يبدأ، اليوم الأربعاء، عرض المسلسل التركي "المؤسس عثمان" في متابعة لمسيرة "قيامة أرطغرل"، وهو العمل الذي وصف بالأضخم والأول من نوعه من ناحية الإنتاج الدرامي.
واستمرت التحضيرات للعمل لأكثر من عام وشهدت تدريب فريق العمل وسط ظروف قاسية، ومنها تخييم في الغابات في تجربة قاسية شملت فريق الممثلين جميعًا.
وبحسب الشركة المنتجة تم استيراد أكثر من مئة خيمة جديدة ومئات البساط والسجاد المحبوك يدويا، من تركمنستان، خيول جديدة، وماشية من الماعز وغيرها، مدن جديدة، قبائل عديدة جديدة، كما تم إنشاء بحيرة صناعية بمساحة 800 متر مربع بعمق 160 سم، ومدينة، وأسواق وبيوت، وقلعة، و4 قبائل إضافة لقبيلة "قايي"، مع شراء خيول جديدة، وفريق عمل كبير يتكون من 40 فنانا أساسيا وآلاف الكومبارس، و350 من فريق العمل.
وقال منتج المسلسل وكاتب السيناريو "محمد بوزداغ": "قبل بث أي عمل جديد، أشعر بحماس شديد، لأني أحب هذا العمل، وهي طريقة للتعبير عن ذاتي، كنت دائما أتساءل عن قدرة الأتراك بإنشاء دولة في المنطقة رغم الحملات الصليبية وحملات المغول".
وأضاف "لا يمكن الإجابة على ذلك سوى عبر عيش تلك المرحلة، كواحد من أفراد قبيلة قايي، ومعرفة ماذا كانت أحلام عثمان، والصعوبات التي عاشها، وأسئلة تتعلق بالأعداء وكيفية التغلب عليهم".
وتابع بحسب وكالة "الأناضول": "الآن حان وقت تحول مسيرة قبائل قايي إلى دولة، نعرف أن عثمان لديه غايات وأهداف ولو لم تكن له هذه الأهداف والغايات لما كان ناجحا في الوصول إلى تأسيس الدولة".
ويوضح منتج "المؤسس عثمان" أن "التاريخ منشأ على الوثائق، بينما الروايات تعتمد على الوثائق والخيال، والسينما فيها خيال علمي، نحن هنا لدينا خيالنا وكذلك المخرج ونقول للمشاهد هذا هو العالم، وهذا العمل صعب جدا، بسبب الخشية من الوقوع في الأخطاء، وهو ما يحمسني ويسعدني".
كل فنان ينتظر لحظة أن يبصر عمله النور ويحلم بأن ينال إعجاب المشاهدين
وحول الجديد والأعمال والتحضيرات التي جرت، أفاد "في المؤسس عثمان آمنت بأنه يجب تغيير ما نعمل فيه، فخلال 5 سنوات قدمنا مسلسل أرطغرل، ولكن الآن لدينا مشروعًا جديدًا وأفكارًا جديدة وبعد فترة عندما تأكلون من نفس الطعام تملون منه، ليس فقط من قبل المشاهدين ونحن أيضا كفريق عمل، ومبدأنا إن لم يعجبنا شيء لا نقدمه للمشاهد".
لتحقيق هذا الهدف، تمسك منتج المسلسل بتغيير كل شيء والبداية من الصفر، حتى الخيام والإكسسوارات كلها بنيت وشكلت من جديد، الأسواق والمدن والقلاع والأزياء كلها تغيرت ومنطق الحكاية كله تغير، مع الاحتفاظ بروح العمل، ورفع مستواه، ونعتقد أننا نجحنا بذلك، وفق المنتج.
"بوزداغ" كشف بعض أسرار العمل بالقول "مرحلة التحضير كانت صعبة، حيث أنتجت خيام في تركمنستان بعد عام من العمل، وكلها يدوية، إضافة إلى السجاد والبساط، جرى حياكة المئات منها، لتقديم ألوان تلك الطبيعة، وقبائل قايي كانت تسيطر على مساحة واسعة من الطبيعة وألوانها، والتي انعكست في حياتهم.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد صنع فريق العمل قلاعًا كبيرة، إلى جانب أسواق، مدن، وجهد متواصل ليل نهار، ليس في تركيا فقط ولكن على مستوى العالم، من خلال تشكيل ميدان عمل كبير للتصوير موجود في تركيا، وتحولنا بذلك لشركة عالمية تنفذ أعمالها، حسب بوزاداغ.
وحول تدريبات فريق العمل من الممثلين، قال بوزداع "خضع الممثلون لتدريبات مكثفة من أجل اكتساب مهام القتال في الجبال، ولتشكيل روح الفريق أعطوا وظائف عديدة، وأمضوا عدة أيام في الغابة".
واستشهد بالقول "كان هناك تصوير عدة مشاهد في الغابة، بقي فيها فريق العمل 4 أيام دون النزول للمدينة، وبالتالي هو عمل صعب، ونسعى لتسليط روح الفريق في كل مكان، وكل تفصيلة مهمة، وهو ما يؤدي للنجاح"، مشيرا إلى أن
أن "هناك كثير من الدول التي ترغب ببث المسلسل، منها الدول العربية، ودول البلقان، وأمريكا اللاتينية، وهناك اتفاقيات أولوية".
وأوضح أن شركته ستركز الفترة المقبلة على الأعمال التاريخية، لاستثمار نجاح "أرطغرل" عالميا، وهو أمر طبيعي وخاصة في العالم الإسلامي، في ظل تركيز على مراحل تاريخية هامة بالنسبة لها، ويريدون نقلها للشاشة.
ومسلسل "المؤسس عثمان"، هو استمرار لسلسلة "قيامة أرطغرل"، ويعرض لحكاية قبائل "قايي" وهجراتها وصولا إلى تأسيس الدول العثمانية في القرن الثالث عشر، حيث حققت السلسلة الأولى نجاحات كبيرة على مستوى تركيا والعالم بتحقيق نسب مشاهدة عالية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية