زمان الوصل TV (فرانس برس - اسطنبول)
كان التعب قد نال من خالد وفادي، واستسلما لبعض النوم في السادسة صباحا وهما يتابعان مباشرة حفل تسليم جوائز الاوسكار في هوليوود، عندما رن جرس الهاتف من زميل لهما يبلغهما ان الفيلم الوثائقي حول المسعفين في سوريا قد نال جائزة اوسكار. ويروي خالد الخطيب (21 عاما) المنسق الصحافي لمجموعة المسعفين في مناطق المعارضة السورية، كيف استيقظ على صوت أحد زملائه يكلمه من هوليوود صارخا "استيقظ لقد ربحنا". ويضيف خالد "سارعت الى ايقاظ فادي وانا اصرخ به: قم بسرعة لقد فاز فيلمنا بالأوسكار". كان خالد استحصل على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة للمشاركة في حفل تسليم الجوائز، الا انه في النهاية لم يتمكن من السفر بسبب مشاكل في صلاحية جواز سفره. ومنذ فوز "الخوذ البيضاء" بأوسكار أفضل فيلم وثائقي قصير لم يتوقف هاتفا ابني العم خالد وفادي عن الرنين. الاصدقاء يهنئون، والبعض يستفسر لأنه لم يصدق الخبر، كما ان وسائل الاعلام من العالم اجمع تريد اجراء حديث معهما. ويروي خالد "عندما باشرنا العمل على الفيلم لم نكن نستهدف الحصول على اي جائزة، بل أردنا فقط كشف معاناة المدنيين وتمكين العالم من الاطلاع على حقيقة عمل عناصر الخوذ البيضاء الذين يجازفون يوميا بأرواحهم لإخراج الناس من تحت الانقاض". واضاف "آمل بان يتحرك كل الذين سيشاهدون الفيلم من اشخاص او حكومات لوقف القصف الذي لا يزال يستهدف المدنيين يوميا". من جهته قال فادي الخطيب "عندما نال الفيلم جائزة الاوسكار ايقنت ان هناك عدلا في مكان ما من العالم، لان هؤلاء المسعفين يقومون باخطر عمل في العالم.". يبلغ مصور الكاميرا فادي الخطيب الثالثة والعشرين من العمر وهو لا يعمل مسعفا، الا انه تابع عمل المسعفين طوال سنتين ونصف سنة بكاميراه في حلب وأعطى عمله الى المخرج اورلاندو فون اينسيدل. وقال في هذا الصدد "صورت اناسا عاديين، نجارين، حدادين، باعة، انضموا الى الخوذ البيضاء كمتطوعين". كما قال عبد الرحمن المواس وهو متحدث اخر باسم الخوذ البيضاء "آمل بعد هذا الفيلم بان يدرك العالم فعلا ان في سوريا مجموعة تعمل على انقاذ الارواح ولا تسفك الدماء". ومنذ قيام الخوذ البيضاء عام 2013 قتل منهم 162، وقد ساهموا في اسعاف 82 الف شخص منذ ذلك التاريخ. الا ان انصار النظام في سوريا يزعمون بأنهم ليسوا اكثر من دمى يتلاعب بها المانحون الدوليون، او يتهمونهم بالارتباط بمجموعات جهادية. وقال خالد الخطيب "ان النظام السوري مدعوما من روسيا ينشر هذا النوع من المعلومات لضرب مصداقيتنا لاننا كشفنا للعالم اجمع الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين". ويعمل نحو ثلاثة الاف مسعف من الخوذ البيضاء في نحو 120 مركزا في ثماني محافظات سورية في مناطق سيطرة المعارضة فقط، تحت شعار "من ينقذ روحا ينقذ كل البشرية". ويتلقى المسعفون تمويلا من دول عدة بينها بريطانيا وهولندا والمانيا واليابان والولايات المتحدة. كما يتلقون اموالا من اشخاص عاديين لشراء المعدات وخصوصا الخوذ التي يبلغ سعر الواحدة منها 145 دولارا. وتقوم منظمة "مايداي ريسكيو" التي مقرها في هولندا بتنسيق المساعدات المالية التي يتلقاها الخوذ البيضاء.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية