أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

زمان الوصل TV (خاص – صنعاء) تصوير ومتابعة: الياس محمد

جاء "أيمن سيف" إلى العاصمة اليمنية صنعاء منذ عشر سنوات لغرض الاستثمار والتجارة في المنتوجات السورية، وتمكن مع الوقت من بناء رأس مال فتح به مصنعا للحلويات والبهارات الشامية، وأصبح وكيلاً أيضاً لبعض المنتوجات الغذائية القادمة من سوريا وغيرها من البلدان. قبل ثمانية أشهر افتتح "أيمن" مطعما شاميا للفلافل السورية في صنعاء، ولاحظ خلال تواجده في المطعم، أحد الأطفال الفقراء يحاول أخذ وجبة مجانية بفاتورة وقعت من أحد زبائن المطعم، فكان هذا الموقف الدافع الأول لمبادرته الإنسانية. يقوم مطعم "المعلم" للفلافل السورية الذي يملكه "أيمن سيف" بمنح وجبات مجانية لكل من يأتي للمطعم وهو لا يمتلك المال، حيث ترفع عند بوابة المطعم لوحة مكتوب فيها "الساندويتش مجاناً لمن لا يمتلك المال"، وبناء عليه يحصل كل محتاج على وجبة مكونة من "ساندويتش وشاي". يقول "أيمن سيف" لـ"زمان الوصل" إن سوء الأوضاع المعيشية التي أصابت مواطني اليمن جراء الحرب، جعلت أسرا كثيرة لا تستطيع تقديم الوجبات اليومية لأفرادها، كما أن كثيراً من طلاب المدارس يتوجهون يومياً من أمام بوابة المطعم، وتبدو عليهم آثار الإرهاق من الجوع، وقد دفعه هذا الأمر لاتخاذ مبادرته الإنسانية في مجتمع لا ينتمي إليه في الواقع. يقدم "أيمن" من خلال مطعمه بشكل يومي نحو 340 ساندويتشا، وأكثر من يأتي لأخذ الوجبات المجانية هم العمال البسطاء "من ذوي الدخل المحدود" وطلاب المدارس، إضافة إلى المشردين الذين يتجولون في الشوارع، حيث بات المطعم بالنسبة لهم ملاذا يومياً يقصدونه لأخذ الحاجة من الغذاء. يؤكد "أيمن سيف" عند سؤاله عن اهتمامه بالوضع المعيشي لليمنيين، أنه يشعر بالانتماء لليمن، من خلال الترحيب الذي لقيه خلال فترة إقامته، كما أن ما تشهده اليمن من أزمة إنسانية كبيرة هي تشبه إلى حد كبير ما تعيشه بلده سوريا، جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 سنوات متواصلة، كما يقول. ولقيت مبادرة "أيمن سيف" اهتماماً وإعجابا كبيرين عند المواطنين اليمنيين، الذين تحدثوا عنها في وسائل التواصل الاجتماعي، حتى صار بعضهم يتبنى فكرة مماثلة لمساعدة الفقراء، فوجد بعد ذلك "المخبر الخيري" و"المطعم الخيري" ومبادرات كثيرة ترتكز على الفكرة نفسها. يشعر "أيمن سيف" بالامتنان الكبير بعد سماعه عن مشاريع ومبادرات مماثلة لمبادرته، ولا يرى في الوقت ذاته أنه يخسر شيئاً أو أن مدخوله يتراجع بعد توسع نشاطه الخيري، في ظل تزايد أعداد الفقراء، ومعرفة الكثير منهم بما يقدمه المطعم.

التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي