أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اشترك في قناة #زمان_الوصلTV
https://goo.gl/TdgHGI

زمان الوصل TV (متابعات/فرانس برس – الرقة)      
دفعت المعارك العنيفة ضد تنظيم الدولة في مدينة الرقة عنود الى الفرار مع عائلتها من منزلها، لكن على غرار كثيرين غيرها، اكتفت بالانتقال الى حي آخر من المدينة، بدلا من الانتقال الى مخيم للاجئين يفتقر الى الكثير من أمور الحياة الاساسية.
وتبرز ظواهر تزيد من معاناة الأهالي هناك، منها منعهم من الانتقال إلا مناطق مجاورة هرباً من المعارك، إذ تشترط مجموعات من الميليشيات وواجهاتها المدنية أن يحصل الفارّون على كفالة شخص كردي ليتمكن من دخول المناطق المجاورة.
وقبل نحو اسبوعين، أصيب زوج عنود في قصف طال منزل العائلة في وسط مدينة الرقة، فعمدت المرأة الاربعينية إلى توضيب اغراضها وغادرت مع زوجها وابنائها السبعة، إلى حي السباهية في غرب الرقة حيث استقرت في منزل شقيقها الذي فرّ إلى أحد مخيمات النزوح.
وبرغم طرد تنظيم الدولة الاسلامية من الحي قبل نحو شهرين ونصف، لا تزال الالغام المنتشرة في شوارع الحي تهدد حياة ساكنيه.
وتقول عنود التي تلف وجهها بكوفية بيضاء وسوداء اللون لا تُظهر سوى عينيها، "قالوا لي ان حي السباهية خطر جدا، لكننا لا نستطيع ان ندفع خمسين ألف (ليرة سورية) لاستئجار منزل".
وتضيف "لذلك اتينا الى هنا وفتحنا منزل شقيقي في هذه المنطقة الخطرة. نظفنا المنزل بعد إزالة خمسة ألغام كانت موجودة في الغرف".
وتعيش عنود مع بناتها الخمس وولديها في منزل خال تماما من المفروشات، كتبت على جدرانه عبارات غير مفهومة بالخط الاسود.
وتجلس عنود بعباءتها الملونة على الارض وتقول "نحن خائفون جدا، ولا نسمح لأطفالنا بالخروج من المنزل خوفاً من ان تنفجر بهم الالغام".
ولم تفرغ عنود السيارة المحملة بأغراض اتت بها من منزلها، فهي وزوجها يخشيان ان يضطرا للنزوح مرة اخرى.
 وتخوض ميليشيا "قوات سوريا الديموقراطية" ـ تحالف فصائل كردية وعربيةـ منذ الاسبوع الاول من حزيران/ يونيو معارك عنيفة لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من معقله الابرز في سوريا. وتمكنت حتى الآن وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من السيطرة على أكثر من نصف المدينة.
وعلى غرار ام عبدالله، لا يستطيع ابو غانم تحمل كلفة الانتقال الى مكان آخر يحميه وعائلته. وهو غادر منزله في حي السباهية مرات عدة، وكان يعود اليه ما ان تهدأ المعارك.
ويشير الى أطفاله من حوله، ويقول "لا ينامون" من اصوات القصف طوال الليل، مضيفا "ترتج الجدران والزجاج يتحطم، وضعنا الكرتون بدلا منه. نعيش على خط النار وسط الخوف والرعب".
  في حي السباهية، تدوي بين الحين والاخر اصوات انفجارات ناتجة عن قصف قوات سوريا الديموقراطية مواقع تنظيم الدولة في احياء اخرى من المدينة التي تتصاعد منها اعمدة الدخان الاسود.
وانتقلت فاطمة وعائلتها الصغيرة الى أحد مخيمات النزوح بعدما فرت من منزلها من حي الرومانية في غرب الرقة، لكن الامر لم يطل كثيرا، فسرعان ما عادت ادراجها لتعيش في أحد المنازل المهجورة في السباهية.
وتقول المرأة الاربعينية وهي تجلس امام باب المطبخ تدخن سيجارتها "اتينا مجبرين الى الخطر، خرجنا من الموت واتينا الى هنا"، متسائلة "ماذا نفعل غير ذلك؟".
ويعاني مدنيون سوريون فروا من مدينة الرقة من ظروف معيشية صعبة في مخيمات النزوح جراء النقص في المواد الغذائية والمياه وحتى الخيم والادوية الاساسية، ويحتاج كل من يحاول الخروج من المدينة إلى القرى أو البلدات المجاورة إلى كفالة شخص كردي حسبما أفاد عدد من أهالي تلك المنطقة، وهو ما يتسبب بشعور من التمييز السلبي، أضف إلى مشاعر الخوف من ممارسات بعض المتعصبين.

التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي