طالب حقوقيون وسياسيون وعلماء دين لبنانيون الرئيس اللبناني "ميشال عون" بالاعتذار أو الاستقالة، على خلفية التصريحات الهجومية التي أدلى بها ضد الدولة العثمانية، في خطابه بمناسبة ذكرى مئوية "لبنان الكبير".
وقال المحامي اللبناني وعضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي للحقوقيين الدكتور "طارق شندب" في بيان له: "فخامة الرئيس.. إن الاٍرهاب الذي نسبته زوراً إلى الخلافة العثمانية هو إساءة لمشاعر ملايين المسلمين الذين يرفضون تزوير التاريخ، وهو تحريض طائفي بما يخالف الدستور اللبناني واتفاق الطائف، وهذا التحريض لا يخدم مصلحة لبنان ولا العيش المشترك بين اللبنانيين".
وطالب "شندب" في بيانه عون بضرورة مراجعة خطابه وتصحيح ما ورد فيه وقال "أدعوك لمراجعة خطابك وتصحيحه ولنعمل كلبنانيين على بناء لبنان الحقيقي المستقل، غير الخاضع لميليشيا إرهابية ولا لمحاور التخريب والاستبداد والقتل والفساد التي تحتمي بالدولة ومؤسساتها بما يخالف القانون الدولي والمحلي".
من جانبه قال المحامي اللبناني "مروان سلام" أنه "لم يسبق أن وجهت انتقادات شعبية لاذعة لرئيس جمهورية لبناني، وهو في سدة الحكم، كالتي وجهت لرئيس الجمهورية ميشال عون عقب إهانته الدولة العثمانية، والتي وصفها بـ "الدولة الظالمة والإرهابية"، وإثارته للنعرات الطائفية في مواقف تعتبر رسمية".
وأضاف أن "ذلك يحتم على عون الاعتذار فورا، وإلا فهو بكل الأحوال لا يمثلنا، وندعوه إلى الاستقالة احتراما للمسلمين".
في السياق ذاته قال رئيس بلدية "سفينة القيطع" في "عكار" اللبنانية المحامي "خلدون طالب" إن "الدولة العثمانية تمثل المسلمين في كل العالم وهي ليست دولة إرهابية".
ودعا الرئيس عون إلى احترام اللبنانيين المسلمين وقال "معذرة منك أيها السيد الرئيس، احترم اللبنانيين المسلمين الذين تمثلهم وتدعي أنك "أباً للكل".
وأعرب رئيس الملتقى اللبناني التركي الدكتور "علي بكراكي" عن عدم قبولهم لرؤية عون فيما يخص الدولة العثمانية وقال، إن "إن كنتم تريدون بناء دولة قوية فنحن نشد على أيديكم، ولكن أرونا ما عندكم، ودعوا نبش التاريخ لأننا لا نوافق على كل رؤيتكم".
من جهته، قال الشيخ "أسامة حداد" المفتش العام للأوقاف الإسلامية في لبنان "يجب أن نقرأ التاريخ من مصادر موثوقة وليس من مصادر حاقدة، ونرجو أن تعود هذه البلاد إلى عزها وازدهارها كما كانت، وأن نعيش فيها بسلام وأمان مع كافة الطوائف والمذاهب، ونقطع الطريق على كل من يريد تفرقتنا وإضعافنا".
ونوه الشيخ "هشام خليفة" المدير العام السابق للأوقاف الإسلامية في لبنان، في منشور خاص في حسابه الرسمي على "فيسبوك" ردًا على عون قائلا: "يا رئيس لبنان، ليس هكذا يكون كلام الرؤساء، أنت رئيس لبنان وفي لبنان من الشعب اللبناني من يرفض كلامك هذا وتوصيف الخلافة العثمانية بالإرهاب".
وأضاف أنه "سيكون لنا رد واضح على كلامك المرفوض والممجوج والمسيء للعلاقات التركية اللبنانية، وللدولة التركية وللشعب التركي".
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون شن مساء السبت الماضي هجوما واضحا ضد الدولة العثمانية خلال خطاب متلفز بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس لبنان، قائلا إن "الدولة العثمانية دولة مارست الإرهاب ضد اللبنانيين وخاصة خلال الحرب العالمية الأولى"، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل شريحة واسعة من اللبنانيين.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية