أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

طبيب يروي كيف فارق أول توأم سيامي في الغوطة الحياة بسبب "تعنت النظام"

دفنهما النظام في "نجها" - زمان الوصل

ثلاث سنوات مرت على وفاة التوأم السيامي "نورس" و"معاذ" اللذين فارقا الحياة بعد أقل من شهر من ولادتهما نتيجة تعنت النظام ورفضه إخراجهما من الغوطة الشرقية للعلاج خارج سوريا رغم استعداد العديد من الهيئات والجهات الطبية في العالم لاستقبال هذه الحالة النادرة وعلاجها.

وولد الطفلان ملتصقين من الصدر ويشكوان من أمراض في القلب في 23 تموز/يوليو في مدينة "حمورية" المحاصرة في ريف دمشق.

وروى الطبيب والناشط الإنساني "محمد كتوب" لـ"زمان الوصل" أنه تلقى خبر ولادة الطفلين الملتصقين من تامور القلب من أحد أطباء الغوطة أواخر تموز يوليو/2016 مع تأكيد بأنهما بحالة جيدة، وبدآ بالرضاعة منذ الساعات الأولى لولادتهما، وتم تخريجهما بعد 24 ساعة من الولادة فقط، ولم يكن يدر بخلد د. "كتوب" كما يقول أن يمانع أحد مهما بلغ من القسوة في إخراجهما من الحصار ليتم فصلهما وإنقاذهما.


وأردف محدثنا أنه بدأ في الليلة ذاتها بإرسال عدة إيميلات إلى الأمم المتحدة ومكتب الرابطة الطبية السورية الأمريكية "سامز" في واشنطن وعدة سفارات وقنصليات، والعديد من الجامعات ومنها جامعتان أمريكيتان معروفتان بجراحات الأطفال وعمليات فصل حالات السيامية بشكل مجاني، وعرضت بعض الدول طائرات إخلاء صحي في حال وصل الطفلان إلى بيروت من بينها الولايات المتحدة والسعودية حتى أن طبيباً برتغاليا مشهوراً جداً بإجراء هذا النوع من العمليات ولم يكن يعرف عن أي شيء في سوريا عرض القيام بالعملية، لم يصدق أن الحكومة التي لديها مقعد في الأمم المتحدة تمنع خروج توأم سيامي ليتم فصله، وتم إرسال التحليل والإيكو الذي تم إجراؤه في الغوطة، ولكن دون جدوى فالنظام تعنّت ورفض إخراج الطفلين.

وأشار "كتوب" على سبيل المفارقة إلى أن مهرباً للبشر أعلن استعداده لإخراج التوأم خارج سوريا وإيصالهم إلى أي مكان في العالم مجاناً لأنه يمتلك إنسانية أكثر من نظام الاسد القاتل.

وتابع محدثنا أن النظام حاول استغلال الموضوع واستغرق وقته في البحث عن أفضل طريقة لاستثمار الموضوع، وتم نقل التوأم إلى مشفى "هشام سنان" الخاص، وتذرعوا لمنظمة الصحة العالمية بعدم وجود أسرة في مشفى الأطفال الجامعي لاستقبالهم و كان الأطفال ينقلون يوميا إلى مشفى الأطفال لإجراء الفحوصات.

وأردف المصدر أن والدة التوأم كانت ترضعهما بزجاجة وكانت حالتهما مستقرة نسبياً إلى تاريخ 20 آب أغسطس/2016، حيث تم منعها من الدخول إلى طفليها وتذرع سلطات النظام أنهما بحالة سيئة ويجب أن يدخلا العناية المشددة وفي 24 آب أغسطس تم إعلان وفاتهما.

وكشف محدثنا نقلاً عن أقنية خاصة أن النظام كان يريد إخلاء الطفلين إلى إيطاليا إذ كان للصليب الأحمر الإيطالي علاقات طيبة مع رئيس الهلال الأحمر السوري، وتوقعنا أن إيطاليا قد تكون الدولة التي تقبل بإرسال طائراتها إلى دمشق، ولكن تم إلغاء الفكرة فيما بعد كما يبدو لأسباب غير معروفة.

ولفت محدثنا إلى أن تقرير الهلال الأحمر التابع للنظام أشار إلى أن قلب أحد الطفلين توقف وأدى ذلك إلى توقف القلب الثاني لأن للقلبين غشاء واحدا ورفض النظام إعادة جثتي الطفلين إلى الغوطة بل تم دفنهما في "نجها" وبقيت والدتهما في دمشق لثلاثة أيام حتى سُمح بدفنهما.

"كتوب" أشار إلى أن طبيبة الأطفال الأمريكية وأحد قيادي العمل الإنساني حول العالم "آني سبارو" وبعد عدة استشارات قامت بها أكدت أن احتمال وفاة التوأم في الظروف التي كانا بها شبه معدومة، مرجحة احتمال بقاء الأطفال على قيد الحياة حتى لو لم يتم فصلهما بناء على الصور والتحاليل الطبية الواردة من الغوطة الشرقية، وعبّرت "سبارو" عن اعتقادها بأن الطفلين قتلا أو تبرع أحد أطباء النظام بإجراء عملية لهما كتجربة.

وتعتبر التوائم السيامية ظاهرة نادرة، يقدر حدوثها 1 لكل 49 ألف ولادة، والنسبة الأعلى حدوثاً في جنوب شرق آسيا وإفريقيا والبرازيل، ومعدل بقاء التوائم على قيد الحياة 25%.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(397)    هل أعجبتك المقالة (346)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي