زمان الوصل TV (خاص – شمال لبنان) تصوير ومتابعة: عبد الحفيظ الحولاني
في غياهب مخيمات اللجوء يدفن السوريون شهادتهم وإبداعاتهم وتفوقهم، ويتوهون مترنحين يائسين بحثا عن لقمة العيش لسد حاجات أطفالهم. عبدو الخطيب لاجئ سوري في لبنان تحول لعامل على محطة متنقلة لبيع الغاز، بعد أن حصد أعلى الدرجات في كلية التربية والمرتبة الأولى في مسابقة تعيين المعلمين عام 2004. هرب أستاذ علم النفس مع عائلته من القلمون الغربي قبل ثلاثة أعوام، مع تواصل الاستهداف المتعمد للمدنيين من قبل قوات الأسد وميليشيا حزب الله، ليجد مكانه بين جرات الغاز بعد رفض المدارس اللبنانية والأمم المتحدة مطالبه بالعمل ضمن كوادر الإرشاد النفسي للأطفال. يحاول عبدو بعد يوم شاق من العمل لتوزيع نحو طن ونصف من الغاز السائل، أن يستكمل تعلمه ومتابعته لآخر الأبحاث العلمية في مجالات علم النفس، متحديا واقعه المتردي ومتناسيا محيطه المؤلم. ويسترق البائع المعلم بعض الوقت يوميا لمتابعة آخر الأنباء، علها تأتي ذات يوم بخبر سقوط الطغاة وعودة المهجرين إلى مدنهم وحياتهم واختصاصاتهم، بدلا من حياة الذل وانتقاص الكرامات التي يعيشونها في بعض بلدان اللجوء.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية