أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اشترك في قناة #زمان_الوصل https://goo.gl/TdgHGI لطفية.. سيدة من سكان منطقة العسالي، اعتقلت في "ساحة الأشمر" مع إحدى قريباتها، دون ذنب اقترفته، لم يكن هناك مظاهرات، وكانت الساحة فارغة إلا من حواجز وعسكر، وأناس مجبرين على مغادرة بيوتهم على حذر. وكمعظم المعتقلات اللواتي كنا ضحية اعتقالات عشوائية، لا ضوابط لها، ولا حدود، لم توجه للسيدة لطفية تهمة محددة، بل اهانات وادعاءات، وضغوط، ولم يجدوا تهمة لها سوى مقتل ابنها نتيجة قصف قواتهم هم. في المعتقل التقت لطفية بأعداد كبيرة من المعتقلات، طالبات جامعيات وربات منازل، وعجائز، لم تكن أي منهن شاركت في نشاط معارض، لكنهن أجبرن على كتابة اعترافات مفبركة. كانوا يعذبون الرجال أمام زنازين النساء زيادة في الإذلال، "ولا زالت أصوات المعذبين تضج في رأسي"، تقول لطفية أكثر من مرة في لقائنا معها، وتؤكد "لا مشهد أقسى من أم خلف باب الزنزانة تسمع صراخ ابنها تحت التعذيب"
هذه السلسلة: "سوريات في سجون الأسد" سلسلة شهادات لسيدات سوريات عشن تجربة الاعتقال، في سجون الأسد، منذ اندلاع الثورة السورية، عام 2011، السلسلة جزء من ملف اختارت "زمان الوصل" كشفه لقرائها والعالم، حول التجربة الأكثر بشاعة، في ممارسات السلطة القمعية، وأجهزتها الأمنية، فكان المقال والشهادة المكتوبة والأخبار والمتابعات، والتسريب والوثيقة، لتغطية بعض جوانب هذا الوجع الإنساني، الذي يتجاوز ضحيته الى محيطها، ويتجاوز وقته الى مستقبل ضحاياه. وفي سياق السلسلة كان فيلم "نون الأنين" الذي تضمن بعضا من شهادات سيدات سوريات، غيبتهن جدران الزنازين الرطبة، وتمزقت أرواحهن على برودة الحديد الصدئ، الذي يمنع الهواء، عن أروقة السجن المعتمة. وفي هذه السلسلة الجديدة، شهادات أخرى، وحكايات وجع إضافية، لفاجعة كانت ولا تزال، تغيّب صبايا وعجائز، ربات بيوت وجامعيات، أمهات وطفلات، خلف حدود الشمس، لا لذنب اقترفنه سوى كونهن سوريات، في زمن سقطت سوريا فيه، تحت حكم عصابة وطاغية..
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي