بعد إطلاق أكذوبة (سماؤنا لنا حرام على غيرنا)، كثفت "إسرائيل" من قصفها على مواقع نظام الأسد المتواجد داخلها ميليشيات إيرانية طائفية، في عام 2018، مستخدمة خلالها سلاح الجو والصواريخ.
ولأول مرة أعلن بعض القادة العسكريين والسياسيين "الإسرائيليين"، صيف العام الماضي 2018، أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ أكثر من 200 ضربة جوية على أهداف متعددة داخل سوريا منذ عام 2011 وحتى تاريخ إطلاق التصريح.
وشددوا على أن الضربات الجوية "الإسرائيلية" ستتواصل على أي مكان داخل سوريا تراه يهدد أمن "إسرائيل" سواء كانت تابعة للنظام أو الميليشيات الإيرانية.
وكان نصيب عام 2018 الأكثر بين الأعوام السابقة بعدد 50 غارة جوية وصاروخية إسرائيلية على أهداف داخل سوريا استهدفت في معظمها منشآت عسكرية كالبحوث والمختبرات العلمية ومراكزها وفروعها بكل المحافظات، ووسائط الدفاع الجوي، وشحنات الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية القادمة من إيران لحزب الله اللبناني، محملة بذخائر جو/أرض.
حلف نظام الأسد اكتفى بالقول إنه سيرد "في المكان والزمان المناسبين، حتى وصل إلى الصمت الكلي، عدا مرة واحدة (ربما ندم عليها كثيرا) عندما قصفت "إسرائيل" مطار "تيفور" بتاريخ 10/2/2018، استهداف نظام الأسد بعد هذا القصف الطائرات "الإسرائيلية" المغيرة، وتم إسقاط طائرة f-16 في منطقة "الجليل" شمال فلسطين المحتلة، قبل هبوطها في قاعدتها بوقت قصير.

الرد "الإسرائيلي" كان قاسيا وموجعا، حيث شنت هجوما جويا واسعا على وسائط الدفاع الجوي للنظام، وخاصة في المنطقة الجنوبية، ثم توالت بعدها الضربات الجوية "الإسرائيلية" على مواقع النظام، بذريعة استهداف الوجود الإيراني فيها، دون أي رد فعلي من قبل قوات النظام أو حلفائه.
بعد هذا القصف ذهب نظام الأسد باتجاه نهج جديد وهو الإعلان عن إسقاط معظم صواريخ وقذائف الطائرات الإسرائيلية المغيرة، من أجل رفع معنويات الموالاة والكذب عليهم.
عقب الغارات الجوية "الإسرائيلية" على مواقع النظام في اللاذقية بتاريخ 17/9/2018، فقدت روسيا طائرة (اليوشن 20) وقتل جميع من كانوا على متنها (15 ضابط) وهم طاقم طائرة حرب إلكترونية روسية، وبعد الاتهام الروسي لإسرائيل أوقفت الأخيرة الغارات الجوية بشكل شبه نهائي لمدة شهرين بسبب التوتر السياسي.
روسيا بدورها زودت النظام بمنظومة صواريخ (م/ط من طرازs-300) كرد فعل روسي أدى إلى استهجان أمريكي وإسرائيلي على هذه الخطوة، ولكن سرعان ما أعادت روسيا وإسرائيل العمل بوثيقة التفاهم حول العمل العسكري في سوريا وأعادت فتح الخط الساخن بين "حميميم وتل ابيب".

تلا ذلك غارات "إسرائيلية" على أهداف متعددة في محيط دمشق اقتصر رد النظام عليها بالإعلان الكاذب بإسقط معظم الصواريخ "الإسرائيلية" التي أطلقتها الطائرات المغيرة وهي سابقة في الدفاع الجوي العسكري أن تستطيع هذه الدفاعات إسقاط صواريخ الطائرات وتعجز عن إسقاط الطائرات التي تطلقها.
وفيما يلي أبرز الضربات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية خلال عام 2018:
-بتاريخ 9/2/2018 استهدف الطيران "الإسرائيلي" ليلا مركز البحوث العلمية في جمرايا وأحدث دمارا كبيرا فيه.
-بتاريخ 10/2/2018 استهدف الطيران "الإسرائيلي" مطار T-4 وسط سوريا، ودمر أهدافا إيرانية ضمن المطار منها سرب طائرات مسيرة وبعض وسائط الدفاع الجوي، وقتل جرح في الغارة عددا كبيرا من ضباط وعناصر الحرس الثوري الإيراني، وأثناء مغادرة الطائرات الإسرائيلية الأراضي السورية وبضغط من إيران أطلقت وسائط الدفاع الجوي التابعة للنظام وابلا من الصواريخ المضادة للطائرات، سقط واحد منها في منطقة "سحم الكفارات" في شمال الأردن، وواحد في الجنوب اللبناني، وأسقط أحد الصواريخ طائرة (f-16 إسرائيلية) في "الجليل" في منطقة "متسابية هاردوف".
وعلى إثر ذلك شن الطيران "الإسرائيلي" غارات قاسية وعنيفة وصلت الى حلب على وسائط الدفاع الجوي التابعة للنظام، وخاصة في المنطقة الجنوبية، أدت إلى تدمير قسم كبير منها، استمرت الغارات حتى ساعات الصباح، دون أن يتصدى طيران النظام لأي من الغارات الجوية "الإسرائيلية" ولم تستطع أي واسطة دفاع جوي اعتراض أي طائرة إسرائيلية.
-في 8/3/2018 قصفت طائرات "إسرائيلية" ليلاً فوج صواريخ التوشكا في جبل المانع جنوب دمشق.
-بتاريخ 9/4/2018، أعادت الطائرات "الإسرائيلية" غاراتها ليلا على مطار (T-4)، ودمرت وسائط دفاع جوي استقدمتها إيران من طراز (tor-1m) لحماية قاعدتها في المطار كما أعادت استهداف الطائرات المسيرة الإيرانية في المطار.
-بتاريخ 30/4/2018، قصفت الطائرات الإسرائيلية اللواء 47، وأهداف عسكرية قرب جبل زين العابدين قرب حماة، وصفت بأنها مستودعات ذخيرة، أدت إلى حدوث انفجارات هائلة، بالإضافة إلى استهداف الطائرات الإسرائيلية الميليشيات الإيرانية في مطار النيرب وما حوله.
-بتاريخ 8/5/2018، قصف الطيران "الإسرائيلي" ليلا أهداف عسكرية حول مدينة "الكسوة - منطقة تشكيلات انتشار الفرقتين الأولى والسابعة"، أدى إلى مقتل 9 عناصر للنظام، بالإضافة إلى استهداف رتل إيراني في منطقة "الكسوة"، وتم التكتم عن عدد القتلى والمصابين من الجانب الإيراني.
-بتاريخ 10/5/2018، ورداً على إطلاق 20 صاروخ "غراد" ليلاً على الجولان المحتل سقط 16 منها في أراضي النظام، وأسقطت القبة الحديدية "الإسرائيلية" الأربعة الباقية، قام بعدها الطيران "الإسرائيلي" بشن 60 غارة، استمرت من الساعة (12:10) بعد منتصف الليل، وحتى الصباح، طالت أهدافا عسكرية للنظام في درعا والسويداء والقنيطرة وحمص، كما طالت مطارات "خلخلة وبلي والمزة" ومحطات الرادار في عموم المنطقة الجنوبية وبرج "الزبلطاني" في دمشق، وشاركت في الضربة القوات الصاروخية والمدفعية الإسرائيلية، كما نفذت الموجة الأولى من الغارات "الإسرائيلية" 28 طائرة حربية "إسرائيلية".
-في يوم 14/5/2018، قصفت طائرات "إسرائيلية" مواقع لميليشيا حزب الله في منطقة عسال الورد في القلمون الغربي.
-بتاريخ 18/5/2018، نفذت الطائرات "الإسرائيلية" غارات في الساعة (14:30) بصواريخ جو/أرض بعيدة المدى يعتقد أنها من طراز "دليلة" ذات المدى 250 كم على مطار حماة، وأدت إلى تدمير ذخائر إيرانية ضمن "هنكارين" للطائرات في الجزء الغربي من المطار، وأحدثت دمارا كبيرا، ومقتل 19 عنصرا إيرانيا.
-في نفس الوقت فتحت المدفعية "الإسرائيلية" نيرانها على مواقع اللواء 90 في القنيطرة، رداً على قذيفة مدفعية سقطت على حدود الجولان المحتل قرب "جباتا"، وفي نفس اليوم أغار الطيران "الإسرائيلي" على أهداف تابعة للحرس الثوري الإيراني في مطار دير الزور والميادين والبوكمال.
-في يوم 23/5/2018، قصفت طائرات "إسرائيلية" ليلا، أهدافا تابعة للميليشيات الإيرانية في منطقة (t-2) شرقي تدمر.
-بتاريخ 24/5/2018، قصفت طائرات "إسرائيلية" مطار "الضبعة" قرب "القصير" بحمص والذي تسيطر عليه ميليشيات إيران وحزب الله.
-بتاريخ 28/5/2018، قصفت طائرات "إسرائيلية" ليلا أهدافا في منطقة "الغسانية" قرب "القصير" تابعة لحزب الله، يعتقد أنها مستودعات للصواريخ، بالإضافة إلى قصف موقع جنوب شرقي دمشق تسيطر عليه الميليشيات الإيرانية بنفس التوقيت.
-في ليل 30/5/2018، قصفت طائرات "إسرائيلية" مطار "الضبعة" الذي تسيطر عليه ميليشيات إيران وحزب الله، بالإضافة إلى هدف في منطقة "الباردة" جنوبي دمشق.
-بتاريخ 15/6/2018، قصفت طائرات "إسرائيلية" أهداف للنظام والميليشيات منطقة "تلول فاطمة" جنوب غرب دمشق.
-في يوم 17/6/2018، قصفت طائرات "إسرائيلية" ليلا، أهدافا للميليشيات في البوكمال وقتل خلالها أكثر من 70 عنصرا..
-بتاريخ 26/6/2018، استهدفت طائرات "إسرائيلية" هدفين قرب مطار دمشق الدولي.
-بتاريخ 8/7/2018، قصفت الطائرات الإسرائيلية مجدداً مطار (T-4)، قتل حلالها عدد من عناصر الحرس الثوري الإيراني.
-في يوم 12/7/2018، قصفت الطائرات والمروحيات "الإسرائيلية" أهدافا تابعة للنظام، وامتدت من "جبل الشيخ" إلى "جبا" إلى مدينة "البعث" إلى "الصمدانية"، وأسقطت طائرة مسيرة للنظام، واستمر القصف لعدة ساعات.
-بتاريخ 13/7/2018، إسقاط طائرة مسيرة للنظام في منطقة "كودنة" في القنيطرة.
-بتاريخ 16/7/2018، فجرا قصفت الطائرات "الإسرائيلية" مطار حلب الدولي، و"النيرب"، ودمرت عدة أهداف تابعة للنظام والميليشيات الإيرانية فيه.
-في ليل 22/7/2018، قصفت طائرات "إسرائيلية" مركز البحوث العلمية في منطقة "مصياف" وأحدثت دمارا كبيرا فيه.
-بتاريخ 24/7/2018، أسقطت "إسرائيل" الساعة (14:20) بصاروخ "باتريوت" طائرة حربية للنظام (طراز sy-22m4 سوخوي 22م4) قتل قائدها العقيد الطيار "عمران مرعي" نتيجة تجاوزها للحدود بمسافة اقل من 2 كم.
-بتاريخ 26/7/2018، ضربات جوية ومدفعية على اللواء 90 في القطاع الشمالي من القنيطرة رداً على قذيفة هاون سقطت داخل حدود الجولان المحتل.
-بتاريخ 2/9/2018، الساعة (12:45) بعد منتصف الليل، قصفت الطائرات "الإسرائيلية" مطار "المزة" ومركز البحوث في "جمرايا"، وأحدثت دمارا كبيرا، وادعى نظام الأسد أنها ناتجة عن "ماس كهربائي".
-بتاريخ 4/9/2018، الساعة (18:30) قصفت الطائرات "الإسرائيلية" منطقة البحوث العلمية في منطقة "مصياف" بالتوازي مع قصف موقع تابع للنظام في قرية "حرف بنمرة" في منطقة "دير البشل" التي يتمركز فيها الفوج 46 قوات خاصة، بالإضافة إلى معلومات تفيد بأن الطائرات "الإسرائيلية" استهدفت الفوج 200 صواريخ بحرية في منطقة "بانياس"، وتأتي أهمية وخطورة هذه الضربات أن جميع الاهداف تقع ضمن المنطقة التي تنتشر فيها وتغطيها قطعات الدفاع الجوي الروسي خصوصا (s-400 وs-300) فضلا عن وسائط الدفاع الجوي التابعة للنظام هناك من طراز (s-200، وبوك، وبانتسير).
-بتاريخ 15/9/2018، قصفت الطائرات "الإسرائيلية" الساعة (22:00 ليلا)، أهدافا حول مطار دمشق الدولي وصفت بأنها أسلحة حديثة قادمة من إيران.
-بتاريخ 17/9/2018، الساعة (20:00) قصفت الطائرات "الإسرائيلية" ليلا أهدافا عسكرية تابعة للنظام من بينها معهد الصناعات التطبيقية في اللاذقية، وخلالها أسقطت الطائرة الروسية (il-20 اليوشن 20) وهي طائرة حرب إلكترونية روسية نتيجة دخولها منطقة الأعمال القتالية للطيران "الإسرئيلي".
وحملت روسيا حينها إسرائيل مسؤولية إسقاط الطائرة، بعد تخفي أربع طائرات f-16 "إسرائيلية" خلفها، ما أدى إلى إصابتها بصاروخ أطلقه النظام من طراز (s-200) كان هدفه الطائرات الإسرائيلية، بحسب الرواية الأمريكية والإسرائيلية التي وتبنتها لاحقا روسيا، في إشارة إلى أن روسيا لا تملك أي دليل مادي أو حسي على كيفية سقوط طائرتها بسبب الإعماء الإلكتروني الذي نفذته طائرات الحرب الإلكترونية الإسرائيلية أثناء الضربات الجوية.
ويعتقد أن طائرة f-15 قامت بإسقاط الطائرة الروسية لأنها دخلت منطقة الأعمال القتالية للطيران "الإسرائيلي" وشكلت خطراً على الطائرات "الإسرائيلي"، ما أدى إلى إسقاطها، وهذا يسمى في عرف طرق الأعمال القتالية لسلاح الجو بعزل منطقة العمال القتالية، أضف إلى أن الطائرة الروسية خالفت الاتفاق الروسي "الإسرائيلي" القاضي بأن تكون جميع الطائرات الروسية على الأرض أثناء غارات الطائرات "الإسرائيلية" على أهداف داخل سوريا والعكس.
-بتاريخ 29/11/2018، نفذت "إسرائيل" ضربة صاروخية بصواريخ من طراز "لورا lora" المتطورة ذات المدى 450كم شاركت فيها الطائرات "الاسرائيلية" على أهداف متعددة في "الكسوة وجبل المانع والزبداني وقطعات اللواء 90"، ادعى النظام حينها أنه أسقط معظم الصواريخ الاسرائيلية، وهي أول ضربة "إسرائيلية" علنية بعد التوتر الذي حصل بعد حادثة إسقاط الطائرة il-20 الروسية.
-بتاريخ 9/12/2018، قصفت الطائرات "الاسرائيلية" ليلا، مطار دمشق الدولي، أطلقت المضادات الجوية التابعة للنظام وابلا من صواريخها في السماء وبعد رحيل الطائرات المغيرة.
-بتاريخ 25/12/2018، قصفت الطائرات "الإسرائيلية" ليلا أهدافا عسكرية في محيط دمشق في (اللواء 138) وفي مطار المزة و"الصبورة وجمرايا"، وذكر أن الطائرات "الإسرائيلية" استهدفت أيضاً شخصيات من حزب الله كانت مغادرة إلى إيران.
بقي أن نشير إلى أن كثافة الضربات الجوية "الإسرائيلية" على أهداف في العمق السوري، لم ينتج عنها أي اشتباك جوي بين مقاتلات النظام والمقاتلات الإسرائيلية المغيرة على مدى السنوات العشرين الأخيرة، وبالأخص على مدى سنوات الثورة السورية التي استخدم فيها النظام الطيران الحربي بشقية النفاث والمروحي بشكل كثيف وغير مسبوق لضرب المدن والقرى السورية.
مع العلم أن من أهم مهام الطيران المقاتل في كل دول العالم التصدي للعدو الجوي والاشتباك مع ومنعه من تحقيق أهدافه وإسقاطه، وكسب السيطرة الجوية والمحافظة عليها.
وما زال هذا النظام يتغني في مناسباته الوطنية الكثيرة بمآثر سلاحه الجوي، والتغني بكل صفاقة بعبارتهم المشهورة (سماؤنا لنا حرام على غيرنا)، مع العلم أن القاصي والداني بات يعرف أن سماء سوريا الأسد، يسبح فيها طيران أكثر من 65 دولة.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية