تتعاطى مؤسسات النظام مع وباء "كورونا" على أنه مؤامرة عالمية امبريالية يجب التصدي لها أيضا، وهو وفق حليفتهم إيران "هجوم بيويولوجي" سيتصدى له الحرس الثوري، ومن هذا المنطلق تم توجيه كافة قطاعات حكومة النظام إلى السرية وعدم التصريح حول انتشاره في البلاد، ومن خرج عن تلك التعليمات تمت تصفيته أو اعتقاله في الحد الأدنى.
وعلى اعتبار أن مؤسسات التعليم هي من مفردات الوعي المجتمعي فإنه من الواجب عليها أن تسهم في تعميقه لا أن تتحول إلى جهاز أمني يمارس سطوته على التلاميذ وأوليائهم، وما حصل في (صحنايا) في ريف دمشق ليس سوى تجسيد للدور الأمني لهذه المؤسسات، حيث تعرضت إحدى طالبات المرحلة الإعدادية في مدرسة (وائل العربي) للتوبيخ من قبل المرشدة النفسية وآنسة العلوم لأنها قامت بوضع المعقمات على مقعدها.
ووفق حديث مع الطالبة أجرته إذاعة "المدينة إف إم" فقد قالت الطالبة إن ما فعلته هو قيامها بمسح مقعدها بالكحول الطبي، وهذا ما تسبب بإحالتها إلى المرشدة النفسية التي هددتها بالفصل والسبب (أنها تثير الخوف بين الطلاب حول فيروس كورونا).
وأصدرت مساء اليوم حكومة النظام قراراً بتعليق الدوام في الجامعات والمدارس معللة ذلك (مع اتساع رقعة انتشار فيروس كورونا على المستوى العالمي وحرصاً على صحة وسلامة المواطنين تقرر تعليق الدوام في الجامعات والمدارس والمعاهد التقانية العامة والخاصة لدى كافة الوزارات والجهات المعنية ابتداء من يوم الغد 14/3 ولغاية الخميس الموافق 2/4 واتخاذ الإجراءات اللازمة لتعقيم وحدات السكن الجامعي بما يضمن توفر شروط الإقامة الصحية للطلاب).
من جهتها وزارة صحة النظام أكدت عدم تسجيل أي إصابة بالوباء، ورفعت جاهزيتها للتصدي لهذا الوباء وجاء في البيان الذي صدر مساء اليوم: (وفقاً للتقارير الواردة من فرق الترصد والتقصي الوبائي التي تعمل على مدار الساعة في المعابر الدولية البرية – الجوية -البحرية والمؤسسات الصحية المعنية فإنه لم يتم تسجيل أي إصابة بالفيروس المستجد في سوريا حتى تاريخه إلا أن هذا لا يعني أننا بمنأى عن المرض كما أن ذلك لا ينفي احتمال وجود بعض الأشخاص الحاملين للفيروس والذين لم تظهر عليهم أعراض المرض بعد).
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية