انسحبت ميليشيا "حزب الله" اللبنانية بشكلٍ كامل من مدينة "معلولا" في منطقة "القلمون" الغربي بريف "دمشق".
في هذا الشأن قال الناشط الإعلامي "أحمد اليبرودي" في تصريح لـ"زمان الوصل" إن "حزب الله" أخلى جميع مقراته ونقاطه العسكرية المتمركزة في وسط ومداخل مدينة "معلولا" الرئيسية، حيث لاحظ أهالي المدينة خلال اليومين الماضين وجود عربات وآليات شحنٍ تابعة للحزب، وهي تقوم بنقل مستودعات الأسلحة والعتاد باتجاه بلدات أخرى تقع على الحدود السورية-اللبنانية.
وأضاف "يأتي هذا الانسحاب عقب مرور نحو 10 أيام على قيام (حزب الله) بإخلاء نقاطه المتواجدة على طول الفّج الصخري القريب من دير (مار تقلا) الواقع قرب مدينة (معلولا)، والذي يعتبر أحد أقدم وأبرز دور العبادة الخاصة بأبناء الطائفة المسيحية في المنطقة".
وأوضح "اليبرودي" أن مجموعات "حزب الله" المنسحبة توجهت إلى المناطق الجبلية من بلدة "فليطة"، إذ قام الحزب في الأشهر القليلة الماضية بعمليات حفر أنفاق وخنادق لتخزين السلاح وأخرى للمبيت البشري داخلها، وذلك بهدف إعادة تنظيم واستيعاب العناصر المنسحبة من المناطق المجاورة والإبقاء عليها ضمن الأراضي السورية وليس إلى الداخل اللبناني.
من جانب آخر قال مصدر خاص من مدينة "معلولا" إن انسحاب ميليشيا "حزب الله" من مدينة "معلولا" جاء على خلفية أوامر مباشرة من "روسيا" إلى رأس النظام "بشار الأسد" تقضي بمطالبة قيادة الحزب بضرورة إنهاء تواجدها في المدينة، كما تزامن ذلك مع رسائل متكررة تقدّم بها أبناء مدينة "معلولا" إلى النظام، يشتكون فيها من الممارسات والانتهاكات التي يقوم بها عناصر "حزب الله" في المناطق التاريخية من المنطقة.
المصدر ذاته كان صرّح في وقتٍ سابق لـ"زمان الوصل" أن "حزب الله" قام أثناء فترة تواجده في "معلولا" بإنشاء ثكنات عسكرية ونقاط أمنية داخل مدينة "معلولا" ومحيطها، وجميعها كانت بهدف التمويه والتغطية على عمليات التنقيب الواسعة عن الآثار والذهب التي تنتشر بشكلٍ كبير في المنطقة، ولا سيما في فجّ دير "مار تقلا" الأثري.
ونوّه المصدر كذلك إلى أن عمليات التنقيب جرت تحت إشراف خبراء يعملون لصالح "حزب الله" في منطقة "القلمون" الغربي، وأسفرت عن العثور على كنوز وتماثيل أثرية متنوعة وذات قيمة حضارية كبيرة، جرى تهريبها وبيعها إلى تجار وشبكات "المافيا" في كل من أوروبا وأمريكا.
وحسب المصدر فإن "روسيا" تحاول تقييد التواجد العسكري لميليشيا "حزب الله" في منطقة "القلمون" الغربي، وحصرها في الجرود الجبلية القريبة من الشريط الحدودي، لذلك فإنها لجأت في أكثر من مناسبة إلى تأليب أبناء "معلولا" على عناصر "حزب الله" المتواجدين من جانب ديني طائفي صرف. ولفت إلى أن "روسيا" هي من أوعزت إلى "الأسد" بضرورة سحب قوات "حزب الله" منها، بذريعة تخوفها من أي نزاع عقائدي "مسيحي–شيعي" قد تشهده منطقة "القلمون" في حال استمر "حزب الله" في سرقة كنوز وآثار الكنائس والأديرة في المنطقة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية