يبدو أنّ الأصوات المنتقدة لمشاركة الفنانين العرب في الدراما المصرية قد خفتت. ها هم نجوم لبنان وسوريا وتونس يشاركون في أكثر من عشرة مسلسلات مصرية للمرة الأولى، إلى جانب مَن بقي من الجيل الأول للنجوم العرب مثل جمال سليمان.
ويعود هذا الأخير لأداء دور البطولة في مصر مجدداً عبر بوابة «أفراح إبليس» ومعه مجموعة أسماء معروفة مثل دوللي شاهين في «أدهم الشرقاوي» ورزان مغربي في «بيت العيلة»، ونيكول سابا في «عصابة بابا وماما» وإياد نصار في «الوديعة والذئاب».
لكن لماذا خفتت الأصوات الغاضبة؟
الجواب ليس سهلاً، وخصوصاً أنّ أسباباً عدة تقف خلف هذا التغيير الجوهري في التعاطي مع الفنانين العرب.
إذ تجمّعت معطيات عدّة في حائط واحد صدّ كل الهجمات السابقة التي عارضها الكثير من الفنانين والنقّاد المصريين، وخصوصاً الذين وقفوا في وجه قرار نقيب الفنانين المصريين أشرف زكي. وكان القرار الشهير يقضي بتحديد عمل واحد لكل فنان عربي في القاهرة على مدى عام كامل.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ هذا القرار سقط سقطةً مدويّةًَ مع تحليل ظاهرة انتشار الجيل الثاني من الممثلين العرب في مصر. ذلك أنّ المنتجين، بدلاً من الاستعانة بالاسم نفسه مرات عدة، فتحوا الباب أمام أسماء جديدة. وبالتالي، فالكل يعمل لمرة واحدة في أغلب الأحوال، لكنّ عدد هؤلاء ازداد كثيراً.
في الوقت نفسه، كان قرار زكي يقضي بأنّ الممثل الذي يتمتع بعضوية نقابة بلده ويؤدي دوراً لا يستطيع البديل المصري تأديته، لا يمكن إغلاق الأبواب في وجهه. بالتالي، أخذ المنتجون الكلام على محمل الجدّ وأسندوا أيّ شخصيّة عربيّة في أي مسلسل لممثل عربي بالفعل. يضاف إلى ما سبق، عدم حرص جومانة مراد وسلاف فواخرجي وتيم حسن على الحضور تلفزيونياً هذا العام في مصر، وعودة جمال سليمان بعد غياب العام الماضي. الأمر الذي لم يثر حفيظة الغاضبين من انتقال البطولات المطلقة لنجوم سوريا ولبنان.
كذلك، فإنّ معظم الممثلين العرب لن يحصلوا على بطولات مطلقة في رمضان المقبل بما يستفزّ المدافعين عن نظرية أشرف زكي، ما عدا صفاء سلطان التي ستؤدّي شخصية ليلى مراد، لكنّها لن تتعرّض للهجوم الذي شُنَّ على تيم حسن عندما اختير لأداء شخصية «الملك فاروق» قبل ثلاث سنوات. إذ لا أحد سيهاجم اختيار ممثلة عربية لأداء دور مطربة يعرف الجميع أنّها لم تكن مصرية الأصل.
وبين المسلسلات التي تستعين بالفنانين العرب، هناك «البوابة الثانية». إذ تستضيف نبيلة عبيد الممثلة المخضرمة كارمن لبّس ومعها فادي إبراهيم في شخصيّة مواطنين فلسطينيين. ويتضمّن المسلسل العديد من الأسماء العربية الأخرى لكن في أدوار ثانوية.
والأمر نفسه ينطبق على الممثلة زينة في مسلسل «ليالي» التي أعادت عمار شلق إلى الدراما المصرية بعد مشاركة غير مؤثرة في الجزء الأوّل من مسلسل «لحظات حرجة». شلق، في كلا العملَين، يظهر كلبناني من دون الحاجة إلى الكلام باللهجة المصرية. وفي «ليالي أيضاً»، تشارك ماغي أبي غصن ورولا شامية ومعهما هيثم إسماعيل. أما «كلام نسوان» فقرر الاستعانة بنادين الراسي ومايا دياب ومعهما فريال يوسف. وهذه الأخيرة لن تكون التونسية الوحيدة في الدراما المصرية في حال إطلاق تصوير مسلسل «مداح القمر»، إذ تشارك التونسية سناء يوسف في تجسيد شخصيّة وردة الجزائرية.
وفي مسلسل «أبو ضحكة جنان»، تطل كارمن لبّس مرة أخرى في شخصية الراقصة اللبنانية الشهيرة بديعة مصابني، زوجة نجيب الريحاني. إذ إنّ اسم إسماعيل ياسين، الذي تدور حوله أحداث العمل، انطلق من الكازينو الخاص بها.
كذلك يشارك عدد من الفنانين العرب في مسلسل «الهروب من الغرب» الذي يبدأ تصويره هذا الأسبوع، وهو ما يتكرر في مسلسل «زهرة برية» الذي يدور حول قضية انتماء بدو سيناء إلى الدولة المصرية. العمل من إنتاج المنتج الأردني إسماعيل كتكت الذي استعان بالمخرج الأردني أيضاً عزمي مصطفى. ويشارك في البطولة، إلى جانب الممثل المصري أحمد شاكر عبد اللطيف، عددٌ من الفنانين العرب بسبب عدم توافر ممثلين مصريين قادرين على الأداء باللهجة البدوية. هكذا، تظهر من سوريا قمر خلف ومن الأردن ريم بشناق ومن الكويت عبير أحمد.
هنا أيضاً تجدر الإشارة إلى أنّ الخليج العربي سيشارك في الدراما المصرية في رمضان المقبل. إذ أنهت الممثلة الإماراتية هدي الخطيب تصوير مسلسل «لو كنت ناسي» أمام رياض الخولي وتجسّد فيه شخصية زوجة تحارب فساد زوجها عندما تكتشف أنّه يتاجر بالأعضاء البشرية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية