زمان الوصل TV (خاص – إدلب) تصوير ومتابعة: عبد قنطار
تعد محافظة إدلب واحدة من أكثر المحافظات السورية غنى بالآثار لحضارات عاشت فيها منذ الألف الخامس قبل الميلاد، إذ تضم آثارا تعود للفترات الآرامية، اليونانية، الرومانية، الآشورية، البيزنطية، والإسلامية. يبلغ عدد المواقع الأثرية في المحافظة الشمالية نحو 760 موقعاً، تعود إلى حقب زمنية مختلفة، وتحوي 40 قرية أثرية، فضلا عن 5 محميات أثرية (باركات) مسجلة على قائمة التراث العالمي، وهي ماتسمى المدن المنسية أو المدن الميتة. تضم إدلب متحفين، هما متحف معرة النعمان، وهو ثاني أكبر متحف فسيفساء في الشرق الأوسط لاحتوائه على 1200 م2 من اللوحات الفسيفسائية، ومتحف مدينة ادلب الذي يحتوي على 15000 رقيم مسماري اكتشفت في إيبلا وتعود إلى سنة 5 آلاف قبل الميلاد . وخلال التحقيق الذي أجرته "زمان الوصل TV" مع مكتب الآثار في المحافظة المحررة والخاضعة لسيطرة المعارضة، تبين أن الآثار تعرضت لأضرار كبيرة جدا واختفت مواقع أثرية بأكملها لعدة أسباب تأتي في مقدمتها الغارات الجوية للطيران الحربي التابع للنظام أو لروسيا . الجانب الآخر يتعلق بالتكسير والتخريب الجائر على الحجارة وبيعها لإنشاء أبنية ومنازل حديثة دون استدراك خطورة الأمر من قبل الجهات المعنية. مركز آثار إدلب تحدث أيضا عن إطلاق الأعيرة النارية وضبط السلاح، واستخدام المواقع الأثرية كمصيدة ودريئة لضبط السلاح ما يؤدي إلى تشويه الآثار في معظم الأحيان. يضم مركز آثار ادلب عددا من المختصين والأكاديميين، موزعين حسب الاختصاصات لتغطية كامل آثار المحافظة والسعي الدؤوب للترميم والتوثيق وحملات التوعية. ومنذ تأسيسه عام 2012 جمع المركز نحو 1700 قطعة أثرية، لكل منها استمارة وهوية تعريفية، وتم حفظها وحمايتها في صناديق داخل مستودعات آمنة خوفا من السرقة والتهريب إلى خارج سوريا. وبحسب المسؤولين فالقطع الأثرية تم جمعها بواسطة أشخاص وطنيين حريصين على تراث البلد، فيما يتم التواصل مع الجهات المسؤولة كالمجالس المحلية والشرطة الحرة والمحاكم الشرعية لاستدراك الخطر والمحافظة على الهوية التراثية للمنطقة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية