يضطر سعيد وعائلته لقطع الشارع الرئيسي في بلدة الفوعة والدخول إلى منزل شقيقه عند اضطرارهم لـ "قضاء الحاجة".
يقول "هذا يسبب لنا إحراجاً كبيراً، فالمنزل أو الخرابة التي نعيش داخلها ليس فيها مرحاض".
لم يكن سعيد الذي وفد من ريف حماة الشمالي عشية اندلاع القتال للسيطرة على خان شيخون، يفكر في التفاصيل المليئة بالقسوة، التي كان على وشك تجربتها في رحلة هروبه من الموت باتجاه الريف الشمالي لمدينة إدلب.
لكنه كان يعتقد في قرارة نفسه أن أياماً سوداء ستطرق بابه قريباً، كما يردد في شيء من الجمود الذي علا وجهه نتيجة متاعب النزوح التي لا تحصى.
وخلال الأشهر الماضية فرّ قرابة مليون شخص من ريفي حماة الشمالي والغربي ومن الريف الجنوبي لإدلب بسبب المعارك والغارات الموسعة للمقاتلات الروسية والأخرى التابعة للنظام.
وحصل المئات من الوافدين على منازل بعد أن دفعوا مبالغ طائلة كإيجار شهري في حين تعيش الأغلبية في المخيمات وتحت أشجار الزيتون وفي بيوت غير صالحة للسكن.
وهذا ما يجعل حياتهم قاسية ومتعبة.
مستخدماً الطين الممزوج بالقش إلى جانب قطع البلوك المستعملة أغلق سعيد النوافذ الخارجية للمنزل الذي يقطنه. يوجد جب لتخزين المياه في الأرض المتاخمة فقام بملئه بالماء لكن البيت بدون مطبخ أو مرحاض أو حمام.
نتيجة الحر يلجأ سعيد وأسرته للنوم في أرض الديار خارج الغرف الثلاثة التي أُغلقت أبوابها ببطانيات مهترئة.
وأرض الديار التي ينام فيها سعيد بلا جدران أو حتى باب خارجي لذلك يكون النوم على سطحها المبلط ببلاط مكسر "أشبه بالنوم في الشارع لكن دون ضجيج"، يقول سعيد.
بعد عناء مرير وبحث لعدة أيام حصل "مروان" وهو وافد من بلدة كفررومة بريف إدلب الجنوبي، على مأوى.
كان هذا المسكن عبارة عن متجر على العظم بطول 6 أمتار وعرض أربعة. قام بتنظيفه على الفور ثم وضع فرش منزله السابق الذي صار تلة من الركام في كفررومة وجلس مع أسرته ينتظرون "ساعة فرج".
وقال مروان الذي يعمل في بيع العصير البارد في إحدى بلدات ريف إدلب الشرقي "نحمد الله على توفر المأوى.. غيرنا يلتحف السماء ويتوسد التراب".
في بلدة كفريا وبعد فشله في الحصول على منزل صالح للسكن، وجد "أبو بكر"- وهو وافد من مدينة خان شيخون- نفسه مضطراً للعيش في مكان مهدم.
كان هناك غرفة صالحة في المنزل الذي تعرض للقصف سابقاً ما جعل سقفه ينهار فوق الغرف الأخرى كما غاب المطبخ والمرحاض وسط الركام.
بشكل مؤقت يضطر أبو بكر لدخول المنزل من النافذة لأن باب الدار غير موجود في تلة الركام تلك. يقول بحرقة واضحة "لم أجد سوى هذا المكان.. نحن نبحث عن السترة بعد خراب الديار".
عن اقتصاد - أحد مشاريع زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية