السوري، كما أن تصدر أسماء الأسد "السنية" للواجهة الاقتصادية ووضع يدها على عدة ملفات ومفاصل اقتصادية هامة يدفع بهذه البيئة نحو الطرف الآخر.
*الملف الأكثر تعقيدا
إن أحد أهم وأعقد الملفات الاقتصادية التي تمس البيئة الموالية والذي يواجه النظام مستحقاته المالية الكبيرة، هو ملف "الجرحى ومصابي الحرب"، فلقد استولت "أسماء" منذ مدة ليست بعيدة على أرشيف هذا الملف الهام، حيث أرسلت مديرة مكتبها إلى مؤسسة "الشهيد"، و"جمعية البستان" وهما المعنيتان حالياً إلى جانب حكومة الأسد بتحمل أعباء هذا الملف الخطير.
ويقدم النظام مرتب للمصاب (عجز كلي دفاع وطني) 35 ألف ليرة سورية، وللمصاب (عجز جزئي من عناصر الجيش) يتراوح المرتب بين 60 إلى 90 ألف ليرة، ومن 20 إلى 30 ألف ليرة للمصاب (عجز جزئي دفاع وطني). وبعملية حساب بسيطة لهذه الرواتب والمستحقات مع أعداد للقتلى والمصابين ينتج عندنا الجدول التالي: الورشة الأخيرة التي أقامتها "أسماء الأسد" منذ أيام تحت اسم برنامج "جريح الوطن"، والتي وقفت منها الصفحات المؤيدة بين مرحب ومهلل وبين غاضب شاتم ما هي إلا مسمار يدق في نعش معونات ورواتب هؤلاء القتلى والجرحى الذين كانوا ينتمون إلى صفوف القوات الرديفة، فالنظام حالياً يقف عاجزا عن أداء مستحقات هذه الفئة المجرمة التي وقفت ضد أبناء وطنها وجلدتها، وها هي الآن بدأت تنفس عن مرارة حالها، والظلم الواقع عليها عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
واطلعت "زمان الوصل" على إحدى الوثائق القديمة وهي تقرير لقائد الفوج 102 حرس جمهوري حول إصابة أحد ضباطه، وتقرير قائد الوحدة، وهي وثيقة أساسية في ملف الإصابة للعسكريين، وغاية عرضنا لها هو الكشف عن أن معظم ملفات وزارة الدفاع أيضاً، كما هو الحال في حالات الإصابة عند "الدفاع الوطني" و"القوات الرديفة" يشوبها الفساد والمحسوبية والرشى والطائفية وهي بحاجة إلى إعادة نظر أيضاً من قبل "سيدة الياسمين".
ورغم أن الملازم أول "يونس هلال" قد تعرض للإصابة في مدينته طرطوس خلال استمتاعه بالإجازة فقد جاء في تقرير قائد الفوج 102 حرس جمهوري، أن الإصابة ناجمة عن الخدمة وبسببها وطبعاً التزوير فاضح في هذه الوثيقة من قبل قائد الفوج كون نظام خدمة العسكريين يحدد أن الإصابة المرضية التي يتعرض لها العسكريون أثناء قضاء مدة الإجازة تكون ليست ناجمة عن الخدمة وفي أحسن الأحوال يمكن أن تكتب الإصابة ناجمة عن الخدمة ولكن ليس بسببها، ومع العرض أن صاحب هذه الإصابة ورغم تزوير قائد الوحدة لم يحصل على تعويضه المنشود حتى الآن. قد ترينا الأيام المقبلة ردة فعل قوية من أبناء الطبقة الفقيرة من البيئة الموالية الذين كانوا من المنتسبين إلى "القوات الرديفة" بعد إيقاف رواتب جرحاهم وقتلاهم، ولعل عقارب الساعة تعود إلى نقطة الصفر حيث العام 2011، ونشهد نزول هؤلاء المحبين والمؤيدين إلى الشوارع والساحات مطالبين بسقوط الطاغية بشار، فهذه الأصوات وبالاسم الصريح صحت الآن، ولم تكن تجرؤوا منذ سنوات مضت على قول ما كان يجب أن يقال.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية