أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"ما بدنا الخمسين".. أغنية ثورية ترد على تصريحات بشار

بنبرة سخرية وتهكم على تصريحات بشار الأسد التي ادعى فيها أن المتظاهرين في سوريا تقاضوا 50 دولاراً عن كل مظاهرة خرجوا فيها ضده أطلق الفنان "فراس إمام" أغنية ساخرة بعنوان "ما بدنا الخمسين".


وتتناول الأغنية التي كتب كلماتها الشاعر "ظافر صالح الصدقة" الحديث عن السيادة التي يدعيها الأسد ونفيه للتعذيب في سجونه، مناقضاً بذلك كل الحقائق والجرائم التي يرتكبها وما يزال منذ 9 سنوات في حق الشعب السوري-كما يقول الفنان إمام.


ويوضح الفنان لـ"زمان الوصل" أن فكرة الأغنية تهكمية هزلية بمن يستخف بعقول السوريين ويسفك دماءهم، وخصوصاً أن السوريين يعرفون الحقائق التي وثقوها منذ اليوم الأول للثورة السورية العظيمة بالصوت والصورة.


وأردف الفنان المتحدّر من مدينة "الحراك" بريف درعا أن "الشعب السوري ضحّى بكل غالٍ ونفيس لينال حريته وليس لكسب فتات هالك فليس هناك أغلى على الشعب من حريته وكرامته ووطنه حتى يبيعها ببضع قروش".


"إمام" الذي يعيش لاجئاً في النرويج منذ سنوات لفت إلى أنه عمل مع الشاعر "ظافر صالح الصدقة" في العديد من الأعمال السابقة ونسق معه لإنجاز أغنية تواكب الحدث فكانت هذه الكلمات البسيطة الرائعة "مابدنا الخمسين" -حسب قوله- مشيراً إلى أنه تعاون معه في العديد من الأعمال الفنية ومنها أغنية: (الساروت لا ما يموت) وأغنية (إذا الشعب).


وحول مدى اختلاف أغنيته الجديدة عن أغانيه الثورية السابقة من حيث القالب الغنائي والموسيقي، ولماذا اختار لها الرتم السريع أوضح محدثنا أنه أراد لأغنيته الجديدة أن تكون بسيطة في اللحن والكلمة لتكون شعبية في متناول الجميع، أما الرتم السريع فهو يبعث على الحيوية والهمة ودوام التحدي.


والشاعر "ظافر صالح الصدقة" مهندس معلوماتية نذر نفسه وشعره للثورة السورية منذ انطلاقتها، وكتب مئات القصائد محاولاً من خلالها -كما يقول- فضح آلة الإجرام الأسدية وتسليط الضوء على معاناة الشعب السوري، الذي ذاق شتى أنواع العذاب على يد هذا النظام، وغنى له العديد من فناني الثورة ومنشدوها ولعل من أهم أعماله التي أنجزت مؤخرا أغنية "حكاية ثورة" التي لحنها وغناها الفنان "هيثم الحلبي".


وروى الشاعر المتحدّر من مدينة "النبك" بريف دمشق لـ"زمان الوصل" أن فكرة أغنيته "ما بدنا الخمسين" جاءت بعد اللقاء الأخير الذي أجرته إحدى القنوات مع "سفاح الشام" وحينها تواصل معه الفنان "فراس إمام" طالباً منه قصيدة غنائية تناسب الموقف.


وأردف محدثنا أنه استمع وبشق الأنفس إلى مقتطفات من اللقاء المخزي، وكان -حسب قوله- يردد في نفسه: "مازال هبلهم أهبلا" ومن هنا استلهم روح العمل الساخر.


ولفت محدثنا إلى أنه اختار للأغنية الطابع الساخر لما للسخرية من قدرة على الوصول إلى الجمهور ومالها من قدرة على التحدي ورفع المعنويات في ظل ما نعانيه من انكسارات.


وحول نظرته إلى تجارب الغناء الثوري وهل استطاعت أن تكون بمستوى ما يجري في سوريا وتتصدى لبروباغندا تلميع النظام داخلاً وخارجاً أكد "الصدقة" الذي يقيم في هولندا لاجئاً منذ أواخر 2013 أن هذه التجارب لم ترتق للأسف إلى مستوى ما يجري رغم حجم الكارثة والمساحات الشاسعة والمتنوعة من الألم في دواخل السوريين.


وتابع أن أسباب ذلك كثيرة لعل أهمها عدم وجود جسم فني ثوري حقيقي يجتمع فيه الفنانون والموسيقيون والكتاب والأدباء الثوريون ليخرجوا بنتاجات فنية تستحقها ثورتنا، بينما يسعى النظام حالياً ومن خلال ما يقدمه من أعمال فنية ودرامية ضخمة إلى قلب الحقائق وتشويه الواقع.


وختم "إن لم نعمل جاهدين على إنجاز أعمال فنية مدروسة ومنفذة بجهود مخلصة فإنهم سينجحون في تحقيق هذا".

 

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(175)    هل أعجبتك المقالة (139)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي