قالت مسؤولة في المفوضية العليا للاجئين بلبنان إن نسبة عالية جدا من السوريين اللاجئين هنا يرغبون في العودة إلى سوريا، رغم برامج إعادة التوطين التي ترعاها المفوضية، وتنقل كل سنة آلافا منهم ليعيشوا في "بلد ثالث".
فقد نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن الناطقة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان "ليزا أبو خالد"، قولها إن "أكثر من 80 في المائة من النازحين السوريين في لبنان يريدون العودة إلى بلدهم"، رغم الحماسة الكبيرة التي يبديها قسم كبير من النازحين السوريين في لبنان للمغادرة إلى بلد ثالث، حسب تعبير الصحيفة.
واستهلت الجريدة تقريرها بالإشارة إلى حالة امرأة سورية تستوطن في "الضاحية الجنوبية" معقل مليشيا حزب الله، بعد أن فرت من حلب مع 3 من أولادها، وقد تقدمت قبل نحو عامين بطلب للانتقال للعيش في بلد ثالث، وهي "تبدو قلقة من أي إجراءات تتخذ قريبا لدفعها وعائلتها للعودة إلى حلب، لأنها تعتبر أن ذلك سيضع حدا لحلمها بالانتقال إلى كندا أو أستراليا لبدء حياة جديدة بعيدا عن المشقات التي تؤكد أنها ستنتظرها وعائلتها في سوريا".
ورغم كل ما يثار عن نشاط برامح إعادة التوطين فإن الأرقام الرسمية تكشف خلاف ذلك، حيث لم يغادر من لبنان (تحت بند إعادة التوطين) سوى 52 ألف سوري تقريبا منذ عام 2011.
وفي عام 2018، قدمت المفوضية ملفات أكثر من 81.300 لاجئ في العالم كله، لتنظر فيها بلدان إعادة التوطين، ونتج عنها توطين 55.600 شخص. بينهم 28.200 سوري، 9800 منهم غادروا من لبنان.
و"إعادة التوطين مصطلح يخص إرسال اللاجئ إلى بلد ثالث، غير بلده الأصلي وغير البلد الذي وصل إليه أول مرة. وهذا شرط ينطبق فقط على من يتم الاعتراف بهم كلاجئين من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
وحاليا يشارك 35 بلداً في برنامج إعادة التوطين التابع للمفوضية، بعد أن كان عدد البلدان المشاركة 27 دولة عام 2008.
وفي صيف العام الماضي، حذرت المفوضية مما سمته اتساع الفجوة بين عدد اللاجئين المحتاجين إلى إعادة التوطين وفرص إعادة التوطين التي توفرها الحكومات في أنحاء العالم.
وفي تقريرها حول توقعات احتياجات إعادة التوطين العالمية لعام 2019، أفادت المفوضية بأن عدد اللاجئين الذين يحتاجون إلى توطين في بلد ثالث ارتفع إلى نحو بـ1.4 مليون في عام 2019.
ومقابل هذا الارتفاع، انخفض عدد فرص إعادة التوطين 75 ألف فرصة في العام تقريبا، وهذا يعني أن إعادة توطين 1.4 مليون لاجئ بهذه الوتيرة تتطلب 18 عاما.
ويشير التقرير إلى أن لاجئين من 36 جنسية بحاجة إلى إعادة توطين، يتقدمهم اللاجئون من سوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، الذين يشكلون ثلثي عدد اللاجئين المدرجين على قوائم إعادة التوطين.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية