أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"عائشة".. الطفلة الناجية الوحيدة من مجزرة "حرستا" حملت آلامها إلى الشمال السوري

عائشة

في منزل أهلها المستأجر بمدينة "عفرين" بريف حلب تبدو الطفلة "عائشة مصلح" وهي تلهو مع شقيقها الصغير بألعاب بلاستيكية بعفوية وبراءة، منتظرة أن يُسمح لها بالدخول إلى تركيا لعلاج عينها اليمنى التي أصيبت جرّاء استهداف الروضة التي كانت تدرس فيها في حرستا -شرق دمشق منذ سنوات، وأعيت والدها الحيل بعد نزوحه إلى الشمال السوري في إخراجها من أجل العلاج الذي تعذر هناك، وكانت قوات النظام أطلقت عدة قذائف على محيط روضة "أجيال المستقبل" في حي "الزحلة" بـ"حرستا" التي تضم 29 طفلا تتراوح أعمارهم بين 4 و6 سنوات في 6/تشرين الثاني نوفمبر/ 2016. وروى الناشط الإعلامي "حسام بيروتي" أن 11 تلميذاً أصيبوا آنذاك بإصابات بالغة، وتم إسعافهم إلى العناية المشددة فمات عشرة منهم ونجت "عائشة" بعد أن توقف قلبها ثلاث مرات تحت العملية، وعاد للنبض بعد حوالي أسبوع ليكتب لها عمر جديد، ولكن قُدر لها أن تبقى بعين مصابة أفقدتها ألوان الحياة. وتابع المصدر أن "عائشة" عولجت من إصابات عدة في بطنها وقدمها ويدها ولعدم توفر إمكانية لاستخراج الشظية من عينها في الغوطة أوصى الأطباء بتركها ريثما تتوفر إمكانية لاستخراجها.


بعد تهجير أهالي "حرستا" القسري ووصولهم إلى الشمال السوري بدأ والد "عائشة" بعرضها على العديد من المشافي كمشفى "باب الهوى" و"الراعي" و"إعزاز" ومشفى "عفرين" العسكري، وكلهم ادعوا -كما يقول بيروتي- أن حالتها باردة ولا تحتاج تحويلاً إلى تركيا، فاقتصر والدها الذي يعمل في بيع الحمّص والفول في "عفرين" على علاج قدمها فيزيائياً لدى الطبيب "عبد العزيز بويضاني".


وتابع محدثنا أن الطفلة "أُصيبت منذ 3 أشهر بمياه في العين بدأت تضغط عليها، وباتت بحاجة لعملية زراعة قرنية وقطع زجاجي مستعجلة لأن العين باتت في مرحلة الخطر، وهذه العمليات غير متوفرة في الشمال المحرر مما اضطر والدها للبحث من جديد عن تحويل لطفلته المصابة، وكان جواب الأطباء دوماً أن حالتها باردة، بالرغم من تأكيد الأطباء المشرفين على علاجها في الشمال السوري عدم قدرتهم على إجراء مثل هذه العمليات في مستشفيات الشمال وضرورة إجراء العملية لها ضمن مشاف تركية متخصصة.


ولفت المصدر إلى أن الطفلة التي تدرس في أحد مدارس "عفرين" تعاني من مشاكل نفسية في المدرسة وينظر إليها زملاؤها على أنها غريبة علاوة على أن يدها فيها إعاقة عدا الخطر الذي بدأ يهدد عينها اليمنى.


وبدأ عدد من الناشطين منذ أكثر من أسبوعين بتنظيم حملة على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر" بعنوان (#انقذوا_الناجية_الوحيدة انقذوا عائشة) من أجل إخراجها للعلاج في تركيا.


ولفت "بيروتي" إلى أن الحملة لاقت تجاوباً من قبل أطباء معابر مثل "باب الهوى"، ولكن لم يتم قبول الطفلة لأنها حالة باردة ولا يعتبرها الأتراك حالة إنقاذ روح.


وبدوره أشار الدكتور "وائل دغمش" المشرف على حالة الطفلة في تصريح تلفزيوني إلى أن حالتها ليست اسعافية، ولكنها إذا تُركت فيمكن أن يؤدي ذلك إلى العمى بشكل كامل.


وأضاف أن "عائشة" تعاني من جرح في القرنية أدى لتندب كامل فيها، بالإضافة لدخول جسم أجنبي داخل الزجاجي، وأدت هذه الحالة لاحقاً -كما قال- إلى ارتفاع في ضغط العين، الأمر الذي ينذر فقدان بصرها وعدم الاستفادة من العمليات فيما بعد.

زمان الوصل
(249)    هل أعجبتك المقالة (170)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي