قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" يوم الخميس إن القسم الأعظم من الجثث الموجودة في المقابر الجماعية تعود إلى ضحايا قتلوا على يد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات التَّحالف الدولي، بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على الرقة، مشيرة إلى بلوغ حصيلة الضحايا المدنيين على يد أطراف النزاع منذ آذار/مارس/2011 ما لا يقل عن 4823 مدنياً بينهم 922 طفلاً و679 سيدة.
وذكرت في تقرير لها أن النظام قتل 1829 مدنياً في حين قتلت القوات الروسية 241 مدنياً.
وقتل تنظيم "الدولة" 942 مدنياً، بينما قضى 3 مدنين على يد فصائل في المعارضة المسلحة، فيما قتلت "قسد" 308 مدنيين، أما قوات التحالف الدولي فقد قتلت 1133 مدنياً، وقتل ما لا يقل عن 367 مدنياً على يد جهات أخرى.
وأشار التقرير إلى أنه خلال معركة "غضب الفرات" قتل قرابة 2323 مدنياً في الرقة بينهم 543 طفلاً و346 سيدة أي منذ تشرين الثاني نوفمبر/2016 حتى تشرين الأول أكتوبر/2017، معظمهم قتلَ على يد "قسد" وقوات التحالف الدولي، ودفنهم ذووهم في الحدائق والملاعب، وفي أفنية المنازل أيضاً؛ بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى مقبرة "تل البيعة" نتيجة الحصار الناري، الذي فرضته قسد على مدينة الرقة تحديداً.
وأكَّد التقرير أنَّ فريق الاستجابة الأولية بحاجة إلى دعم لوجستي، حيث يواجه تحديات عدة في أثناء عمله في البحث واستخراج الجثث، لعلَّ من أبرزها التأخير الكبير في عمليات إزالة الألغام المنتشرة في مناطق مختلفة في الرقة، وهذا ما أعاق بشكل كبير عملية الوصول الآمن إلى المقابر الجماعية، مُشيراً إلى مقتل 229 مدنياً إثر انفجار ألغام في محافظة الرقة بين تشرين الأول أكتوبر/2017 حتى آذار مارس/2019.
كما أشار التقرير إلى أنَّ التَّحدي الأكبر الذي يواجه فريق العمل هو عدم امتلاكه سوى معدات حفر يدوية وأدوات بدائية، وافتقاره لوجود خبراء في طريقة حفر ونقل الجثث دون تدمير الأدلة الجنائية، إضافة إلى العجز الكبير من حيث وجود الأطباء الشرعيين المختصين، وعدم وجود مختبر مختص يمكِّن الفريق العامل من تجميع العينات المأخوذة من الجثث (كالعظام، الشعر، الأسنان) ويدوِّنها ضمنَ سجلات تتمُّ أرشفتها، بحيث يمكن لاحقاً أخذ عينات من الأهالي، وإجراء تحاليل DNA للمقارنة والمطابقة.
وطالب التقرير قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم مزيد من الدعم اللوجستي والمادي لعملية استخراج الجثث، والضَّغط على "قسد" لتخصيص قسم أكبر من الموارد المادية في هذا الخصوص، حتى لا تعتبر هذه العملية لاحقاً بمثابة تلاعب بالرفات وطمس لأدلة، واتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية الجثث وبذل كل الجهود لتحديد هوية القتلى وتوفير الدَّفن المناسب في قبور تحمل علامات واضحة.
ولفتت أيضا إلى وجود ما لا يقل عن 4247 مختفٍ من أبناء الرقة بينهم 219 طفلاً، و81 سيدة لا يزالون قيد الاختفاء القسري على يد الأطراف الرئيسة الفاعلة في سوريا منذ آذار مارس/ 2011 حتى الشهر نفسه في 2019، منهم 1712 شخصاً قد اختفوا على يد قوات النظام، و2125 شخصاً على يد تنظيم "الدولة"، و288 شخصاً على يد "قسد"، و122 على يد فصائل في المعارضة المسلحة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية