يبدو أن رئيس تركيا "رجب طيب أردوغان" قد ضاق ذرعا بصديقه وأحد مهندسي صعوده وراسمي سياسته الخارجية، إلى الحد الذي دفعه للإيعاز بـ"تأديب" هذا الصديق تمهيدا لفصله نهائيا من حزب "العدالة والتنمية".
الصديق المعني هو "أحمد داود أوغلو" أحد أعمدة حزب العدالة والتنمية، وأبرز الوجوه السياسية التي تحظى باحترام كبير لدى الأتراك، وأحد أقرب المقربين من "أردوغان" قبل أن يفترقا، ويتصاعد حنق الأخير من الأول نتيجة انتقاداته المتوالية لسياسات تركيا "الجديدة"، لاسيما بعد حقبة إسقاط الطائرة الروسية في خريف 2015، وما تلاها من محاولة انقلاب صيف 2016.
فقد أوعز "أردوغان" إلى اللجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية، بإحالة "داود أوغلو"، إلى مجلس تأديب تمهيدا لطرده من صفوف الحزب، ليضاف السياسي المحنك إلى قائمة من "رفاق درب" نقم عليهم "أردوغان" وخاصمهم، عندما حاولوا تنبيهه إلى أخطائه وكبح جموحه نحو الاستئثار بكل مقاليد السلطة.
اللافت أن "داود أوغلو" الذي كان معلما من معالم الحزب، صار اليوم منبوذا منه بل وبـ"الإجماع"، وفق ما صوت أعضاء اللجنة التنفيذية، بعد اجتماع لهم طال نحو 5 ساعات، أي إن أحدا من أعضاء اللجنة لم يعترض على طرد الرجل الذي ساهم ببناء الحزب، وهذا مؤشر جديد من مؤشرات السيطرة على القرار وتوجيهه ليكون ملائما لشخص واحد.
ولم يكن "داود أوغلو" هو الرجل الوحيد الذي حل عليه غضب "أردوغان"، فإلى جانبه درست اللجنة التنفيذية عزل كل من: "أيهان سيف أوستون"، "سلجوق أوزداغ"، و"عبد الله باسكي".
ويعد "داود أوغلو" أحد مهندسي السياسة التركية الحديثة، وصاحب نظرية تصفير الخلافات مع الدول، وخصوصا دول الجوار، وهو إلى ذلك مهندس السياسة التركية حيال نظام الأسد بعد اندلاع الثورة السورية، والشخص الذي حمل لواء تجريم الأسد منذ أن كان في منصب وزير الخارجية وصولا إلى منصب رئيس الحكومة، مرورا بمنصب رئيس حزب العدالة والتنمية، قبل أن يخلفه "أردوغان" في المنصب الأخير.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية