في اليوم العالمي للطفل.. تقرير يوثق قتل عشرات آلاف الأطفال في سوريا

في ذكرى "اليوم العالمي للطفل" أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 29017 طفلاً في سوريا منذ اندلاع الحراك الشعبي نحو الديمقراطية عام 2011.

واعتبرت الشبكة في تقريرها الصادر اليوم الأربعاء أن "السلطات الحاكمة لم تفشل فقط في تحقيق الحماية والاستقرار لأطفال سوريا، بل هي من قامت ونفذت أفظع الانتهاكات بحقهم، التي بلغت حد الجرائم ضد الإنسانية".

ووثق التقرير مقتل 22753 طفلاً من قبل قوات النظام منذ آذار/مارس 2011، حتى 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 بينهم 186 قضوا خنقاً إثر هجمات كيميائية، كما ورد في التقرير أنَّ ما لا يقل عن 404 طفلاً قتلوا في هجمات استخدم فيها النظام ذخائر عنقودية أو إثرَ انفجار مخلفات قديمة لذخائر عنقودية، و305 طفلاً قضوا بسبب نقص الغذاء والدواء في العديد من المناطق التي تعرضت للحصار.

وشدد على مقتل ما لا يقل عن 1141 حادثة اعتداء على مدارس على يد قوات النظام في المدة ذاتها، كما قتل ما لا يقل عن 3618 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لنظام الأسد منذ آذار/مارس/2011 حتى 20/ تشرين الثاني/نوفمبر/2019.

وتسببت عمليات تجنيد الأطفال من قبل النظام منذ بداية عام 2013 في مقتل ما لا يقل عن 37 طفلاً في ميادين القتال.

ووفقا للتقرير فإن القوات الروسية قتلت 1928 طفلاً منذ تدخلها العسكري في سوريا بينهم 67 طفلاً قضوا جراء 236 هجوماً بذخائر عنقودية، مشيرا إلى وقوع ما لا يقل عن 201 حادثة اعتداء على مدارس على يد القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا أيلول سبتمبر/2015، إضافة إلى تشريد عشرات آلاف الأطفال جراء عملياتها العسكرية.

ولفت التقرير لانتهاكات ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" في المناطق التي تُسيطر عليها كالقتل خارج نطاق القانون والتجنيد الإجباري، موضحا مقتل 214 طفلاً منذ كانون الثاني/ديسمبر/2014، وأنَّ 722 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال أو الإخفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لها، ومن بين 86 حالة تجنيد لأطفال قامت بها قوات سوريا الديمقراطية منذ 2014 فقد ذكر التقرير أنَّ قرابة 23 منهم قد قتلوا في ميادين القتال.

أشار التقرير إلى مقتل 956 طفلاً على يد تنظيم "الدولة" منذ تأسيسه في نيسان/أبريل 2013، إثرَ عمليات القصف العشوائي والاشتباكات أو تفجير المفخخات وعمليات الإعدام وزراعة الألغام قبل انسحابه من مناطق سيطرته. ولا يزال لدى التنظيم ما لا يقل عن 326 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري.

وبحسب التقرير فإن ما لا يقل عن 25 حادثة اعتداء على مدارس قد نفذها التنظيم منذ تأسيسه.

وأكد التقرير أن عمليات القصف العشوائي لـ"هيئة تحرير الشام" تسببت أثناء هجماتها على مناطق سيطرة المعارضة المسلحة بشكل رئيس والاشتباكات في المناطق المأهولة بالسكان في مقتل ما لا يقل عن 64 طفلاً منذ تأسيس جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حالياً) في كانون الثاني/ديسمبر/2012 حتى 20/ تشرين الثاني/نوفمبر/2019.

ولا يزال ما لا يقل عن 29 طفلاً قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى الهيئة في حين أن التقرير وثق 3 حوادث اعتداء على مدارس نفذتها "تحرير الشام".

وأضاف التقرير أنَّ 924 طفلاً قتلوا إثرَ هجمات لقوات التحالف الدولي منذ تدخلها في سوريا في 23/ أيلول سبتمبر/2014 حتى 20/ تشرين الثاني/2019، فيما وثَّق ما لا يقل عن 25 حادثة اعتداء على مدارس على يد قوات التحالف الدولي في المدة ذاتها.

وشدد التقرير على قتل فصائل في المعارضة المسلحة 984 طفلاً، سقط معظمهم جراء القصف العشوائي الذي تُنفذه قوات في المعارضة على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام، وبشكل خاص القصف باستخدام قذائف الهاون، في حين قتل 5 منهم خلال مشاركتهم في ميادين القتال إلى جانب فصائل في المعارضة المسلحة.

وأوضح التقرير أن 348 أطفال لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لفصائل في المعارضة المسلحة مُشيراً إلى تسجيله 35 حادثة اعتداء على مدارس نفذتها فصائل في المعارضة المسلحة، كما سجَّل التقرير مقتل ما لا يقل عن 1194 طفلاً منذ آذار مارس/2011 على يد جهات أخرى، إضافة إلى 60 حادثة اعتداء على مدارس.

واعتبر التقرير إلى أن القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها ارتكبت أفعالاً تُشكِّل جرائم ضد الإنسانية بحق أطفال سوريا، عبر القتل المنهجي الواسع، وعبر عمليات التعذيب والعنف الجنسي، مُنتهكة بشكل صارخ المادة السابعة من ميثاق روما الأساسي، كما مارست أفعالاً أخرى ترقى إلى جرائم حرب عبر عمليات التجنيد الإجباري والتجويع والحصار الجماعي للأهالي بمن فيهم من نساء وأطفال، وهذا يُشكل خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.