أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إجابات على أسئلة مكررة في الشأن الفلسطيني (1) ...أ.د. محمد اسحق الريفي

ما أن يفشل العدو الصهيوني في كسر إرادة شعبنا الفلسطيني وإجبار قواه السياسية المقاومة على الاستسلام حتى ينشط مروجو ثقافة الاستسلام، ليشككوا المواطن الفلسطيني في ثقافة المقاومة عبر إعادة إنتاج أسئلة في الشأن الفلسطيني وإشغاله بها، في سياق الحرب النفسية التي تهدف إلى توظيف معاناة شعبنا في كسر إرادته.

سأتعرض في هذه المقالة إلى عدد محدود من الأسئلة التي عادة يعدها خبراء صهاينة وأمريكيون مختصون في الحرب النفسية، لتنشرها أبواق الدعاية الصهيونية، وليكررها الجهلاء والعملاء والبراغماتيون وغيرهم ممن يعادون المقاومة وينظرون إلى الكيان الصهيوني على أنه قدر العرب والمسلمين. وإليكم عدد من تلك الأسئلة مع إجابات مختصرة عليها:

سؤال: ألم تدخل حركة حماس الانتخابات تحت سقف عملية أوسلو واتفاقياتها؟!
إجابة: لا، هذا غير صحيح، فحركة حماس دخلت المعترك السياسي لأن من حقها أن تفعل ذلك لحماية حقوق شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، ولأن معظم الفلسطينيين في الضفة المحتلة وغزة اختارها لهذا العراك السياسي الخطير. وحركة حماس دخلت النظام السياسي الفلسطيني لإصلاحه من داخله، وليس للالتزام بسقفه الذي لا يرتفع عن سطح الأرض بمقدار سمك نعل حذاء بالية. جاءت حركة حماس لتقوض التسوية السياسية الاستسلامية التي جاءت في إطار اتفاقيات أوسلو، ولتنقذ القضية الفلسطينية من محاولة تصفيتها وبيعها، ولتهدم الفساد وتنتزع مواقع قيادة شعبنا من أتباع دايتون وأذناب الاحتلال.

سؤال: لماذا لا توافق حركة حماس على برنامج منظمة التحرير الفلسطينية واتفاقيات أوسلو؟!
إجابة: لأن في تلك البرامج والاتفاقيات تفريط بالحقوق وتنازل عن الثوابت وتساوق مع العدو الصهيوني والأمريكي في التآمر على البندقية الفلسطينية وعلى حق شعبنا في إصلاح خلل الشرعية الفلسطينية، ولأن م.ت.ف. منحت الصهاينة الحق في إقامة دولة على الأرض الفلسطينية التي اغتصبوها عام 1948. وما قيمة دخول حركة حماس في المعترك السياسي إذا لم ترفض برامج م.ت.ف. واتفاقياتها في إطار عملية أوسلو المشئومة؟!!

سؤال: ألم يقل خالد مشعل أن حركة حماس توافق على دولة بحدود 1967؟!
إجابة: نعم، ولكن دون اعتراف بما يسمى (إسرائيل)، ودون التنازل للصهاينة عن الأرض الفلسطينية التي اغتصبوها عام 1948، ودون تمكين الكيان الصهيوني من الاندماج في العالم العربي والإسلامي وتطبيع علاقاته معه، ودون التنازل عن أي شبر من فلسطين المحتلة. فما المانع من إقامة دولة فلسطينية يعترف بها العالم كخطوة باتجاه تحرير فلسطين؟!! لا يعي كثير من العرب مدى الذعر الشديد الذي ينتاب الصهاينة من عملية إدخال السلاح إلى غزة، فكيف لو أصبح لشعبنا دولة متواصلة مع العالم العربي ولا تخضع أجهزتها الأمنية للأمريكيين والصهاينة؟!!

المصيبة أن الذين يطرحون هذا السؤال عادة يعترضون على حركة حماس بسبب قبولها إقامة دولة ضمن حدود 1967 دون أن تعترف بما يسمى (إسرائيل)، وليس على قبولها إقامة دولة على جزء من فلسطين، إذ يؤمن هؤلاء المشككون أن على حركة حماس أن تقدم حلولاً يقبلها العدو الصهيوني، الذي لا يقبل سوى إقامة دولة يهودية على أنقاض فلسطيني.

سؤال: لماذا لا تخفض أو تسهل حركة حماس شروطها في حوار القاهرة؟!
إجابة: من يطرح مثل هذا السؤال لا يكترث بما يترتب على تخفيض شروط حركة حماس على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، فالشروط المطروحة على حركة حماس هي: التخلي عن مقاومة الاحتلال، والالتزام بالاتفاقيات التي وقعتها م.ت.ف. مع الصهاينة، والاعتراف بما يسمى (إسرائيل). وحركة حماس ترفض هذه الشروط جملة وتفصيلاً، وفي كل الأحوال والظروف، ولذلك فالمسألة ليست مسألة تخفيض أو تسهيل شروط، وإنما هي مسألة رفض استسلام تحت ضغط المعاناة القاسية وتخاذل العرب وتواطؤ بعضهم.

سؤال: لماذا لا تتخلى حركة حماس عن الحكومة سمواً ولأجل الشعب الفلسطيني المنكوب؟!
إجابة: لا يريد الشعب الفلسطيني من حركة حماس أن تتخلى عن حقها في تشكل حكومة، وإنما يريدها أن تظل في حالة مقارعة لأذناب الاحتلال حتى ينقشعوا عن شعبنا ويتركوه وشأنه بعيداً عن إملاء الصهاينة والأمريكيين وحلفائهم الغربيين. هؤلاء الذين نصَّبهم المجتمع الدولي أوصياء على شعبنا وقضيته لا شرعية لهم، وإنما جاءوا إلى الحكم والسلطة بمساعدة العدو الأمريكي وحلفائه الغربيين وبموافقة الحكومة الصهيونية، ولهذا فهم لا يمثلون شعبنا، بل يمثلون الأعداء. ألا تعني نتائج الانتخابات في الجامعات والنقابات المهنية الفلسطينية في الضفة المحتلة وغزة شيئا للمشككين؟!!

هذه الأسئلة وغيرها الكثير تهدف إلى تشويه وعي المواطن الفلسطيني، وثني شعبنا عن مواصلة مقاومة العدوان والاحتلال، والنيل من قواه المقاومة وحركة حماس على رأسها، وتبرير تواطؤ أنظمة الاعتدال العربية ضد المقاومة الفلسطينية، وتبرير مسيرة الاستسلام التي يقودها سماسرة وشركاء للاحتلال والأعداء في تصفية القضية لصالح المخطط الصهيوني، وتوتير الساحة الفلسطينية، وإنتاج مادة للمناكفة السياسية بين أبناء الشعب الفلسطيني، وإشعال الفوضى الهدامة في فلسطين المحتلة، وإلقاء اللوم على القوى السياسية المقاومة في استمرار المعاناة الفلسطينية وتفاقمها، والتماس العذر للعدو الصهيوني المستحل لأرضنا وحقوقنا.

وإلى لقاء آخر مع مجموعة أخرى من الأسئلة إن شاء الله.

10/5/2009

(111)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي