أرخت آثار الحرب وتردي الأوضاع الاقتصادية للناس بظلالها على احتفالات عيد الفطر المبارك بمدينة الرقة وريفها.
سار رجال مدينة الرقة فجر يوم الأربعاء إلى المساجد وآثار القذائف والرصاص ماثلة للعيان على جدران أبنية الشوارع لأداء صلاة العيد، كما سارت النسوة والأطفال على لزيارة المقابر، قبل ان تبدأ زيارات متبادلة بين الأقارب وانتشار الأطفال للاحتفال في بالعيد على طريقتهم في حدائق المدينة القليلة مثل حدائق "الرشيد والبيضاء والأطفال والملاهي"، يخرج إليها الأطفال أو عبر الطواف على منازل الجيران لجمع السكاكر والحلويات وخاصة في قرى الريف.
يقول "أبو هادي" من أهالي الرقة إن العيد عادة يبدأ قبل يومين أو ثلاثة بشراء لباس الأطفال وتجهيز حلو العيد وأكثرها السكاكر بشقيها المخصص للكبار أو للأطفال، الذين يشرعون بالطواف على المنازل في الصباح الباكر من يوم العيد بعد إنهاء صلاة العيد وزيارة المقابر، والتي منعت خلال سنوات سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية".
كما يبدأ السكان زيارات متبادلة مع الأقارب والمعارف وأهمها زيارة الزوجة لأهلها ..فكل رجال العائلة يرسلون زوجاتهم مع أطفالهم الصغار إلى ذويهن كما ينتظرون بناتهم المتزوجات وهو ما يسميه "أبو هادي" تندرا "تبادل أسرى".
وتعد بهذه المناسبة وجبات الفطور للضيوف بعد صلاة العيد ووجبة دسمة على الغداء والتي تنشغل بها النساء صباح العيد إلى جانب صناعة الحلويات والمعجنات وعلى رأسها "الكليجة" ليلة العيد.
ولا ينسى الجيران زيارة أي عائلة فقدت عزيزا عليها قبيل فترة العيد، فهي زيارة واجبة لأن العيد يذكرهم بمن فقدوا وتكون الضيافة فيها عادة القهوة المرة فقط.
أمّا حاليا، يؤكد الرجل أن يوم العيد فقد كثيرا من بهجته المعهودة بين الناس بسبب غياب أو فقدان كل عائلة في الرقة –تقريبا- أحد أفرادها أو أعزائها نتيجة الحرب الأخيرة في المدينة وريفها والتي أرخت بظلالها على العيد والحياة الاجتماعية للناس الذين حولت بعضهم إلى نازحين بمخيمات ولاجئين في الشتات خارج البلاد.
وفي حي "الرميلة" شمالي المدينة، ترى أم محمود (30 عاما) أن فرحتها منقوصة لأنها لم تستطع شراء ما يريده أطفالها، فكانت سابقا تشتري الألبسة لأطفالها الأربعة دون أن تفكر بثمن قطعة لباس تقع عليها عيناها، لكن الحال تغير منذ بدء الحصار على المدينة ثم تدمير منزلهم في القصف عام 2017، فجاءتها المصائب جملة لا مفردا، على حد تعبيرها.
السيدة، وهي زوجة محامٍ بعد اختطافه على يد تنظيم "الدولة" قبل سنوات، تؤكد أنها هذا العيد عجزت عن شراء"طقم لباس صيفي" لابنها محمود (5 سنوات) كان يعرض بشارع "تل أبيض" المزدحم بسعر 7500 ل.س وهو سعر لا تقدر على دفعه لأنها تفكر بشراء الثياب الجديدة لأربعة أطفال وهذا كان سيكلفها على الأقل 30 ألف ليرة بهذا الشكل.
وهذا ينسحب على شارع "المنصور" وغيره من الأسواق فلباس الطفل الواحد قد يكلفها 20 ألف ليرة سورية على الأقل.
وفي مايلي أسعار بعض مواد ضيافة العيد في مدينة الرقة:
- كليجة سادة 800ل.س
- كعك حلو 750 ل.س
- كعك مالح 650 ل.س
- برازق 800 ل.س
- غريّبة 800 ل.س
- راحة 1000ل.س
- شوكولاتة 2000ل.س
- سكاكر عيد (كرميل) 600-1500 ل.س
- أصابع السمسم والتمر 1200 ل.س
- قهوة 2500 ل.س.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية