أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

 زمان الوصل TV ـ خاص

لم تكن السنتان المنصرمتان جيدتان، لرجب طيب أردوغان، ولا لتركيا لكن ما حصل في ألف ليلة سابقة كان ينقصه ليلة … ليلة النقلاب في الخامس عشر من تموز للعام 2016 هي ليلة سيذكرها التاريخ.

 كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  يمضي إجازته في منتجع مرمريس أقصى جنوب تركيا، في الوقت ذاته كان الكولونيل محرم كوسا المستشار القانوني لرئيس الأركان، والجنرال أكن أوزترك القائد العام السابق للقوات الجوية، وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة التركية، يضعان لمساتهما الأخيرة على انقلاب للسيطرة على السلطة في الجمهورية التركية … لديهما أداتان فقط قائد الجيش الثاني وقائد الجيش الثالث، الذان يشرفان على عشرات الألوية في الجيش التركي.

في الأثناء تلقى صهر أردوغان براءات ألبيرق اتصالا من عديله ضياء إلغن، (وهو مدرس متقاعد) أخبره فيها عن احتمال وجود محاولة انقلابية في تركيا، أمر دفع ألبيرق إلى اصطحاب الرئيس التركي، إلى غرفة أخرى بعيدًا عن المجلس العائلي، وإخباره بالأمر.

وما إن حاول أردوغان الإتصال برئيس جهاز الاستخبارات، ورئيس الأركان، ورئيس الوزراء (بن علي يلدريم)"، حتى ملأت أخبار الانقلاب وسائل التواصل الاجتماعي، لكن ما أنقذ أردوغان كان حفلة كاملة من التناقضات التي لا تصدق!.

 

التناقض الأول

 أصدر الجنرال أكرم جاغلر قائد الجيش الثالث المتمركز في ولاية ملاطية، والجنرال آدم حودوتي قائد الجيش الثاني، الأوامر بنزول المركبات العسكرية والدبابات فانتشرت في إسطنبول -أكبر مدينة تركية-، ونجحت سريعا بالسيطرة الأماكن الحيوية ومنها مطار أتاتورك.

التناقض الثاني

 لقد كان الكولونيل محرم أوسي مدبر الانقلاب، والآمر بالقصف والقتل لكل من يخرق حظر التجول هو نفسه مؤسس مجلس السلام، الذي أعلن البيان الأول بعد سيطرة الانقلابيين على القناة التركية الرسمية.

التناقض الثالث

قرر أردوغان مخاطبة الشعب عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي التي عبر أكثر من مرة عن كرهها، قال لهم احموا صوتكم وإرادتكم إن هذه الدبابات لا تريد لكم الخير كان ظهروا محيرا بين انقصام ظهر الرجل أو إظهار أنه في مأمن.

التناقض الرابع

 أعطى آدم حودوتي قائد الجيش الثاني أمرا لمقاتلات إف 16 باغتيال أردوغان بعد اختطاف عابدين أونال قائد القوات الجوية التركية، المفارقة أن المقاتلات أقلعت من قاعدة انجرليك التركية، وقصفت مكان تواجد أردوغان في مرمريس كما قصف البرلمان ومبنى قيادة المخابرات.

 

التناقض الخامس

 قبل أي تحرك عسكري يذكر نصح ضياء إلغن عمه أردوغان بالتوجه إلى جزيرة في اليونان، لكنه قرر التوجه إلى منتصف البركان الانقلابي في مطار أتاتورك باستنبول.

التناقض السادس

 رفض قائد الجيش الأول  الجنرال أوميت دوندار، وهو المسؤول عن حماية الحدود الأوروبية الانقلاب، في حين قام به قادة الجيشين الثاني والثالث، المسؤلين عن حماية الحدود من سوريا جنوبا مرورا بالحدود مع العراق وإيران وصولا إلى أرمينيا والبحر الأسود.

التناقض السابع

رغم أن أردوغان قال إن المؤامرة دبرها فتح الله غولن بمساعدة خارجية من أمريكا، إلا أن المخابرات التركية طالبت عناصرها بقتال الانقلابيين حتى الموت، واشتبكت مع الانقلابيين ساندتها قوات الشرطة التركية، ونجح هؤلاء بإسقاط طائرة تابعة للانقلابيين.

التناقض الثامن

تجمعت حشودٌ ضخمة من المدنيين الأتراك لمواجهة الانقلاب ودباباته رغم الاشتباكات، فاستسلم الجنود ومنهم من ترك دباباته في الشارع وهرب، ومنهم من سلم سلاحه كما أظهرت صور على أحد الجسور عبر مضيق البوسفور في اسطنبول، واستسلم آخرون مؤيدون للانقلاب بعد حصارهم من الشرطة في ميدان تقسيم بوسط اسطنبول.

التناقض التاسع

أشرس المعارضات التركية السياسية رفضت الانقلاب بما فيهم دفليت بهتشالي، رئيس حزب الحركة القومية المعارض ودون أن يفكر بفائدة أو ضرر الانقلاب، اتخذ قراراً بالوقف ضد الانقلاب وبجانب الحكومة

وكمال كليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري الكردي الذي لم يقل هو الآخر ماذا لو … بل حسم موقفه معلنا تضامنه مع الحكومة المنتخبة

التناقض العاشر

الرئيس التركي السابق عبد الله غول المشهور بهدوئه أخرج كل ما لديه من غضب في صورة كانت استثنائية وغريبة عنه ما أضاف قيمة معنوية كبيرة ساهمت بفشل الانقلاب أمر فعله أحمد داود أوغلولا رئيس الوزراء التركي السابق والذي غادر حكومة أردوغان بسبب خلافات سياسية معه

فشل الانقلاب

 حين حطت طائرة إردوغان في مطار أتاتورك، كان الانقلاب قد فشل خلال رحلته من مرمريس إلى استنبول تتالى بعد هذه اللحظة اعتقال آلاف الجنود ومئات الضباط وعشرات الألوية والجنرالات المتورطين بالليلة التي هزّت ركيا.

التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي