أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السودان يدخل مرحلة الاضراب.. والمحتجون يستعدون للتوجه للقصر الجمهوري

تشهد احتجاجات منذ رفعت الحكومة أسعار الخبز - رويترز

نفذت قطاعات واسعة في السودان إضرابا في إطار موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ رفعت الحكومة أسعار الخبز ‏وأعقبها تحرّك احتجاجي تخلّلته صدامات دامية قد يكون الأضخم على الإطلاق خلال ثلاثة عقود من حكم الرئيس "عمر ‏البشير"‏‎.‎

ولبّت قطاعات مختلفة الدعوة إلى الإضراب التي أطلقها الأحد "تجمّع المهنيين السودانيين"، في حين كانت التظاهرات ‏لا تزال مستمرة حتى وقت متأخر من ليل الأحد في مدن عدّة، ولا سيّما "أم درمان"‏‎.‎

وفي بيان أصدره الإثنين قال "تجمّع المهنيين" إنّه قرّر تسيير تظاهرة الثلاثاء إلى القصر الجمهوري "لتسليم مذكرة ‏لرئاسة الجمهورية تطالب بتنحّي الرئيس فوراً عن السلطة استجابة لرغبة الشعب السوداني وحقناً للدماء‎".

وأضاف البيان أنّ "التجمّع" يقترح إذا ما وافق البشير على التنحّي أن "تتشكّل حكومة انتقالية ذات كفاءات وبمهام محدّدة ‏ذات صبغة توافقية بين أطياف المجتمع السوداني‎".

ورأى محلّلون بناء على هذه التطوّرات أنّ الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات، معتبرين أنّه إذا كان المحرّك ‏الأساسي للاحتجاجات هو الوضع الاقتصادي فإنّه في النهاية مرتبط بسياسات الحكومة‎.‎

وقال "عبد اللطيف البوني" عميد كليّة الاقتصاد في الجامعة الوطنية بحسب "فرانس برس" إنّ "السبب الأساسي ‏للاحتجاجات اقتصادي ومرتبط بغلاء الأسعار، إلاّ أنّ الأزمة الاقتصادية جذرها سياسي ومتمثّل في فشل السياسات ‏الحكومية وارتكابها أخطاء وسوء إدارة‎".

لكنّ المتحدّث باسم حزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) "ابراهيم الصديق" اعتبر أنّ اسباب الاحتجاجات اقتصادية ‏لكنّ "البعض" استخدمها خدمة "لأجندات سياسية‎".

وقال "هناك سببان للأحداث أحدهما الضائقة الاقتصادية وهذا مفهوم الاحتجاج ضدّه والحكومة معترفة به والناس خرجت ‏بسبب شحّ الخبز والوقود والسيولة النقدية وهذا من حقّها‎".

وأضاف "أمّا السبب الثاني فهو أجندات سياسية بعضها داخلي لأحزاب يسارية تريد خلخلة بنية الدولة وبعضها أجندة ‏خارجية مرتبطة بالمجموعة التي أُعلن أنّها ضبطت وتنتمي لحركة عبد الواحد نور المتمردة وجاءت من اسرائيل وهي ‏من تسببت في حرق المؤسسات‎".

لكنّ المحلّل السياسي "محمد لطيف" وهو كاتب زاوية يومية في صحيفة "اليوم التالي" رأى أنّه "في ظلّ شحّ الموارد الذي ‏تعاني منه الدولة وغياب أفق حلّ للأزمة الاقتصادية الخيار الوحيد المتاح حلّ سياسي بانفتاح الحكومة ومخاطبة مطالب ‏الجماهير وفتح منبر الحوار مع كل المكوّنات السياسية السودانية دون استثناء‎".

غير أن "البوني" يعتبر أنّ "الباب مفتوح على كل الاحتمالات: إذا دخلت قوى خارجية على الخط وساندت الاحتجاجات، ‏حتى لو إعلامياً فقط، فسيؤدي ذلك إلى تغيير سياسي. أمّا إذا لم يحدث ذلك، فستتراجع الاحتجاجات‎".

وأوضح أنّ "سبب ذلك بسيط وهو أنّه ليس هناك مجال للمقارنة بين المعارضة الداخلية والقوة الأمنيّة للنظام‎".

من ناحيته اعتبر "لطيف" أنّ "استمرار التظاهر يعتمد على ردّة فعل الحكومة، فإذا أصرّت على الحلّ الأمني والتصعيد ‏سيحدث تصعيد من الطرف الآخر وسيصبح حينها الموقف مفتوحاً على كل الاحتمالات"، محذّراً من أنّه "في ظلّ ‏التركيبة الهشّة للسودان وانتشار الكيانات المسلّحة يمكن للمستقبل أن يكون قاتماً‎".

وأضاف "ليس هناك خيار سوى مراجعة التركيبة الحاكمة، وعلى الحزب أن يراجع علاقاته ومواقفه وإلا سيجد نفسه ‏أمام وضع لا يحسد عليه، وأعتقد أن حزباً بهذه الهشاشة التي ظهرت لا يمكنه قيادة المرحلة القادمة لذا مراجعة مواقفه ‏وهيكله حتمية‎".

بالمثل، قال "البوني" إنّ "الاحتجاجات أحدثت هزّة عنيفة داخل النظام ولا بدّ له من مراجعة مواقفه‎".

غير أنّ المتحدّث باسم الحزب الحاكم قال إنّ "أيّ تركيبة سياسية تحدث فيها تغيّرات وهذا أمر طبيعي ومطلوب، ونحن ‏كحزب نطوّر هياكلنا باستمرار، وهذا الامر غير مرتبط بالتطورات الآنية، ونعمل في هذه الأيام على البناء الهيكلي ‏للحزب‎".

زمان الوصل - رصد
(101)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي