أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"حزام النار" يستهدف كبار السن شمال الحسكة واللاشمانيا تفتك بأطفال الجنوب

طفل مصاب باللاشمانيا في بلدة مركدة - زمان الوصل

كان الحاج "أحمد أبو خليل" يحاول النوم في منزله بمدينة الحسكة عندما شعر بألم شديد في المفاصل وحرارة حارقة تحت الإبط والكتف، وبعد استعانته بأولاده عرف أن بُثُوراً وردية اللون ظهرت في مناطق الألم.

بعد أيام من اكتشاف الإصابة زاد الألم، فسارع الحاج أحمد (71 عاما) لزيارة لطبيب، لأنه كان يخشي أن تكون هذه البثور بداية الإصابة باللاشمانيا أو "حبة حلب" المنتشرة بين الأهالي على ضفاف نهر "الخابور" جنوب الحسكة، لكن الطبيب أخبره بعد فحص بسيط بأنه مصاب بما يسمى "داء المنطقة".

يقول الرجل إن الألم الشديد حرمني من النوم لأيام، حتى عدت لزيارة الطبيب للمرة الثانية، وعدا عن الشعور بالألم الحارق بمحيط البثور المجتمعة في منطقتي الإبط وأسفل لوحي الكتف، كانت هناك آلام شديدة سبقت ظهور الإصابة على سطح الجلد في المفاصل.

"حزام النار" أو "داء المنطقة"، وهو مرض جلدى يظهر على شكل طفح جلدي مؤلم حارق ومجموعة حبوب صغيرة متجاورة في منطقة محددة من الجسم يصيب الإنسان بسبب انخفاض مستوى المناعة ولا ينتقل من المنطقة المصابة إلى غيرها، معظم مصابيه من كبار السن الذين دخلوا العقد السادس من العمر، ويسببه فيروس "جدري الماء" الكامن في جذور أعصاب المريض، الذي قد يكون أصيب به خلال فترة الطفولة.

ورغم افتتاح مراكز صحية ومستوصفات بعد سيطرة "قسد" وقوات النظام العام الماضي على جنوب الحسكة وبريف دير الزور، ازداد الوضع الصحي سوءاً وانتشرت الأمراض.

وقال مصدر طبي إن عشرات حالات الإصابة باللاشمانيا تزور المركز الصحي في بلدة "مركدة"، لكن الدواء غير متوفر باستثناء بعض الصيدليات في مناطق معينة وبكميات محدودة جدا.

حاليا يشعر العاملون في المجال الطبي بالعجز نتيجة عدم توفر العلاج بالمراكز الصحية والصيدليات لمئات المصابين بـ"حبة حلب" من أهالي منطقة "مركدة" والقرى المحيطة، لذا حاولوا توجيه نداء استغاثة لجميع المنظمات الدولية والمحلية لتأمين علاج "غلوغانتيم".

وظهرت حالات الإصابة باللاشمانيا منذ أكثر من شهرين بين جميع الفئات العمرية وأكثرها عند الأطفال تحت سن 12 عاما، وفق المصدر.

وتابع المصدر قائلاً: "بعض العاملين بالمراكز الصحية يدونون الأعداد ويوثقون الحالات أسبوعيا ويرفعونها لمنظمة الصحة العالمية، لكن دون جدوى، فهم لا يحصلون على المساعدة.

وعزا المصدر انتشار هذه الإصابات إلى وجود المستنقعات في المنطقة وتوقف جريان نهر الخابور صيفا إلى جانب وجود مكب النفايات الذي يجذب الكثير من الحشرات.

أصبح الحاج "أحمد" على يقين بأن مرضه الذي سمع به لأول مرة في حياته، ليس "حبة حلب" أو "اللاشمانيا" التي تفتك بأطفال "مركدة" منذ أشهر، لأن البثور أو الحبوب ذات اللون الأحمر الوردي لم يتغير لونها.

ولا يخفي الرجل السبعيني، إنه ما زال يشعر بألم رغم بدء البثور في ظهره وإبطه بالجفاف، لكنه يتحمّد الله، أن إصابته لم تكن في الوجه، لأنها كانت ستشكل خطرا على البصر كون فيروس المرض يسكن الأعصاب قبل ظهوره على شكل بثور، حسب ما أخبره به طبيبه.

يسود أوساط العاملين في المجال الصحي، قلق من عدم استقرار عمل المنظمات الإنسانية في المنطقة الفقيرة في أعقاب القرار أمريكي بسحب قواتها من شرق سوريا (الجزيرة)، والذي رافقه إعلان مغادرة الكثير من المنظمات الأمريكية والغربية لهذه المنطقة.

زمان الوصل
(143)    هل أعجبتك المقالة (120)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي