خلال العامين المنصرمين، (2018-2019) شهدت القواعد الأمريكية (قوات التحالف) والقوات الأخرى الموجودة في سوريا، تغييرات وتبدلات كبيرة، في أحد النواحي التالية:
•إقامة قواعد جديدة لم تكن موجودة سابقاً.
•توسعة بعض القواعد القديمة وتدعيمها.
•إخلاء بعض القواعد بشكل نهائي.
•نقل بعض القواعد إلى أماكن أخرى.
الدراسة بين أيدينا، تتضمن تفاصيل المستجدات في القواعد الامريكية في الشمال السوري، وفي المنطقة التي تسيطر عليه حاليا وحدات حماية الشعب الكردية، على ضوء الرغبة التركية في إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية تمتد لعشرات الكيلومترات.
ولعل القراءة التحليلية الواقعية لتمركز القوات الأمريكية والقوات الاجنبية المتحالفة معها في الشمال والشمال الشرقي السوري تعطي القارئ والمحلل السياسي والعسكري بعداً أخر ومقاربة واقعية لفهم مجريات الأحداث كما هي على الأرض.
الرغبة التركية الملحة في إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية، ستصطدم بتوضع هذه القواعد التي لا تبعد بعضها عن الحدود سوى كيلومترات قليلة، والتي تم بناء بعضها منذ وقت قريب نسبياً- كما سيمر معنا في سياق هذه الدراسة- وبالتالي فإن الوعود الأمريكية لتركيا بالتعاون في اقامة هكذا منطقة لا يعدو كونه مناورات سياسية لكسب الوقت ليس إلا.
وتكشف قراءة واقع تلك القواعد، أن أمريكا تجهز قواعدها من أجل إقامة طويلة الأمد في سوريا، ولن تغادرها في المنظور القريب "كما ادعى الرئيس الامريكي ترامب منذ مدة قريبة" فالقوات الامريكية باقية لمدة غير معلومة، حالها كحال القوات الروسية والإيرانية والقوات الاخرى.
الملفت في القواعد الجديدة أن بعضها ليست قواعد بالمعنى العسكري بل أشبه ما تكون بمراكز "الإدارة المدنية"، فهي تقدم الخبرات والاستشارات بل والمشاركة في إدارة المنطقة التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية بشكل فعلي.
معظم حقول النفط والغاز الرئيسة يتواجد فيها حالياً قواعد صغيرة قوامها بحدود 50 جندي أمريكي من اجل حمايتها من أي عارض خارجي، وهي بمثابة وضع اليد عليها بشكل أو بآخر..
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية