تحتجز السلطات اليونانية الناشط "عبد الرحمن عز الدين" الملقب بـ"أبو الهمام الرستناوي" منذ أكثر من أسبوع أثناء محاولته عبور اليونان إلى النروج للقاء شقيقه الذي لم يلتقه منذ ثماني سنوات.
ووفق ناشطين عمل أبو الهمام ناشطاً إعلامياً منذ بداية الثورة كإعلامي مستقل ووثقت عدسة كاميرته القصف والدمار وأشلاء الأطفال وجرائم الحرب التي ارتكبت بريف حمص الشمالي، وفضّل البقاء في مدينته "الرستن" ليعمل رئيساً للمكتب الإعلامي الموحد فيها ومتطوعاً في "مكتب رعاية الطفولة والأمومة وذوي الاحتياجات الخاصة" لسبع سنوات قضاها تحت القصف والدمار إلى أن تم تهجيره مع أهالي المدينة إلى الشمال السوري، حيث تمكن من الدخول إلى تركيا مع زوجته وأطفاله الأربعة بحثاً عن الأمان -كما يروي لـ"زمان الوصل"، وهناك لم يتمكن من الحصول على بطاقة الـ"كمليك" التركي فقرر السفر بمفرده إلى أوروبا تاركاً عائلته في تركيا.
وأضاف الناشط المحتجز أنه دخل إلى اليونان مثله مثل أي مهاجر سوري للبحث عن الأمن والأمان والمستقبل لأطفاله وبعد وصوله إلى العاصمة اليونانية بدأ -كما يقول- بالعمل على السفر مثل جميع المهاجرين، ولكنه لم يتمكن من السفر فذهب إلى مرفأ مدينة "باترا" اليونانية وهناك تم تجريده من ممتلكاته الشخصية و توقيفه ومن ثم سجنه -كما يقول- لمدة 10 أيام ليتم ترحيله بعدها إلى العاصمة أثينا، ويودع في السجن المركزي، حيث احتجز مع العشرات من اللاجئين ضمن كرفانات أقرب أن تكون حظائر للبهائم –حسب وصفه- مضيفاً أن سلطات السجن تقدم لهم طعاماً سيئاً جداً لا يتعدى العدس المسلوق ويُعطوهم غطاءً رقيقاً جداً مع اسفنجة سماكة 2 سم للنوم في ظروف البرد القارصة وتجبرهم على النوم والتبول والتغوط في نفس الزنزانة.
ولفت الناشط أبو الهمام إلى أن زيارة المحتجزين في السجن المركزي في أثينا لا تتعدى الدقيقتين ومن خلف شبك حديدي، كاشفاً أن شقيقه اللاجئ في النروج جاء لزيارته منذ أيام ولم يتمكن من رؤيته أكثر من دقيقتين أو مصافحته رغم أنه لم يره منذ ثماني سنوات.
وأكد محدثنا أن سلطات السجن هددته مع رفاقه بترحيلهم إلى جزيرة "كوس" اليونانية لوضعهم ضمن كامب مغلق في إقامة جبريه يشبه بتحصيناته سجن غوانتنامو، لافتاً إلى أنه السوري الوحيد في المكان الذي يضم محتجزين من بنغلادش واليمن وإيران وأفغانستان، ولكنهم قدموا طلب لجوء حتى يتمكنوا من الخروج بعد النظر في أوضاعهم أما هو فلا يريد تقديم لجوء في اليونان بسبب وجود إخوته في ألمانيا والسويد والنروج، أو إعادته إلى تركيا بموجب الاتفاق المبرم بينها وبين الاتحاد الأوروبي في آذار مارس/2016 للم شمله مع عائلته وأطفاله الذين لم يرهم منذ 7 أشهر.
وكان تقرير للمجلس اليوناني للاجئين (GCR) نُشر مطلع العام الماضي 2018 قد حوى عدداً كبيراً من الشهادات تتحدث عن حالات إبعاد ورمي تجري في منطقة إيفروس على الحدود التركية-اليونانية.
ويؤكد التقرير أن السلطات اليونانية تقوم وبشكل ممنهج، باعتقال من هم بحاجة للحماية من "طالبي اللجوء وحتى اللاجئين المعترف بهم"، وتعيدهم إلى تركيا، وتحدث التقرير بحسب ما نقل موقع "dw" الألماني عن "مراكز احتجاز" يقوم عليها رجال مقنعون وآخرون يرتدون اللباس الرسمي للشرطة اليونانية أو لباسا شبه عسكري.
ويضيف التقرير أن المقتنيات الشخصية للمعتقلين يتم مصادرتها ولا تعاد إليهم (النقود والهواتف النقالة وبطاقات الهوية الشخصية وأوراق الإقامة الشرعية).
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية