أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

برسم المؤسسة التربوية في جنديرس "عفرين".. تزوير وتجاوزات في مدرسة مخيم "المحمدية"

أرشيف

ألا يكفيهم تهجيرهم قسرياّ؟ وقلّة حيلتهم وفقدان مواردهم؟ ألا يكفيهم حر الصيف الصاهر وصقيع الشتاء القاهر؟ وآلامُ شوقٍ وحنينٍ ليومٍ عزيزٍ باهر؟ آلا تكفيهم معاناتهم ليُضاف إليها هدم أحلام أبنائهم بمستقبلٍ زاهر؟

هذه كلمات بعض الأهالي المُهجّرين القاطنين في مخيم "المحمدية" في ريف "عفرين" أثناء تحدّث معهم مع فريق "زمان الوصل" مُوضّحين واقع التعليم في مدرسة المخيم.

وأكّد الأهالي أنّ أغلبية كوادر مدرسة المخيم غير حاصلين على شهادات تعليمية تُخوّلهم مُمارسة مهنة التدريس ومن بينهم مدير المدرسة السيد "ر، أ".

وبحسب الأهالي فإنّ مدير المدرسة وبعد تعيينه بوظيفته منذ شهور لجأ لأكثر من شخص، طالباً منهم تأمين شهادة جامعية مُزوّرة من إحدى مكاتب التزوير النشطة في محافظة إدلب مهما كانت تكلفتها الماديّة.

وأضاف الأهالي أنّ مدير المدرسة يقوم بفرض قوانين من تلقاء ذاته دون العودة لمرجعيّه في مدينة "جنديرس"، منها عدم تعطيل الطلاب يوم السبت بذريعة قلّة عدد الكادر التدريسي، وهنا يتساءل الأهالي لطالما الكادر غير كافٍ، فلماذا يتم تعيين مُدرسين مُختصين من قاطني المخيم في القرى البعيدة عنه؟.

يعيش في مخيم "المحمدية" 650 عائلة تقريباً، مهجّرون من مناطق جنوب دمشق والقلمون الشرقي، ويبلغ عدد طلاب مدرسة المخيم حوالي 125 طالباً، وعدد الكادر التدريسي فيه 10 أشخاص يحصل كُلّ منهم على راتبٍ شهري قيمته 500 ليرة تركية، ويوجد أكثر من 5 مدرسين مختصين تم رفض تعيينهم.

إحدى كادر المدرسة مُعلّمة تبلغ من العمر 18 عاماً تحمل شهادة الثالث الإعدادي فقط، تقوم بتدريس مادة التربية الإسلامية للصف الثالث الابتدائي "تطوّعاً"، وسُجلّت بحقّها حادثة ضرب طالب صف أول ابتدائي أثارت جدلا بين قاطني المخيم، كما يتساءل الأهالي حول كيفية حصول مُعلّمة أخرى لشهادة "معلم صف" كونها لم تبلغ من عمرها 24 عاماً، وحين اندلعت شرارة الثورة السورية كانت 18 سنة فقط، وهي حالياً تُدرّس طلاب المرحلة الابتدائية.

ويندّد الأهالي بالمستوى التعليمي المُتدنّي جدّاً ويستغربون تقديم معلومات لا تتناسب مع أعمار وصفوف الأطفال، حيث يتم "على سبيل المثال لا الحصر" الفرض على طلاب الصف التحضيري "روضة" والأول الابتدائي كتابة آية الكرسي، كما يتم تدريسهم الضمائر قبل الانتهاء من الحروف، ومن المُثير للدهشة أنّ أحد مُدرّسي اللغة الانكليزية يُصحّح دفاتر الطلّاب بكلمات إنكليزية ناقصة الحروف، مثلاً "god" عوضاً عن good"!.

ولا يرغب الأهالي بنقل أبنائهم لمدرسة مخيم "دير بلوط" المتاخم لمخيم "المحمدية" لأنّ الواقع التعليمي هناك مُشابه تماماً لواقع مدرستهم ولا يختلف أبداً مُتحفّظين على ذكر بعض الحوادث فيها لأنّها تمس الظروف المادية للكوادر، وأكّدوا أنّ مطلبهم تحسين التعليم عبر تعيين مُدرّسين مُختصين يمتلكون خبرة التدريس والتعامل مع الطلاب وفقاً لظروفهم المحيطة.

"محمود الدمشقي" أحد أبرز النشطاء الذين بادروا بافتتاح مدرستي مخيمي "دير بلوط" و"المحمدية" تأسّف عبر "زمان الوصل" للواقع المُزري الذي بلغته المدرستان خصوصاً بعد حوادث الضرب ومنها ما علمت به الشرطة الحرّة.

وأضاف، بعد تهجيرهم في الشهر الخامس من العام الماضي ووصولهم للمخيمات كان لا بدّ من مبادرات اسعافية تُنقذ الأطفال وتنقلهم من اللعب للتعلم، وبدأت بخيمة تعليمية متواضعة ذات طابع تطوعي بامتياز، لكن بعد احتواء المدرستين وإدراجهم في مؤسسة رسمية بمدينة "جنديرس" يجب أن يتحسّن التعليم لا أن يتدنّى.

ونّوه الدمشقي أنّه يتوجّب على إدارة المخيم الجديدة أن تُبادر بالدفع لتحسين التعليم والحد من التجاوزات والسماح للإعلام بمراقبة المدرسة بشكل مباشر، كما يجب على المكتب التعليمي في مدينة "جنديرس" بإجراء اختبارات للمدرّسين حول طرق وأساليب التعليم التي يتّبعونها ومُقارنة نتائج الاختبارات بالأداء على أرض الواقع وهذا من البديهيات.

كما يُحمّل "الدمشقي" أهالي الطلاب جزء كبير من المسؤولية بسبب صمتهم المريب أمام استخدام الضرب والعصا كوسيلة لتعليم أطفالهم في وقتٍ لا يحتاج فيه الطفل إلّا للعطف والحنان والتعليم.

لا يُعبّر الأهالي القاطنون في مخيم "المحمدية" عن سخطهم للواقع التعليمي جهراً تخوّفاً من حملات أمنيّة قد تطالهم على غرار حملات جرت في الفترات السابقة اُعتقل على أثرها أشخاص أبرياء خرجوا من السجن بعد تدخّلٍ كثيف لناشطي المخيم وأفرادٍ من فصيلٍ في "الجيش الوطني".

فادي شباط -زمان الوصل
(172)    هل أعجبتك المقالة (177)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي