نفذّت ميليشيا "حزب الله" اللبنانية، في الأيام القليلة الماضية عملية إخلاء من نقاطها القريبة من مدينة "معلولا" في منطقة "القلمون" الغربي بريف "دمشق". مصدر مطلع قال لـ"زمان الوصل" إن مجموعات من "حزب الله" أخلت عدداً من النقاط العسكرية التابعة للحزب في الفّج الصخري القريب من دير "مارتقلا" الواقع في محيط مدينة "معلولا"، باتجاه مراكز عسكرية أخرى تابعة له في الجرود الجبلية للمنطقة، فيما تأتي هذه الخطوة بعد مرور نحو خمس سنوات من تواجد الحزب هناك بحجة حماية الدير.
وأضاف: "استغل (حزب الله) حادثة خطف الراهبات التي وقعت نهاية العام 2013، ليقوم بتوسيع نشاطه في المنطقة الأثرية من (معلولا)، حيث قام حينها بنشر مجموعات قتالية تابعة له على طول الفّج الصخري لدير(مارتقلا)، الذي يعتبر أحد أقدم وأبرز دور العبادة الخاصة بأبناء الطائفة المسيحية في المنطقة". وأوضح أن "حزب الله" منع وصول قوات النظام، أو أي من الأهالي إلى بعض الأجزاء الأثرية في دير "مارتقلا" واشترط عليهم في سبيل ذلك الحصول على موافقة أمنية مسبقة صادر عن قيادة قواته في المنطقة.
وقام "حزب الله" أثناء فترة تواجده في "معلولا" بإنشاء ثكنات عسكرية ونقاط أمنية داخل المدينة ومحيطها، وجميعها كانت -كما يقول المصدر- بهدف التمويه والتغطية على عمليات التنقيب الواسعة عن الآثار والذهب التي تنتشر بشكلٍ كبير في المنطقة، ولا سيما في فجّ دير "مار تقلا" الأثري.
ونوّه كذلك إلى أن عمليات التنقيب جرت تحت إشراف خبراء يعملون لصالح "حزب الله" في منطقة "القلمون" الغربي، وأسفرت عن العثور على كنوز وتماثيل أثرية متنوعة وذات قيمة حضارية كبيرة، جرى تهريبها وبيعها إلى تجار وشبكات "المافيا" في كل من "أوروبا" و"أمريكا".
وكانت ميليشيا "حزب الله" أنشأت في وقتٍ سابق العديد من المراكز العسكرية ومستودعات الذخائر والأسلحة في جرود مدينة "معلولا"، بالإضافة إلى أنها عملت على إقامة عدّة معسكرات فيها لتدريب العناصر الجدد المنتسبين لصفوفها من الجنسيتين السورية واللبنانية.
وتسمح ميليشيا "حزب الله" للمسيحيين بالدخول إلى مدينة "معلولا"، وممارسة طقوسهم الدينية دون أي قيودٍ أمنية، في حين أنها ما تزال ترفض إلى الآن عودة عشرات العوائل المسلمة إلى المدينة، بذريعة الارتباط بـ"هيئة تحرير الشام".
خالد محمد ـ زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية