تسببت السيول التي شكلتها الأمطار الغزيرة في الشمال السوري مساء الأربعاء بجرف عشرات الخيام المنتشرة في أرياف إدلب واللاذقية وحلب وتشريد معظم ساكنيها من أطفال ونساء وشيوخ في العراء وسط مناشدات إلى جميع المنظمات الإنسانية والخدمية لإنقاذ حياة المدنيين المتضررين جراء هذه العاصفة.
"أحمد العبد الله" النازح من ريف حماة إلى مخيمات "أطمة" قال لمراسل "زمان الوصل" إن كثافة الأمطار تسبب بتشكيل سيول ضخمة، ما أدى إلى جرف العديد من خيام النازحين وتشريد معظم ساكني المخيمات في العراء، مشيراً إلى أن الأمطار تتساقط منذ فجر اليوم وحتى الآن ولم تتوقف ما تسبب بقطع أوصال المخيمات عن بعضها البعض.
وأضاف "العبدالله": "معظم العائلات الآن مشردة في العراء وتوجه نداء استغاثة إلى جميع المنظمات الإنسانية والخدمية وفرق الدفاع المدني للنظر في أوضاعهم وفتح مجاري الصرف الصحي ومياه الأمطار التي أغرقت خيامهم وفتح ممرات وطرق بين المخيمات التي انقطعت عن العالم الخارجي تماماً".
وأشار إلى أن الوحل في بعض المناطق وصل إلى ارتفاع فاق النصف متر بسبب طبيعة الأرض الترابية الموحلة وعدم تقديم الخدمات اللازمة من قبل منظمات المجتمع المدني من فرش أراضي المخيمات وحفر خنادق أو مجاري مياه تحسباً لمثل هذه العواصف المطرية.
ولفت إلى أن عشرات المخيمات في منطقة "أطمة" و"سرمدا" و"الدانا" وأوتوستراد "باب الهوى" وجهت مناشدات إخلاء وإنقاذ لساكنيها جراء الأوضاع الإنسانية المزرية منها "الجويدة والغرباء وأخوة سعدة والجنينة الغربية ومخيم سرح ومخيم الديرة ومخيم الهدى ومخيم العمر ومخيم المودة ومخيم الوضيحي ومخيم الصابرين"، إضافة إلى مخيمي "خربة الجوز" و"عين الييضا" في ريف اللاذقية.
ونوه "العبد الله" إلى أنهم وجهوا نداءات استغاثة للجانب التركي من أجل فتح ثغرة بالجدار الاسمنتي المجاور للمخيمات من أجل تدفق المياه المتجمعة هناك والتي تسببت بغرق عشرات الخيام.
في سياق متصل أعلن الدفاع المدني السوري أمس الأربعاء عن رفع حالة التأهب والجاهزية التامة في الشمال المحرر لمواجهة السيول والأمطار في مخيمات النازحين.
وذكر الدفاع المدني في بيان نشره على صفحته الرسمية أنه استنفر كافة عناصره في الشمال السوري لتلبية النداءات الإنسانية الموجهة من سكان المخيمات لتدارك الأوضاع المأساوية الناتجة عن الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي أدت لغرق عدد من الخيام.
وطالب البيان الأهالي في المخيمات اتخاذ تدابير الحيطة والحذر واللجوء إلى مناطق مرتفعة إلى حين انتهاء العاصفة المطرية، كما نطلب منهم التعاون الكامل مع فرقنا وعدم التردد في طلب المساعدة منهم.
يذكر أن فريق "منسقي استجابة سوريا" طالب كافة المنظمات والهيئات الإنسانية المنتشرة في الشمال السوري العمل على استنفار كافة الفرق التطوعية والإغاثية للتحرك باتجاه المخيمات الممتدة من أوتوستراد "باب الهوى" وحتى "معرة النعمان" بسبب حدوث فيضانات وغرق العديد من الخيام ضمن المخيمات وصعوبة التواصل مع المناطق المحيطة بالمخيمات.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية