زمان الوصل TV (محمد كساح – خاص – اقتصاد)
استطاع نذير الرفاعي المعروف في مدينة معضمية الشام بـ "أبو بكر الرفاعي"، تطوير وسيلة جديدة في الحكم الذاتي للمدينة المحررة، قائمة على العمل المؤسساتي.
وتمكن خريج جامعة دمشق - قسم علم النفس، من تأسيس مركز أمني تدعمه هيئة قضائية منفصلة تماماً، حيث باتت هذه المؤسسة تعرف بالشرطة الحرة في معضمية الشام. في مكتبه القابع على أطراف المعضمية تحدث الرفاعي عن تجربة الشرطة الحرة، حيث استضافنا وهو متوقد النشاط رحب الصدر، بابتسامة بعيدة عن التكلف يجب توافرها في كل من يعمل في المجال العام سواء كان أمنياً أو إغاثياً أو إدارياً.
كيف كانت البداية؟ يحدثنا الرفاعي عن بداية التجربة فيقول: "قبل أن تولد الشرطة الحرة كنا نعمل على مشروع إرشادي يسعى لمنع سب الذات الإلهية، كانت المدينة معروفة بهذا النوع غير اللائق والبذيء جداً من سب الله والنبي والدين". ويضيف: "نجحت الحملة وتمكنت من كسب حاضنة شعبية ممتازة وأُلغيت كل هذه الشرور من المدينة، وهكذا تقدم إلينا الكثير من الأهالي يطلبون منا تطوير العمل ليشمل الجوانب الأمنية والحقوقية، فولدت الشرطة الحرة". طريق شاق ثلاثة أشهر تقريباً انقضت على ميلاد الجسم الجديد، كانت الشرطة خلالها عرضة للكثير من المناوشات وربما الهجوم المسلح.. لكن ذلك لم يفتر من عزيمة أعضائها. يقول الرفاعي: "نحن ما زلنا في طور الإنشاء والجسم بحاجة للمزيد من العناصر، هل بلغنا مائتي عنصراً؟، ربما، ولكننا في حاجة للمزيد حتى نؤسس عملاً سيؤتي ثماره اليانعة في المستقبل، نعم ينقصنا الكثير وخاصة على الصعيد المادي واللوجستي فنحن في حاجة إلى سيارات ووقود وكهرباء ولباس موحد، لكن هذا لن يجعلنا نيأس على الرغم من الصعوبات الكثيرة والخطرة جداً التي تعترض طريقنا".
ويمضي الرفاعي متحدثاً عن هذه الصعوبات: "مع أن منهجنا يعتمد على حل الخصومات سلمياً إلا أننا نلجأ في أحيان كثيرة إلى استخدام السلاح.. حدثت مناوشات مسلحة عديدة منذ أطلقنا المشروع وقد يصل بعضها إلى الهجوم المكثف على مقر الشرطة وفي حالات أخرى كانت أسرة المطلوب تنشر القناصين على أسطح الأبنية حيث تكون في حالة تعبئة كاملة وجاهزة للمواجهة في حال أتينا لاعتقال الشخص المطلوب".
ويوضح الرفاغي قائلاً: "كانت هذه القضايا تحل في نهاية المطاف عند تدخل العقلاء من أبناء المدينة وتسليم المطلوب ليحاكم ويلقى جزاءه العادل". ما هو رأي الأهالي؟ كمعظم المؤسسات التي تعنى بالمصلحة العامة وجهت إلى الشرطة الحرة العديد من الانتقادات، وأيضاً.. كان هناك الكثيرون ممن أثنوا على عملها واعترفوا بقيمة مشروعها. (ن، ب) انتقد الشرطة منطلقاً من تجربته الخاصة، فقد سُجن فيها لمدة أسبوع تقريباً، وهو يعتبر أن التحيز ما يزال شيئاً ملموساً داخل كادرها الإداري. يقول: "أعتقد أنني ظلمت من خلال سجني، أنا ما زلت مصراً على أني بريء، وبالتالي فقد بت أمقت هذا المشروع وأحاربه بكل جهدي!!". هل كان (ن، ب) على حق؟,.. ربما نعم، وربما لا.. في السياق نفسه، يمتعض أحد أعضاء المجلس المحلي بعد حادثة شهيرة تعرض خلالها أحد أعضاء المكتب التنفيذي في المجلس للاعتداء من قبل مجموعة من الشباب اتهمته بالتلاعب بصندوق المدينة وأموال الدعم. وفي مكتب رئيس الشرطة صاح هذا الشاب بملئ صوته: "هل يمكنتي أن آمن على نفسي أن يتعرض لي أياً كان، متهماً إياي بنفس التهمة؟". هل كان هذا الآخر على حق أيضاً؟.. لن نستطيع الإجابة على هذا السؤال إذا سمعنا من طرف واحد، علينا أن نأخذ دور الشرطة في هذا التقرير لنحكم في هذه القضية..!! آراء أخرى يتحدث محمد عن رأيه في تجربة الشرطة الحرة فيقول: "المدينة كانت في حاجة ماسة إلى هذا الجسم منذ ثلاث سنوات، أنا أدعم هذا المشروع على الرغم من كل الانتقادات التي أسمعها من الناس". بينما يقول أحمد وهو شاب آخر من أبناء المعضمية: "لم نعرف حتى الآن خير الشرطة من شرها، ولكني أظن أن وجودها أفضل من عدمها".
قريباً من المسجد الكبير وسط المعضمية، كان كهل أبيض الشعر تماماً يسعى لدخول المسجد لأداء الصلاة.. استوقفته على الباب فكان هذا الحديث.. - ما رأيك بالشرطة الحرة يا عم؟ - ساعدت الشرطة في حماية سيارت الإغاثة الأمنية وقوافل الهلال الأحمر وأشرفت على توزيع الخبز والطحين وحراسته.. يا أخي الشرطة نخلت قطاعات أحياء المدينة من كل الأسماء الوهمية وسعت لتوزيع كل شيء بالعدل.. واعتبر (ت) أن الاوضاع الأمنية والمعيشية تتحسن، وقال: "الكثير من الفضل في هذا يعود إلى الشرطة الحرة". وبينما كان يضع رجله اليمنى في عتبة المسجد قال (ت): "الناس ينتقدون ويثرثرون، ليتكلموا بما شاؤوا فإن إرضاء الناس غاية لا تدرك!".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية