زمان الوصلTV (فرانس برس – أفغانستان)
يعتمد عدد كبير من سكان افغانستان في معيشتهم على زراعة الخشخاش المنتج للافيون، مستفيدين من ثلاثة مواسم حصاد، ما يجعل هذه النبتة عصية على جهود الدولة لاتلافها، اضافة الى كونها مصدر تمويل للنزاع في هذا البلد. في الماضي، كان مزارعو الخشخاش في افغانستان على موعد مع موسم حصاد وحيد في الربيع، وكان هذا الموسم كافيا لجعل هذا البلد واحدا من اكبر منتجي الافيون في العالم. اما اليوم فإن المزارعين يحظون بموسمين اضافيين، وهو ما يفسره الخبراء بالمناخ، وتطور وسائل الزراعة، وربما البذور المعدلة وراثيا، في الوقت الذي تفشل فيه حملات اتلاف المحاصيل. وتقول جيلينا بجيليكا الباحثة في معهد "افغانستان اناليست نتوورك" ان "بعض المناطق في ولاية هلمند قادرة على انتاج موسمين بفضل الطقس الملائم، لكن انتاج ثلاثة مواسم يتطلب اللجوء الى البذور المعدلة وراثيا". وتأتي هذه الحبوب "من الصين، حيث انتاج الافيون لصناعة الادوية متاح"، وفقا للباحثة، لكنها لا تعرف كيفية توزيعها في افغانستان. واضافة الى هذه الحبوب، يشير الخبراء الى ان التجارب التي دأب المزارعون عليها اوصلتهم الى ثلاثة محاصيل سنوية، يضاف الى ذلك التقنيات المستخدمة، مثل المضخات العاملة بالطاقة الشمسية. ويبدي المزارعون الذين التقاهم مراسلو فرانس برس ثقة بقدراتهم على رفع مردود محاصيلهم في المستقبل. برعاية طالبان وحظرت حركة طالبان اثناء حكمها لافغانستان زراعة الافيون، لكن مصادر عدة في افغانستان والغرب تؤكد انها تمول انشطتها اليوم من هذه الزراعة، اذ انها تجني ضرائب من المزارعين تؤمن لها دخلا سنويا بقيمة 1,2 مليار دولار. وهذه الوفرة في المحاصيل تشكل مؤشرا جديدا على فشل سياسة مكافحة المخدرات التي تنفذها الولايات المتحدة وتنفق عليها مليارات الدولارات، وتهدد بتعاظم قوة طالبان. فالاموال التي تدرها المخدرات تجعل حركة طالبان اقدر على شراء السلاح وتجنيد المقاتلين من بين السكان الغارقين بمعظمهم في البطالة والفقر. ومن شأن هذه الاموال ايضا ان تفاقم الفساد في صفوف القوات الافغانية. ويقول مصدر امني في هلمند طلب عدم الكشف عن اسمه "تبلغ رواتب الجنود المتمركزين على الحواجز عشرة الاف روبية (87 يورو)، ولذا يمكن للعدو ان يدفع لهم خمسين الفا ويقنعهم بترك مواقعهم"، ويضيف "هذا الامر مقلق جدا". ولأن الافيون ما زال المورد الاول للكثير من المزارعين الافغان، فهم يفضلون ان يعيشوا تحت سيطرة طالبان للحصول على الحماية. ويدفع ذلك السلطات احيانا الى غض النظر عن بعض المحاصيل في المناطق الخاضعة لسيطرتها، خوفا من ان تؤدي سياسة الاتلاف الحازمة الى دفع السكان لاحضان المتمردين.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية