عيّن نظام بشار الأسد أحد المجرمين الذين تفننوا بإظهار الولاء له عبر ارتكاب المجازر بحق السوريين، حيث سلّم قيادة اللواء 24 بمطار دير الزور إلى العميد الركن الطيار "يوسف غانم حسين"، المنحدر من قرية "فندارة" التابعة لمدينة "مصياف".
وتعتبر هذه الخطوة مكافأة لأحد أهم المجرمين من "غربان الموت"، وأحد أهم مرتكبي المجاز بواسطة الطيران الحربي النفاث في سوريا، إذ ارتكب أول مجزرة في مدينة "دوما" وتحديدا في ساحتي "سوق الغنم" و"البلدية"، يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، من خلال تنفيذ غارتين متواليتين بطائرتي "سوخوي 24"، أقلعتا من السرب 696 من "اللواء 17".
وصادف يوم أمس الثلاثاء الذكرى الثانية لارتكاب قوات الأسد مجزرة "دوما"، والثالثة لارتكابها مجزرة "خان شيخون" بالسلاح الكيماوي.
وكان طاقم الطائرة الأولى بقيادة رئيس أركان "اللواء 17"، حينها العميد الطيار "محمد ديبو" المنحدر من ريف "مصياف"، ومعاونه المقدم الطيار "وائل كامل حداد" المنحدر من جبلة، فيما كان طاقم الطائرة الثانية بقيادة قائد "السرب 696" العقيد الركن الطيار "يوسف غانم حسين"، ومساعده الرائد الطيار "نضال صالح" المنحدر من "الشيخ بدر" باللاذقية.
وتم الإقلاع الأول الساعة 7:30 صباحاً، أما الإقلاع الثاني فكان الساعة 9:30 صباحا، حيث تم تحميل كل طائرة 10 قنابل من طراز (fab-500) شديدة الانفجار (أي 5 طن قنابل لكل طائرة)، حيث كنت الأهداف ساحتي (الغنم والبلدية)، ونتج عن تلك المجزرة عددا كبيرا من القتلى والجرحى والدمار الكبير جراء إلقاء 20 طن من القنابل".
وتوالت طلعات المجرم "يوسف حسين" بشكل يومي في قصف مختلف المدن والقرى السورية الثائرة، وخاصة في نطاق مهام الفرقة الجوية 20 الممتدة من مدينة "النبك" الى الحدود الأردنية جنوبا، حيث كان ينفذ يوميا ما بين طلعتين إلى أربع طلعات طيلة فترة وجوده في مطار "السين".
وبتاريخ 7 نيسان/أبريل 2015، عزل من قيادة "السرب 696"، نتيجة وقوع حادثة جوية، اعتبر متسببا فيها كونه كان قائدا للسرب ومديرا للطيران، واتهم بأنه "أسند مهمة قتالية لطيار هزيل ومعدوم الخبرة ثم أعطاه تعليمات خاطئة اثناء الهبوط"، ما أدى إلى تحطم الطائرة وهي من طراز (سوخوي 24)، كان يقودها المقدم الطيار "مازن عبدو" المنحدر من "القرداحة"، ومعاونه المقدم الركن الملاح "خليل خرما" المنحدر من "جبلة".
وتم الهبوط بشكل عنيف أدى إلى تحطم الطائرة على المهبط، وقذف الطيار ومساعده من الطائرة، واصابة قائدها بكسر في ظهره أدى إلى عاهة مستديمة، ونتيجة التحقيق بأسباب الحادث تم تحميل العقيد "يوسف حسين" مسؤولية الحادثة بالكامل وتم عزله من قيادة السرب ونقله إلى قيادة "اللواء 17" في مطار "السين".
وبالرغم من عزله عن قيادة "السرب 696"، ووضعه كطيار في قيادة اللواء 17 استمر "يوسف حسين" بتنفيذ الطلعات الإجرامية بنفس الوتيرة وقد كافأه النظام بالرغم من عزله عن المناصب القيادة بترفيعه الى رتبة عميد بتاريخ 1 كانون الثاني/يناير 2016، وبقي في قيادة اللواء كطيار حتى تم تعيينه في وقت سابق من هذا العام 2020 قائداً لـ"اللواء 24" خلفا للعميد الطيار الركن "بدر هدلا" المنحدر من "ريف مصياف".
واعتبرت هذه الترقية إعادة اعتبار لأحد أهم الغربان على الطائرة "سوخوي 24"، الذين يحفل سجلهم الإجرامي بآلاف الطلعات ومئات المجازر على مستوى سوريا.
ولد العميد "حسين" عام 1963 في قرية "فندارة" قضاء "مصياف"، لأسرة فقيرة تتكون من ثلاثة شبان هو أوسطهم، انتسب جميعهم إلى جيش الأسد كضباط، انتسب هو إلى الكلية الجوية المعهد الجوي خريف عام 1983 وتخرج منها برتبة ملازم خريف عام 1986.
واتبع دورة تحويل على الطائرة "سوخوي 7" في "اللواء 24" في مطاري "دير الزور" و"الطبقة" عام 1987، ثم تم فرزه إلى "اللواء 30" ضمن قوام "السرب 947" في مطار "الضمير" بتاريخ 1988.
كما اتبع دورة تحويل على الطائرة (سوخوي 22م2) في السرب، وتدرج في الرتب في نفس السرب حتى رتبة عقيد ركن، وبقي فيه حتى تاريخ 24 نيسان/أبريل عام 2011، حيث تم نقله إلى "اللواء 17" في قوام "السرب 696" ليكون قائداً للسرب هناك خلفاً للعميد الركن الطيار "محمد ديبو" في تاريخ 1 تموز/يوليو عام 2012، ليعزل من قيادة السرب بتاريخ 7 نيسان/أبريل 2015.
ويعتبر أول وأكثر طياري "سوخوي 24" تنفيذا للطلعات الإجرامية خلال سنوات الثورة منذ اتخاذ القرار باستخدام الطيران الحربي النفاث في 1 تموز/يوليو 2012، بحسب مقربين منه.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية