أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحسكة تدخل 2019 على وقع ارتدادات الانسحاب الأمريكي وإنهاء التنظيم والفيضانات

مقاتل من "سوريا الديمقراطية" - أرشيف

كان إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل أسبوعين من نهاية عام 2018، عزم بلاده على سحب قواتها من سوريا ضربة قاسية لحليفهم حزب "الاتحاد الديمقراطي"، خاصة بعد تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بطرد مسلحي الحزب الكردي من الحدود عبر عملية عسكرية مشتركة مع كتائب الجيش السوري الحر، الأمر الذي دفعه إلى استنفار أنصاره ومسلحيه لتحصين مواقعهم عسكريا وسياسيا.

فاستمرت عناصر الأفواج العسكرية وميليشيا "آساييش" وحتى بعض العمال المدنيين بحفر الأنفاق والدشم والخنادق على الحدود ما بين مدينتي "تل أبيض" شمال الرقة إلى "الدرباسية" شمال الحسكة مرورا بـ"رأس العين"، وسط تنظيم عشرات المسيرات والاعتصامات ضد أي تدخل عسكري تركي محتمل شمال سوريا.

وفتح حزب "الاتحاد الديمقراطي" وإدارته الذاتية خلال الأسابيع الأخيرة من العام المنصرم قنوات اتصال مع النظام والروس إلى جانب محاولة تهديد دول التحالف بالانسحاب من جبهات دير الزور إلى الحسكة والرقة و"عين العرب" لمواجهة الجيش التركي وكتائب الجيش الحر، ما جعل السكان في المناطق الحدودية يحبسون أنفاسهم وهم يترقبون اندلاع معركة محتملة على أرضهم بين الأتراك والأكراد.

وبسبب التوتر بين الجيش التركي والوحدات الكردية، نشرت قوات التحالف منذ مطلع كانون أول/ديسمبر دوريات مراقبة مشتركة مع ميليشيات "قسد" الأولى بين "مدينتي "رأس العين" و"الدرباسية"، أما الثانية سارت بين مدينتي "القامشلي" و"المالكية" والثالثة بين مدينتي "عين العرب" و"تل أبيض".

وجاء قرار انسحاب القوات الأمريكية بع بناء قوات التحالف الدولي قواعد عسكرية جديدة في بلدة "هيمو" قرب مدينة "القامشلي" وبلدة "مركدة" جنوب الحسكة، مع استمرار وصول قوافل مساعدات عسكرية إضافية من شمال العراق إلى المحافظة.

ولدى التحالف 3 قواعد عسكرية مهمة بالحسكة أولها مطار "أبو حجر" قرب بلدة "رميلان" ومطار وقاعدة جبل "الحمة" قرب بلدة "تل تمر و"قاعدة "الشدادي" بالريف الجنوبي إلى جانب تحويل سجل "غويران" بمركز المحافظة بعد الشروع بترميمه إلى معتقل لعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية".

*معركة "الدشيشة"
في بداية شهر آب/أغسطس، أنهى مسلحو "قوات سوريا الديمقراطية" وجود تنظيم "الدولة الإسلامية" تماما من محافظة الحسكة بعد سيطرتهم على المناطق الصحراوية المحاذية للحدود العراقية بشكل كامل وإخراج عناصره من البادية الواقعة بين محافظتي دير الزور والحسكة، ضمن عمليات عسكرية بالتنسيق مع القوات العراقية (ميليشيات الحشد الشعبي) المتواجدة على الحدود.

وقبلها، سيطرت ميليشيات "سوريا الديمقراطية" سيطرت على مناطق "الدشيشة" و"تل الجاير" و"التويمين" ضمن حملة عسكرية أطلقتها مطلع شهر حزيران يونيو، حصت خلالها غارات التحالف الدولي أرواح قرابة 20 شخصا بينهم أطفال ونساء خلال النصف الأول من حزيران يونيو حين استهدفت قرى "حسون الباشا" و"المتعافين" و"هداج" ومناطق أخرى بمحيط بلدة "تل الشاير".

كما قتلت طائرات التحالف أحد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" مع أطفاله وزوجته نتيجة قصف منزل في قرية "مطوي جنوبي" بريف الحسكة.
وكانت طائرات التحالف قتلت 8 مدنيين خلال شهر أيار مايو نتيجة استهداف منزل في قرية "الحمادي" في منطقة "تل الجاير" بريف الحسكة الجنوبي.

*مداهمات أمريكية
اعتقلت قوات أمريكية- كردية يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر رجلا يدعى "عماد الجرو" بحارة "الكويك" خلال مداهمتها منازل في مدينة "الشدادي"، كما داهم المقنعون منزل "محمود السلطان" المعروف بـ"ريغن" أحد أسرى حرب 67 المحررين.

وقتلت قوة أمريكية -كردية الشاب "محمد السعدو" نهاية أيلول/سبتمبر خلال مداهمتها لمنزله بقرية "التويمين" (صلهام) جنوب شرق مدينة "الشدادي"، واحتفظت بالجثة 10 أيام حتى دفنت في قرية "الطائف" جنوب مدينة "القامشلي.

وتزامنت مداهمة "االتويمين" مع مداهمة نفذتها قوات أمريكية في قرية "قريش شرقي" بمنطقة جنوب "الرد" بناحية "اليعربية"، حيث اعتقلت مقاتلا سابقا في "لواء أحرار الجزيرة" التابع للجيش الحر يدعى "صالح السمر" وشقيقه.

وكانت ميليشيات "هات" (المقنعين) و"الصناديد" التابعتين لحزب "الاتحاد الديمقراطي" بدعم من مروحيات أمريكية اعتقلوا خلال شهر أيلول/سبتمبر 4 أشخاص بينهم امرأة في قريتي "خويتلة" و"الدويم" التابعتين لناحية "اليعربية".

في شهر أيار/مايو، سلم مسلحو "الاتحاد الديمقراطي" عائلة "المضحي" في قرية "الدويم" جثة ابنهم "مهند الخلوف" الذي قضى تحت التعذيب بسجن "هيمو" قرب القامشلي خلال محاولتهم انتزاع اعترافات تخص أقرباءه المنتمين لتنظيم "الدولة".

كما القوات الأمريكية اعتقلت اثنين من عائلة المضحي وهما حمود الخلوف "أبو رعد" الملقب بـ"النمر الأسود"، وقريبه "مطشر الخلوف"، إثر مداهمة منزل عمهم سلمان الحسن البيروتي "أبو رائد" في قرية "أم زر" قرب مدينة "الشدادي" فجر يوم 29 تموز/يوليو.

وكانت قوات التحالف بقيادة واشنطن نفذت سلسلة عمليات إنزال منذ آذار مارس، واستهدفت منازل في قرى "الجيسي" و"الطائف" و"الحارسة" و"الاسكندرون" و"القيروان" و"الخاتونية" الخاضعة لسيطرة ميليشيات تابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" في ناحيتي "تل حميس" و"الهول"، وانتهت باعتقال أشخاص مرتبطين بالتنظيم إلى جانب بعض المهربين عبر الحدود.

*لاجئون عراقيون يعودون
عاد آلاف العراقيين اللاجئين في مخيم "الهول" شرق الحسكة ضمن 7 دفعات إلى مخيمات جنوب مدينة "الموصل" بمحافظة نينوى العراقية.

ففي نهاية أيلول /سبتمبر عادت 89 عائلة (344 شخصا) ضمن القافلة االسابعة من قوافل اللاجئين العراقيين المغادرين إلى العراق من مخيم "الهول" عبر معبر "الفاو" غير الرسمي والمقابل لبلدة "الخاتونية" السورية"، سبقتها القافلة السادسة ضمت 91عائلة و355 شخصاً.
وكانت 93 عائلة (366 شخصا) خرجت ضمن القافلة الخامسة منتصف أيلول سبتمبر و151 عائلة (595 شخصا) ضمن الدفعة الرابعة، نقلوا عبر شاحنات وسيارتهم الخاصة وحافلات إلى الحدود مع العراق.

وفي شهر آب/أغسطس عادت دفعات عدة أولها يوم الـ16 ضمت 82 عائلة (413 شخصاً) والثانية ضمت 332 عائلة (١٣٢٢شخصاً يوم الـ28، فيما ضمت القافلة الثالثة 110 عائلات (436) شخصاً يوم 30 الشهر ذاته.

*العلاقة بين النظام والأكراد
برزت خلافات حزب "الاتحاد الديمقراطي" خلال عام 2018 على مسرح الأحداث بشكل دام حين قتلت ميليشيا "آساييش" الذراع الأمنية لحزب "الاتحاد الديمقراطي" 14 عنصرا لقوات النظام وجرحت 2 بعد إطلاق عناصر النظام النار في كمين داخل مدينة القامشلي مطلع أيلول/سبتمبر.

سبق ذلك خلاف سياسي حاد ظهر على شكل حملة اعتقالات شنتها ميليشيا "آساييش" شملت مئات المرشحين لانتخابات الإدارة المحلية التابعة لحكومة النظام في الحسكة خلال شهر آب/اغسطس والنصف الأول من أيلول/سبتمبر، بعد فشل جولتين من المفاوضات بين الجانبين خلال تموز /يوليو ومحاولة النظام لاحتواء الإدارة الذاتية الكردية عبر توسيع الإدارة المحلية من خلال مشاركة الأكراد بمناطق سيطرة "الاتحاد الديمقراطي" في انتخابات يوم 16 أيلول سبتمبر.

كما استولى مسلحو حزب "الاتحاد الديمقراطي خلال تشرين الأول/اكتوبر على جميع المستوصفات والمراكز الصحية بمدينة الحسكة وريفها وطرد موظفي النظام منها.

وفي الأثناء، حاول النظام إعادة بناء قواته عبر تخريج دورات عسكرية لقوات الشرطة في كتيبة حفظ النظام ضمن المربع الأمني، وضغط على المعلمين عبر مديرية التربية، التي أوقفت رواتب المئات من المعلمين وموظفي وزارة التربية بحكومة النظام لعدم التحاقهم بالقطع العسكرية ضمن الخدمة الاحتياطية.

ومنذ بداية شهر تموز يوليو، أرسل النظام قوائم تضم أسماء مئات المعتقلين الذين توفوا تحت التعذيب إلى دائرة السجل المدني (النفوس) في مدينة الحسكة، بعد اعتقالهم لسنوات على خلفية مشاركته بالاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد مع اندلاع الثورة عام 2011.

*تكرار فيضانات الخابور
منذ بداية فصل الخريف غمرت مياه "الخابور" مرات عدة أحياء "المريديان" و"النشوة" و"غويران الغربي" في مدينة الحسكة، ما أدى إلى نزوح مئات العائلات عن منازلهم، بعد ارتفاع منسوب مياه نهر "الخابور" بعد فيضان روافده "الجرجب" و"زركان" بمنطقة "رأس العين" نتيجة الأمطار الغزيرة شمال المحافظة وغربها.

آخرها وأغزرها جاءت خلال النصف الأول من شهر كانون الأول ديسمبر، حين وصل تدفق نهر الخابور 130م 3/ثا وروافده "الجرجب" 45 م3/ثا و"زركان" 50 م3/ثا و"الجغجغ" 4 م3/ثا، فيما بلغت نسب سدود المحافظة 255 مليون م3، ما تسبب بنقل مخيم "العريشة" بعد دخول مياه بحيرة السد الجنوبي إلى خيام النازحين، هذا عدا عن إغلاق بعض القرى وقطع الطرق نحو دير الزور والرقة.

وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر دفعت السيول والفيضانات عشرات العائلات إلى الفرار من المنازل القريبة من سرير نهر "الخابور" بسبب دخول المياه إليها بعد فيضان النهر بفعل السيول المتشكلة في مناطق "جبل عبد العزيز" و"رأس العين" و"تل تمر"، كما عمقت الأمطار والسيول المتشكلة معاناة النازحين في المخيمات في ريفي الرقة والحسكة.

وأغرقت السيول المتشكلة من الأمطار الغزيرة معظم بلدة "مركدة" في الأسبوع الاول من تشرين الثاني/نوفمبر، ما أدى إلى انهيار بعض المنازل الطينية.

زمان الوصل
(95)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي