يتحدث النظام -مجددا- عن تجهيز مراكز لإيواء السكان العالقين في مخيم "الركبان" الذي يقع ضمن منطقة صحراوية على الحدود السورية الأردنية. ويرفض معظم السكان البالغ عددهم 40 ألفا فكرة العودة إلى مناطق النظام، كما تؤكد مصادر لـ"زمان الوصل" من داخل المخيم الذي يعيش حصارا خانقا منذ نهاية العام 2017 بسبب حظر النظام تمرير المواد الغذائية والإنسانية من (حاجز ظاظا) على الطريق الدولي دمشق-بغداد.
التصريحات الجديدة نقلتها قناة (روسيا اليوم) عن مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في مدينة اللاذقية "بشار دندش" الذي أعلن أن المدينة مستعدة لاستقبال النازحين العائدين من مخيم "الركبان".
وقال دندش"قمنا بإعداد وتجهيز 30 غرفة في طابقين بالمركز، بحيث يمكنها استيعاب ما يصل إلى خمسمئة شخص. وتم إرسال 6 حافلات ترافقها قوات عسكرية لنقلهم من الركبان إلى اللاذقية".
تعليقا على هذا الإعلان يقول "عماد أبو شام" الناشط الصحفي الذي يقيم داخل المخيم "لم تصلنا أي رسالة من النظام أو الاحتلال الروسي حول إمكانية ذهاب مجموعات من السكان الى اللاذقية".
ويتابع أبو شام خلال حديث لـ"زمان الوصل" بأنه لا علم لديهم بهذه التصريحات، مؤكدا أنه "لا توجد أي جهة سواء كانت مدنية أو عسكرية جرى معها بحث هذه المسألة أو حتى مجرد التنسيق".
وأعلنت روسيا يوم 19 شباط فبراير المنصرم افتتاح ممرين في بلدتي "جليغيم" و"جبل الغراب" على أطراف منطقة "التنف" لإتاحة إجلاء المدنيين السوريين من مخيم "الركبان".
يقول أبو شام "أجل.. هم أعلنوا أكثر من مرة عن افتتاح مراكز إيواء كما صرحوا بأنهم سيرسلون باصات لنقل السكان العالقين داخل المخيم الى مناطق سيطرة النظام، لكن مصير جميع هذه المقترحات الفشل، نتيجة رفض معظم المدنيين فكرة العودة الى مناطق النظام وذلك بسبب تخوفهم مما جرى في الغوطة الشرقية ودرعا وغيرها من المناطق التي صالحت النظام من اعتقال للشبان وتجنيدهم الإجباري".
وبحسب عدة مصادر منها "عماد أبو شام" لم يسمع أهالي مخيم "الركبان" بالتجهيزات التي تحدث عنها مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في مدينة اللاذقية "بشار دندش". بل يرفض قرابة 10 آلاف من الشبان المطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية مجرد فكرة العودة إلى حضن النظام.
يقول "أبو أحمد" وهو ناشط يعمل داخل المخيم وفضل الحديث باسم مستعار لأسباب أمنية "نرفض الذهاب نحو الممرات التي عملت عليها روسيا تماما والسبب هو عدم وجود ضمانات دولية وغياب الأمم المتحدة عن هكذا عمل".
ويؤكد لـ"زمان الوصل" بأن "النسبة الأكبر من المخيم لن تغادر إلا بضمانات دولية وإشراف الأمم المتحدة، حيث الجميع يعلم ما مصير المصالحات في ريف دمشق ودرعا".
وفقا للمصدر غادرت نسبة قليلة من الشريحة العمرية المتقدمة في السن مخيم "الركبان" نحو مناطق النظام خلال الفترة السابقة.
وفي واقع معيشي صعب جدا هناك -بحسب أبي أحمد- انقسام في الرأي بين السكان. "البعض يرغب بالعودة لمناطق النظام وهم من المسنيين الذين ليس لديهم شبان ضمن عائلاتهم. بينما الأغلبية ترغب بالذهاب نحو الشمال السوري"، حيث تسيطر قوات المعارضة.
ويعتبر مطلعون على الوضع في "الركبان" أن التصريحات الروسية والنظامية تهدف فقط لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية. فبطبيعة الحال لا يستطيع الروس ولا النظام الاقتراب من منطقة الـ(55) حيث توجد قاعدة "التنف" التي تتمركز داخلها قوات التحالف الدولي وعلى رأسهم الأمريكان، فضلا عن القيام بعملية عسكرية تهدف لتفكيك المخيم بعد الرفض القاطع لفكرة العودة.
تفرض روسيا والنظام حصارا خانقا على مخيم "الركبان" ما أدى لصعود أسعار المواد الرئيسية كالطحين والسكر والمحروقات إلى عدة أضعاف مع ضعف شديد في القدرة الشرائية لدى السكان اللذين ينتمون للطبقة الفقيرة، ولا يتمكن معظمهم من شراء المواد الغذائية التي يجري تمريرها عبر طرقات التهريب نحو المخيم.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية