قضى شاب من مدينة القصير بريف حمص تحت التعذيب في سجون "فيلق الشام" التابعة لقطاع منطقة درع الفرات شمال حلب بتهمة "سرقة سلاح وفساد"...
وأفاد ناشطون أن الشاب "محمد إحسان العتر" قضى إثر تعرضه لعملية تعذيب، وسُلّم جثمانه لأهله النازحين في منطقة ميدانكي بريف مدينة عفرين، فيما لم تتمكن والدته المقيمة في مخيمات عرسال من وداعه، وبدت على ظهر الشاب 22 عاماً آثار تعذيب شديد وإزرقاق في كافة أنحاء جسده، وأصدر وُجَهاء مدينة حمص في منطقتي غصن الزيتون ودرع الفرات شمال حلب بياناً طالبوا فيه "فيلق الشام" بتسليم الجناة للجهات الرسمية بالمنطقة، والكف عن التصرفات "التي تكرس الفصائلية وتحمي المجرمين من أصحاب السوابق الجنائية وتعرقل عمل المؤسسات الوطنية"...
وأشارت "شبكة المحرر الإعلامية" إلى أن قيادة فيلق الشام تعاطت مع الحادثة على أعلى مستوى وطالبت بإجراء تحقيقات فورية يشرف عليها المكتب القضائي في الفيلق بالتعاون مع المكتب الشرعي، وبدوره قال الشيخ "عمر حذيفة" شرعي فيلق الشام إن "ما حصل للشاب العتر جريمة لا يمكن السكوت عنها وعن فاعليها بغض النظر عن أسبابها" مشيراً إلى أن "التحقيق في هذه الجريمة مطلب أخلاقي وشرعي وإنساني لتتبين حقيقة الأمر والمتورطين بهما مهما كان شأنهم" وكان فيلق الشام الإدارة الأمنية قد أعفى أحمد الحسن الملقب بأبي عبد الله المتهم بتصفية الشاب العتر –بحسب ناشطين-من إدارة المكتب الأمني لقطاع الشمال، وتم تكليف النقيب "يوسف الحمود" بدلاً عنه في تسيير الأمور الأمنية في القطاع حتى إشعار آخر.
شهادة صديق الضحية
وروى الناشط "عبد الله المصري" صديق الضحية لـ"زمان الوصل" أن الشاب محمد من مواليد حمص القصير 1997 انضم بعد سقوط القصير الى "هيئة حماية المدنيين" في منطقة النبك التي كانت منضوية تحت صفوف فيلق الشام وغادر مع من غادر النبك بعد سقوطها باتجاه الشمال السوري، وهناك –كما يقول محدثنا- خاض محمد كل المعارك التي شارك فيها فيلق الشام من معركة الكاستيلو مروراُ بمعركة شرق السكة ومعركة غصن الزيتون، ولفت محدثنا إلى أن الشاب الراحل تعرض مرات عدة للإصابة وفي معركة فك الحصار عن حلب تحديداً أصيب بشظايا في البطن والرجلين وبقي قرابة أربعة أشهر يتلقى العلاج وتوجه بعدها لمنطقة جرابلس مع الكتيبة التي يعمل ضمن صفوفها وبقي هناك إلى تاريخ استشهاده بتاريخ 21/1/2019...
وتابع محدثنا أن ذوي الشاب ووالدته التي تسكن في مخيمات عرسال فوجئوا بخبر مقتله تحت التعذيب على يد أمنية "فيلق الشام" الفصيل الذي يعمل معه، وروى المصري أن الفيلق المذكور عيّن منذ فترة قائداً أمنياً جديداً يُدعى "أحمد الحسن" وحوله مجموعة من العناصر الذي دأبوا على تصفية كل من يحاول مناوئته على المنصب، وأضاف أن مجموعة الحسن أطلقت النار على شخص من حمص يدعى "أبو جميل مندو" بغرض تصفيته منذ أيام، وكان برفقته الشاب العتر فأشهر سلاحه وركض باتجاه أحدهم وصاح خلفه: "عرفتك يا فلان وفي اليوم التالي–بحسب المصري- تم تهديد العتر بتصفيته في حال تكلم عن تلك الحادثة، مضيفاً أن المغدور حاول التواصل مع قياديين في الفيلق لشرح الحادثة ليتفاجأ رفاقه باعتقاله وبعد الاعتقال بيومين جاء خبر مقتله تحت التعذيب، وأضاف المصدر أن ذوي العتر كانوا يعتقدون أنه في رباط بمدينة منبج كما قال لهم قبل أيام فتم اختطافه ولم يعلم أحد منهم إلا بعد وفاته بيومين..
وكشف الناشط المصري أنه تواصل شخصيأ مع أحد أعضاء المكتب السياسي لفيلق الشام فقال له إن العتر متهم بسرقة سلاح وتعاطي المخدرات–حسب زعمه- مضيفاً أن لديه أمراضاً مزمنة وبقي ليومين دون أن يتناول دواءه، وتابع بنبرة استهتار أن "الشباب نكعوه وبالنهاية قدر الله وما شاء فعل" وكشف محدثنا أن قياديي فيلق الشام تواصل مع والدة المغدور وقال لها إياكم أن تنشروا الصور –يقصد صور تعذيب العتر التي تم تسريبها-.
وأشار المصري إلى أن عائلة "العتر" فقدت بوفاة "محمد" آخر معيل لها، فكل رجال العائلة استشهدوا إما على يد الأسد، أو على يد الأمنيين ومنهم والده "إحسان العتر" الذي استشهد بقصف للطيران الحربي على مدينة القصير في الشهر الخامس من عام 2013 كما استشهد أخوه سعد الله في معركة مدينة القصير، وكان عمر محمد العتر 15 سنة مما دفعه لحمل السلاح بدلا من متابعة التعليم وكان قدره أن يموت على يد "رفاق السلاح".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية