شهدت مدينة حلب، يوم أمس السبت استنفاراً أمنياً لقوات النظام، وذلك بالتزامن مع اجتماعٍ ضمّ ضباط ومسؤولين عسكريين كبارا مع قيادات في الميليشيات الرديفة لها في المنطقة.
وقال مصدر عسكري خاص لـ"زمان الوصل" إنّ قوات النظام أغلقت يوم أمس جميع الطرقات المؤدية إلى مبنى نادي الضباط الواقع في حي "الفرقان"، بسبب انعقاد اجتماع أمني بين ضباطٍ روس وبين ممثلين عن "الفرقة الرابعة" مع قيادات تابعة للميليشيات "الإيرانية" وآخرين من "الدفاع الوطني" في مدينة حلب.
وأضاف "منعت قوات النظام ولعدّة ساعات حركة دخول وخروج السيارات من وإلى حي(الفرقان)، وسيّرت أيضاً دوريات أمنية داخل الحي قامت بحملة تدقيقٍ وتفييشٍ للبطاقات الشخصية لجميع المارة".
وأوضح أنّ السبب وراء الاجتماع هو استكمال عمليات التحضير لشن حملة عسكرية واسعة للنظام في مناطق عدّة في ريف حلب الجنوبي، ومن بينها منطقة "الحاضر" التي تتوزع السيطرة عليها حالياً بين كلٍ من هيئة "تحرير الشام" وعددٍ من فصائل المقاومة.
وكانت "زمان الوصل" تحدّثت في تقرير لها نهاية شهر كانون أول/ ديسمبر الماضي، عن وصول أرتال عسكرية من الفرقتين "الرابعة والسادسة" في جيش "الأسد"، إلى ريفي حلب الجنوبي والغربي، قوامها 1000 مقاتل من الفرقتين، إضافة إلى ميليشيات عراقية، ومقاتلين من "الدفاع المحلي" التابع للحرس الثوري "الإيراني"، وميليشيا "الكميت" التي خضعت لتدريبات عسكرية في لبنان من قبل قيادات إيرانية، وميليشيا الغيث التابعة للفرقة الرابعة.
وتضمنت الأرتال بحسب التقرير نفسه، دبابات ومدرعات، إضافةً لرشاشات ثقيلة ومتوسطة، محملة على "بيك آب"، وسيارات "زيل" عسكرية، ومدافع "130"، ومدافع "57"، وطواقم من راجمات "جولان".
ويسعى النظام من وراء هذه التعزيزات -يضيف المصدر- إلى فتح جبهات جديدة في الشمال السوري، وكذلك إشغال فصائل "الجيش الوطني" المتواجدة في ريف حلب الشمالي، ولجمها عن إرسال مزيدٍ من المقاتلين إلى جبهات إدلب، ولا سيما بعد أن فشلت قواته في تحقيق أي تقدم نوعي سواءً في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، أم في ريف اللاذقية الشمالي.
وحسب المصدر ذاته فإنّ أكثر المحاور القتالية التي قد تُقْدم قوات النظام على فتحها هي: محور منطقة "الراشدين"، وبدرجة أقل محور "أبو الظهور-سراقب"، ذلك أنّ هذه المحاور تقع ضمن مناطق الاتفاق الروسي-التركي الذي جرى التوصل إليه في "سوتشي"، في أيلول/ سبتمبر من العام 2018، والذي يقضي في أحد بنوده بإعادة تفعيل وفتح الطرقات الدولية في محافظتي حلب وإدلب.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية