أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ريف دمشق.."الكتيبة السادسة" جديد ميليشيات الأسد في "التل"

أرشيف

يسعى "حزب البعث" الحاكم ومنذ استعادة قوات النظام لسيطرتها على أنحاء متفرقة من ريف "دمشق"، إلى أن يبدو أكثر حضوراً وتواجداً في الشارع السوري، من خلال اتخاذ خطوات تهدف بالدرجة الأولى إلى إعادة ترسيخ وجوده في تلك المناطق بما يمكنه من العودة إلى التحكم في مختلف مفاصل الحياة المحليّة داخلها بعد أن غاب عنها لسنوات عدّة.


في هذا الشأن قال الناشط الإعلامي "أحمد اليبرودي" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن مهمة شعب "حزب البعث" لم تعد تقتصر على تنظيم المهرجانات والمسيرات المؤيدة في المناسبات "الوطنية"، والتي يتم خلالها رفع صور "بشار الأسد" وأعلام البعث والتأكيد على أنه "القائد للدولة والمجتمع" وأنه يمتلك "قاعدة شعبية واسعة" فحسب، وإنما تطور الأمر في الفترة الماضية ليشمل تأسيس ميليشيات ذات صبغة محليّة هدفها الرئيس تعزيز سلطة النظام في مناطق التسويات من ريف "دمشق".


وأكد أن مدينة "التل" شهدت في شهر شباط/ فبراير الماضي، البدء بتشكيل ما يُسمى بـ (الكتيبة السادسة)، وذلك بتنسيق مباشر بين (شعبة حزب البعث) في المدينة وفرع (الأمن السياسي) الذي يتولى أمن المنطقة، مع العلم أن الأخير يعمل على توسيع دائرة نفوذه في الفترة المقبلة لتشمل البلدات المجاورة لمدينة (التل)".


ووفقاً لما أشار إليه "اليبرودي" فإن الغاية من وراء هذا التشكيل هو استغلال وجود أعدادٍ كبيرة من أبناء مدينة "التل" غير المطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياط، وتنظيمهم في تشكيل عسكري من أجل الاستفادة منهم في تشديد القبضة الأمنية على المنطقة، ولا سيما عقب قيام فرع "الأمن العسكري" بطرد جميع الميليشيات الموالية للنظام فيها وأبرزها ميليشيا "درع القلمون" التي جرى تحويل عناصرها للخدمة في قوات النظام.


وعلمت "زمان الوصل" من مصدر أمني خاص -فضل عدم الكشف عن اسمه- أن التطوع في "الكتيبة السادسة" يشمل الأشخاص الذين كانوا يعملون سابقاً في صفوف المقاومة، وأثبتوا ولاءهم وتقيدهم بتنفيذ أوامر النظام، بعد أن تمّت تسوية أوضاعهم الأمنية ضمن اتفاق التهجير الذي شهدته المنطقة، قبل نحو ثلاث سنوات من الآن.


وأضاف المصدر قائلاً "قامت (شعبة الحزب) في مدينة (التل) بتكليف المدعو (وائل رضا الأحمر) وهو قيادي سابق في ميليشيا (الدفاع الوطني) بمهمة قيادة (الكتيبة السادسة)، مع بعض الصلاحيات التي مُنِحت لعناصر الكتيبة مثل: حصولهم على أسلحة فردية، وارتداء الزي العسكري، وبطاقات خاصة تحمل صفة مهمة مقاتل"، حسب تعبيره.


وتنحصر مهام "الكتيبة السادسة" وفق ما أُعلِن عنها بالعمل على حلِّ القضايا الخدمية العالقة وإيصالها إلى الجهات المعنية، بالإضافة إلى متابعة سير الأمور المدنية وتنظيم الحياة العامة داخل مدينة "التل" مثل: توزيع الغاز والخبز والمازوت، وسط إقبالٍ كبير من شباب المنطقة على التطوع للعمل فيها.


وأوضح المصدر ذاته أن عدد عناصر "الكتيبة السادسة" تجاوز في الوقت الراهن 150 عنصراً، فيما جاء تأسيس الكتيبة في إطار التدابير الأمنية التي اتخذّها النظام باتجاه فرض مزيدٍ من الرقابة على جميع نواحي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في عموم منطقة "التل"، كما سيقوم عناصرها بتتبع وملاحقة المطلوبين أمنياً للنظام من أبناء المنطقة.


خضعت مدينة "التل" التي يزيد عدد سكانها عن 600 ألف شخص، غالبيتهم من المهجّرين من "الغوطة الشرقية"، لاتفاق مصالحة مع النظام السوري، نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2016، ومنذ ذلك الوقت يعيش أبناؤها تحت رحمة الأجهزة الأمنية التي تشن بشكلٍ شبه دائم حملات دهمٍ واعتقال بحثاً عن المطلوبين لخدمتي العلم والاحتياط في قوات النظام.

زمان الوصل
(156)    هل أعجبتك المقالة (173)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي