تساءل موقع "مونيتور" الأمريكي في تقرير عن الأسباب التي تجعل نظام الأسد غير قادر أو غير مستعد، لمنع نقل عدوى فيروس "كورونا" من إيران. وأشار التقرير الذي أعدته المراسلة "أمبرين زمان"، وترجمته "عربي21"، إلى أن "المبعوث الخاص إلى سوريا طالب بوقف فوري وكامل للنار، وعلى مستوى البلاد كلها، والسماح للجهود كلها لوقف كورونا".
وقال محذرا إن "السوريين عرضة للإصابة بفيروس (كورونا) بعدما أعلنت الحكومة عن إصابة أول امرأة عمرها 22 عاما وصلت من بريطانيا، التي تخضع الآن للعلاج". واعتبر التقرير أن الخطر الأكبر على سوريا يأتي من إيران، التي تعد مع إيطاليا والصين وإسبانيا من أسوأ بؤر انتشار الفيروس، حيث وصل عدد الوفيات فيها إلى أكثر من ألفي شخص، بحسب الأرقام الرسمية.
وأكد أنه "وفي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة عن سلسلة من الإجراءات الوقائية، بما في ذلك إغلاق معظم المؤسسات والمدارس والمتنزهات والمطاعم، وتجميد التجنيد، إلا أنها تفتقد الإرادة والقدرة لمنع تهديد إيران". ونقل التقرير عن محللين قولهم إن "هذا يرجع لاعتمادها على إيران في الحرب الدائرة ضد المعارضة، خاصة في إدلب، مشيرا إلى قول منظمة الصحة العالمية، إن "النظام الصحي الضعيف في سوريا ليست لديه القدرة على اكتشاف الوباء والرد عليه".
كما نقل التقرير عن ممثلة المنظمة الأممية في سوريا "نعمة سعيد"، قولها إن "قدرة النظام الصحي السوري خلال هذه السنوات التسع من الحرب، التي تم فيها تدمير النظام الصحي، هي 40% كما توصلنا في التقييم الذي قمنا به". وأوضح التقرير أن "إيران أدت منذ بداية الحرب قبل عقد تقريبا دورا في دعم نظام بشار الأسد، وأرسلت الآلاف من الحرس الثوري وعناصر المليشيات الشيعية الذين جندتهم من بين الشيعة الأفغان والباكستانيين".
وأفاد التقرير بأن "إعادة بناء الأحياء التي يعيش فيها الشيعة في دمشق وحلب وحمص واللاذقية وطرطوس هي عامل مهم في استراتيجية إيران لتعزيز تأثيرها في سوريا"، مشيرا إلى "أن هذا لا يعني إعادة الشيعة الذين فروا من بيوتهم خلال النزاع فقط، لكن أيضا جلب آخرين من لبنان والعراق كجزء مما يطلق عليه مشروع الهندسة السكانية لتعزيز نفوذ إيران".
ولفت إلى أن "الجهود ذاتها تتم في دير الزور، حيث يتم تشييع أعداد من أبناء قبيلة البقارة بعدما شجعهم الدعاة الشيعة".
وأكد التقرير أن "جهود الإعمار، التي تعد جزءا من رد الدين لإيران بسبب دعمها الأسد، تشمل على نقل مواد البناء والرجال أيضا، وكذلك إعادة بناء قاعدة الإمام علي قرب الحدود السورية العراقية التي تتعرض بين الفترة والأخرى للقصف من الطيران الأمريكي والإسرائيلي".
ورأى التقرير أنه "حتى لو منعت سوريا الطيران الإيراني فإن إيران لن تقلق، فرغم منع لبنان الطائرات من إيران إلا أنها لا تزال متواصلة بأمر من حزب الله".
وقال التقرير إن "النهج الإيراني شبيه بطريقة الصين، فإيران تقول (أنت جزء من دائرتنا ولهذا السبب لو أردنا أن نحضر الناس فلن نهتم بقوانينك الوطنية، ولن نهتم بالقيود التي تعلن عنها، وسنواصل عمل ما نريد، وحاول وقفنا)، وكما شاهدنا في لبنان، فإن (سوريا) لا تستطيع".
ونقل التقرير عن الخبير في شؤون إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي "راز زيميت"، قوله إن "طيران ماهان يسير في الوقت الحالي طائرات صغيرة إلى سوريا، وقد تراجع حجم الرحلات الجوية، لكنها لم تتوقف كليا"، مشيرا إلى أن "طيران ماهان وجه رحلاته الكبيرة لنقل المعدات الطبية من الصين إلى إيران".
وقالت كاتبة التقرير إن "المخاوف من وصول الفيروس إلى سوريا زادت عندما اكتشفت باكستان حالات لدى عدد من الباكستانيين الذي عادوا من سوريا، وهو ما كشفه تحقيق لـ(سيريا إن كونتيكس)، الذي نشر عبر (تويتر)، في 17 آذار/ مارس".
وأشار التقرير أنه رغم إعلان النظام عن إغلاق الحدود مع تركيا والأردن ولبنان، إلا أنه لم يذكر معبر البوكمال الذي يتدفق منه غالبية المقاتلين الشيعة والزوار. وختم "المونيتور" تقريره بالقول إن "الحكومة الروسية اتهمت بتصنيف حالات (كورونا كوفيد-19) بأنها نوع من الالتهاب الرئوي العادي، "وهؤلاء الكذابون كلهم، إيران والنظام السوري، سيفعلون بلا شك الأمر ذاته".
تقرير يؤكد عجز النظام عن منع انتشار "كورونا" القادم من إيران

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية