أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بشار في طهران.. خرق للبروتوكولات وحديث عن "السيادة" واستقالة لـ"ظريف"

التقى خامنئي وروحاني - جيتي

كما جرت العادة خلال زياراته في السنوات الثماني الماضية، زار بشار الأسد طهران سرا وبشكل مفاجئ دون وفد مرافق، والتقى كلا من علي خامنئي وحسن روحاني.

وكانت الحميمية بادية أثناء عناق خامنئي للأسد، وامتدح المرشد الإيراني "بشار" معتبرا أنه "البطل العربي"، بحسب وسائل إعلام إيرانية، في لقاء غاب عنه الرئيس حسن روحاني، وحضره "قاسم سليماني" قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري.

ورغم أن بشار الأسد خرق البروتوكولات المعتادة في زيارات الرؤساء، إلا أن وسائل إعلام النظام اعتبرت الزيارة الأولى لبشار إلى إيران خلال الثورة السورية "تاريخية" تحمل رسائل التحدي للغرب المتربص بالنظامين ويريد النيل منهما.

وبحسب وكالة "سانا" التابعة للنظام، فإن الزيارة تمت يوم أمس الاثنين، حيث استغل بشار الفرصة ليهنئ الخامنئي بالذكرى الأربعين لانتصار "الثورة الإيرانية"، مدعيا أنها "شكلت على مدى العقود الأربعة الماضية نموذجا يحتذى في بناء الدولة القوية القادرة على تحقيق مصالح شعبها والمحصنة ضد التدخلات الخارجية بمختلف أشكالها، والمبدئية في وقوفها إلى جانب شعوب المنطقة وقضاياها العادلة".

ولفتت الوكالة إلى أن بشار والخامنئي تطرقا لـ"صمود سوريا وإيران في وجه مخططات الدول المعادية التي تسعى إلى أضعاف البلدين وزعزعة استقرارهما ونشر الفوضى في المنطقة ككل".

من جهتها قالت وكالة "سبوتنيك" الروسية إن بشار الأسد شكر إيران لما قدمته لسوريا خلال "الحرب".

وأضافت أن "الخامنئي هنأ بشار الأسد بالانتصارات التي تحققت على الإرهاب"، معتبرا أن هذه "الانتصارات وجهت ضربة قاسية للمشروع الغربي والأمريكي في المنطقة ما يستوجب المزيد من الحذر مما قد يدبرونه في المرحلة المقبلة كرد فعل على فشلهم".

وأشارت الوكالة إلى أن الخامنئي أكد على استمرار وقوف بلاده إلى جانب سوريا حتى استعادة عافيتها الكاملة والقضاء على "الإرهاب" بشكل نهائي.

وقالت الوكالة إن اللقاء تطرق إلى "تطورات الأوضاع في المنطقة"، ونقلت عن "بشار" أن "تحقيق مصالح شعوب المنطقة يتطلب من حكوماتها التوقف عن الانصياع إلى إرادة بعض الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا، وانتهاج سياسات متوازنة تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، وخاصة أن التجارب أثبتت أن الخضوع وتنفيذ الإملاءات أسوأ بكثير من أن تكون الدول سيدة قرارها".

وأردفت الوكالة بأن الطرفين شددا على أن "سياسة التصعيد ومحاولة نشر الفوضى التي تنتهجها بعض الدول الغربية، وخاصة ضد سوريا وإيران، لن تنجح في ثني البلدين عن الاستمرار في الدفاع عن مصالح شعبيهما ودعم قضايا المنطقة وحقوقها العادلة".

من جهته، وضع الرئيس حسن روحاني بشار الأسد في صورة لقاء سوتشي الأخير الذي جمع الدول الثلاث الضامنة في إطار عملية أستانة.

كما اتفق روحاني والأسد على مواصلة التنسيق بين الجانبين على المستويات، حسب ما ورد في "سانا".

الزيارة أثارت صدى واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي بين ناشطين سوريين وعرب، لاسيما خليجيين، رأوا في الزيارة ردا بليغا على خطوات إعادة التطبيع مع الأسد وفتح سفارات في دمشق لإبعاد الأسد عن طهران، لتفاجئهم صورة بشار مرميا في أحضان مرشد إيران.

الخبر الأهم الذي تزامن مع الزيارة جاء من الداخل الإيراني حيث قدم وزير خارجية إيران جواد ظريف استقالته بشكل مفاجئ عقب وصول بشار بساعتين.

وأوضحت وسائل إعلام إيرانية، أن الزيارة التي أجراها بشار الأسد لطهران، كانت السبب في تقديم وزير الخارجية، محمد جواد ظريف استقالته من منصبه.

ونقل الموقع الإخباري الإيراني "انتخاب"، نبأ الاستقالة مساء الإثنين، نقلاً عن تصريحات أدلى بها ظريف لمراسل الموقع.

وقال ظريف في تصريح صحفي رداً على زيارة الأسد لطهران إنه "بعد الصور التي التقطت خلال مباحثات اليوم لم يعد لجواد ظريف اعتبار في العالم كوزير للخارجية".

بدورها ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا)، إن "المباحثات التي قصدها ظريف في تصريحاته، هي اللقاء الذي جمع الإثنين، بشار الأسد بالرئيس الإيراني حسن روحاني، والمرشد الأعلى علي خامنئي".

وفسرت وسائل إعلام أخرى غياب "ظريف" عن لقاء بشار مع أعلى الهرم الإيراني بأنه تعزيز لفرضية استقالة الأول بسبب زيارة الثاني.

زمان الوصل
(129)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي